توفى الكاتب الروائى والشاعر والفنان التشكيلى «محمد حسين بهنس» متجمدا من البرد على أحد أرصفة وسط البلد بالقاهرة. بهنس جاء إلى القاهرة منذ أكثر من عامين، ليقيم معرضا تشكيليا فى القاهرة ثم أستقر فيها، وتدهورت أوضاعه المالية ووضعه النفسى لدرجة أنه اتخذ من ميدان التحرير «ميدان ثورة العدالة الاجتماعية» سكنا له مشردا بلا مأوى ولا غطاء.
محمد حسين بهنس 43 عاما من السودان وتزوج من فرنسية وأنجب منها طفلا عام 2005 ثم طلق زوجته، وقامت الحكومة الفرنسية بترحيله.
من أشعار بهنس «بهديك الفوضى..شجار طفلين في ساحة روضة..أهديك الغربة..ضجيج الموتى..وصوت التربة..أهديك إحباطي..حديث عابر..في مركبة عامة..بصوت واطي..اهديك حزنك..شتات الفول أثنا الخمشة..بعد إذنك..اهديك حروف نقرابة..الفاضل من عمرك..من عمر الفرح الممطوط..اهديك الطلة..لبيوت الطين..وفكرة تفتيش..عن اسواق ارخص..ما فيها حليفة الله..اهديك مرة..الاعبك فيها بالمعدن..اقول ليك حرية..احبك..وله اقمض شارع عنك..اقول ليك..كتابة وطرة..خسرتك..ربحتك مرة..اهديك مرهم للنجمة..يداوي جراحك..في السما تتبسم..اهديك الليل وعرباتو المسرعة..صوب الرئة..في شارع النيل..لاهديك اوصيك....اهديك واهديك..اهديك وله شيء..واقطع عمري مشي»
استمع إلي عزف وغناء بهنس
استمع إلي أغنية بهديك الفوضي من كلمات محمد حسين بهنس
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور عمار علي حسن، قام بكتابة قصيدة إلي محمد حسين بهنس بعد وفاته، وجاء فيها :
«في بطنه أحجار جافة..حطب مسنون..عويل وجنون..يضربه يمنيا ويسارا..فتتساقط أنات الليل ..من خشب وحديد..وبقايا صديد..لتنام في عرض شوارع..لا تعرف أبدا..أن الرجل الجالس جنبي يصرخ صمتا..ليس مريضا..وليس غريبا..وليس شريدا..لكنه فقط جائع».