عاش الاخوان المسلمون خلال ثمانون عاما فى غيبوبة كما لم تعش جماعة من قبل ...فقد زرع حسن البنا فى نفوس أتباعة ما يجعلهم طائعون منقادون غائبون .. وجد حسن البنا فى اتباعه استجابة لكل لما يمليه عليهم دون مناقشة او تفكير .. غرس فكرة فى عقول اية مجموعة تحتاج مهارة التحدث ولباقة فى القول لتتمكن من الاستحواذ على عقول من امامك .. ووجد البنا فيمن تبعواه استعدادا فطريا لتقبل كل ما يقوله .. وبذكاء منه عزف على الاوتار الحساسة التى تجعل المتلقى يتفاعل معه.. فلم يجد خيرا من الحديث الى مجموعة ليست بالثقافة العميقة بل اختارهم من اوياط الشعب .. فلم يبدأ حواراته مع مثقفى الامة وأدبائها .. لم يذهب الى علماء الدين ... بل جعل من نفسه داع وداعية بعيداً عن الازهر وعلمائه وفقاء الدين .. واستقل ليجعل من نفسه داعية بدون وجه حق .. لم يتخذ الازهر تجاه هذا الرجل ما يردعة عن غيه بل ترك الازهر الامر كانه لا يعنيهم .. فى حين ان الازهر كان اولى به التصدى الشديد للبنا ومن تبعوه ، وسارت الحكومة فى ذلك الوقت على منوال الازهر ، فتركت له الحبل على غاربه ولم تكن هناك وقفة صارمة ضد البنا واتباعة الذين سيطر عليهم وغيب عقولهم فى دهاليز وسراديب دعوته... لم يكن للدولة المصرية اهتمام بتلك الدعوة فى بدايتها ومرد ذلك لان الملك وجد فيها سنداً ضد الاحزاب كالوفد .. ووجد ت الاحزاب بغيتها فى تلك الدعوة الجديدة لضرب الملك بضم هؤلاء اليها باستثناء حزب الوفد الذى قاوم افكار البنا فى ذلك الوقت .... فى حين كان للانجليز راى أخر اذ وجدوا فى حسن البنا الرجل الذى به يستطيعون تنفيذ مخططاتهم بهدوء ودون ان يكونوا فى مقدمة الصورة ... نام الكل ولم يفكروا فيما قد يحيق بالوطن من جراء ترك هذا الرجل يبث سمومه فى العامة والبسطاء من الشعب .. وما يمكنه فعله حينما تتسع دائرة المحيطون به وايمانهم بافكاره ويسطرته عليهم... لم يكن هناك من ناصح أمين قبل استفحال الامر .. فقد استطاع البنا تسويق بضاعته للجميع أنه داع لتربية النفوس على الفضيلة والعودة بهم الى الاسلام ... وكأنما المصريون قد اتجهوا الى عبادة غير الله ليكون هو رادهم الى الاسلام مرة أخرى... وتركزت افكار البنا على البسطاء من الشعب لسهولة حشو رؤوسهم بما يريد من افكار دون معاناه فهؤلاء محدودى الثقافة بالاضافة الى عدد لا بأس منه من الاميين ... جعل حسن البنا من الجماعة التى كونها فى عشرينيات القرن الماضى جماعة كهنوتيه أحتكاريه .. ففى التنظيم الهرمى الذى وضعه للمنتسبين الى جماعته وطريقة القسم الذى أعده ثم تكوين المجموعات وتقسمه لمصر مناطق وتشكيل مكتب شورى سيطر عليه هو وأقلية ممن استطاع غرس افكارة فى نفوسهم بعنايه خاصة ليكونوا يده اليمنى ضد من تسول له نفسه بالمناقشة لامر ما او التصدى لقرار من قراراته... وجعل البنا جماعته كهنوتيه احتكاريه للدين ونصب نفسه داع وداعية وقائدا ملهما لا ياتيه الباطل من يديه ولا من خلفه .. وهو ما الا معلم ابتدائى لم يكمل حفظ القرآن الكريم كاملاً .. جعل من نفسه داع للخير معيد النفوس الى سيرتها الاولى فى صدر الاسلام .. وداعية يؤخذ منه ولا يرد .. وجعل اقواله وكتاباته ورسائله التى يبعث بها الى التابعين له يفراً لا تشوبه شائبه... غير أن حسن البنا فى مقابلاته للملك او الانجليز لم يكن الداع او الداعية بل جعل من الملك ظل الله فى الارض .. وتعامل مع الانجليز تعامل الاصدقاء لا الاعداء الذين يحتلون وطنه..وقَبِلَ منهم هداياهم وأموالهم دون خجل .. استطاع البنا غرس بذرة الجهاد فى نفوس اتباعه ، لم يغرسها لتنمو ضد أعداء الامة المصرية فى الداخل والخارج وان يكون اتباعه وقودا لدحر الاستعمار وتحرير الأرض من دنسهم بل وجه فكرة الجهاد ضد ممن لا يتبعون طريقته من المصريين.. ومن هنا بدأ حسن البنا فى أنشاء الجهاز الخاص ومعه جهاز مخابرات الجماعة ونشط تابعوه فى التغلغل داخل مؤسسات الدولة ليكونوا عيونا له وجامعى معلومات لتكوين قاعدة معلوماتيه خاصة بهم ...وكان لانشاء فرق الجوالة فى بداية التكوين أهدافاً خاصة أهمها التدريب العسكرى ليكونوا فى جاهزية للطوارئ التى قد تطرأ على الجماعة لتواجهها فرق الجوالة بالقوة العسكرية ....ولغرس البنا فكرة استاذية العالم والخلافة ابدى تابعيه الإستعداد التام للوقوف ضد كل من تسول له نفسه بنقد او تشويه البنا وجماعته....فما ان وقعت اول ردة فعل من السلطة القائمة حينذاك الا وفرضت الجماعة قانونها الخاص وقتل الخازندار ولما ارادت السلطة فرض هيبتها قتلت الجماعة النقراشى ... لتعلن الجماعة عن نفسها بوضوح ودون مواربة انها جماعة مسلحة لها يد تستطيع بها ان تقتل من تشاء وقتما تشاء.. ينكر الكثير من الاخوان انهم وضعوا العنف فى مقدمة اولوياتهم منذ عشرينيات القرن العشرين ..ولكن الوقائع التى جرت منذ مقتل النقراشى الى أحداث القتل والترويع التى تمارسها هذه الجماعة تثبت بما لا يدع مجالا للشك ان حسن البنا لم ينشئ جماعة دينية هدفها توعية وتربية جيل مسلم على نهج الاسلام الصحيح وانما انشاء جماعته لهدف السيطرة على حكم البلاد والعباد بالقوة المسلحة وبعنف دموى ... من خلال رسائله التى بثها البنا استطاع أن يطوى العقول لتكون طوع بنانه يحركها كيفما شاء فى الاتجاه الذى يريده هو دون مناقشة لقوله ان كان صوابا ام خطاءَ .. فلم يخرج منهم فقيها ولا عالما .. لان حسن البنا جعلهم يدورون فى فلكه ، لا يتدارسون الا اقواله ومذكراته وحده دون غيره حتى حفظوها عن ظهر قلب .. فمن اين الوقت للتفقه فى الدين وحمل مشاعل النور الى العالم كما اوهم البنا اتباعة .. فى حين انه جعل اقواله سلطاناً عليهم واعاذهم من كل قول غير قول الامام ... تغيبت العقول لما بُذرَ فيها من البنا .. فصار الاخوان جذر لشجرة امتدت فروعها ونضجت ثمارها المرة لتصنع تاريخا من القتل والدماء ...وكم من محطات دامية فى تاريخ الاخوان ... نشر عدد من المسلمين قائمة بعمليات العنف والاغتيالات التي قامت بها الجماعات الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين تحت مسمي شرع الله وهي مخالفة للقرآن والسنة واعترفوا بعد ذلك بذنوبهم في المراجعات الفقهية وقالوا أنهم أخطاوا التقدير والفهم الصحيح للقرآن والسنة ، كما أنكر من قبل حسن البنا عنف بعض الأعضاء جماعة الإخوان وقال عن القاتلون منهم: ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين، ومن تاريخ الاخوان واتباعهم 1-أغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر في فبراير 1945. -2 نسف سينما ميامي في مايو 1946. 3-عمليات نسف سينما مترو وكوزموس ومتروبول في 6 مايو 1947. -4 في 1948 دعوا إلى قتل كل طائفة تمتنع عن إقامة شرع الله. -5القاضى أحمد الخازندار في مارس 1948. -6 شهدت مناطق شبرا وروض الفرج وشارع السندوبي ووكر الجيزة ما عرفت ب"جرائم الأوكار" 4 أبريل 1948. 7 تدمير حارة اليهود في 20 يوليو 1948 بالموسكى. 8 محلات عدس وبنزيون في أغسطس 1948. 9 حارة اليهود للمرة الثانية خلال عام فى سبتمبر 1948. 10 نسف شركة الإعلانات الشرقية في نوفمبر 1948. 11اغتيال محمود فهمي النقراشي في 22 ديسمبر 1948. 13 محاولة اغتيال إبراهيم عبد الهادي رئيس الوزراء. 14 اغتيال حامد جودة رئيس مجلس النواب في 5 مايو 1949. 15محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في المنشية بالإسكندرية 26 يونية 1954. 16 محاولة اغتيال جمال عبد الناصر مره ثانيه في 1965. 17 محاولة نسف القناطر. 18 اغتيال الشيخ الذهبي في 1977. 19 اغتيال الرئيس أنور السادات في 6 أكتوبر 1981. 20 اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو" أكتوبر 1973. 21هجموا على مديرية أمن أسيوط، وقتلوا أكثر من 118 جندي وضابط أكتوبر 1973. 22 اغتيال الملك يحي ملك اليمن وأولاده في فبراير 1982. 23نفذوا عملية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب في 12 أكتوبر 1990. 24اغتيال الدكتور فرج فودة في 1997. 25قتل سائح بريطاني قر ب ديروط بتاريخ أكتوبر 1992. 26تفجيرات مقهى وادي النيل في 1993. 27قتلوا أمريكيان وفرنسي وإيطالي وطفلة تُدعى شيماء في هجوم على فندق سميراميس عام 1993. 28الهجوم على عبارة سياحية وقتل سائح ألماني في عام 1994. 29 الهجوم على منتجع سياحي وقتل سائحين ألمانيين في ذات العام 1994. 30هجومين في جنوب مصر وقتل سائح بريطاني. 31في 1996 نفذوا هجوم بالجيزة وقتلوا خلاله 18 سائح ياباني. 32 في نوفمبر 1997 قامت الجماعة بقتل وذبح 62 سائح بالأسلحة النارية والسكاكين، فيما يُعرف بمذبحة الأقصر وحتشبسوت، واستمرت عملياتهم إلى أن تم الإعلان عن مبادرة وقف العنف في عام 1997. 33 مقتل 16 جندى مصرى وقت الافطار برمضان بسيناء2012 34 مقتل 25 جندى مقيدي الايدى فى 2013 بسيناء 35 متقل العديد من شباب مصر فى الاتحادية والتحرير واكمنة الجيش والشرطة بطول البلاد وعرضها منذ يونيو 2013 الى اليوم غيب حسن البنا عقول تابعيه طوال ثمانون عاما .. ومن الغريب ان عدد منهم غير قليل حينما فكر وناقش غضب منه الجميع ولفظوه الى خارج الجماعة .. فالمناقشة والتفكير داخل اسوار الكهنوت الاخوانى ممنوع منعاً باتاً.. فهذ حق للكاهن الاكبر الجالس على عرش الارشاد والتوجيه وبث السموم لم حوله كى يفعلوا ما يريد لا ما يريدون من خلال تاريخ العنف المتوارث منذ 1945 باغتيال احمد ماهر الى اغتيل الشباب فى 2013 يثبت ما لا يدع مجالا للشك ان هؤلاء ليس لهم عقول يفكرون بها ولا افئدة يعون بها فقد وضع حسن البنا لهم نظاما دقيقا لتغيب عقل كل تابع له ... وما رايناه اليوم فى محاكمة المعزول خير شاهد على التغيب العقلى للاخوان المتأسلمين............... [email protected]