إسرائيل تدمر أكبر المقابر التاريخية الفلسطينية برلماني عربي بالكنيست: مصر أنفقت ملايين لبناء جسر لا يدمر مقابر اليهود ..وإسرائيل تنبش قبورنا بلا احترام لموتانا محمود عباس خلال لقائه بجورج ميتشل بدأ جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي للسلام مساء أمس جولة جديدة له بالمنطقة، ملتقيا بمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية الأربعاء، كما أنه من المتوقع أن يجتمع ببنيامين نتنياهو رئيس حكومة تل أبيب الخميس وذلك لبحث استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي . والتقى ميتشيل فور وصوله لتل أبيب مساء أمس وزير دفاعها إيهود باراك ، وأوضحت وسائل الإعلام العبرية أن اللقاء كان قصيراً ولم تصدر عنه أية بيانات أو تصريحات سوى أن الطرفين بحثا موضوع المفاوضات غير المباشرة . في الوقت نفسه كشفت تقارير إعلامية فلسطينية عن نية عباس ابلاغ ميتشل موافقة الجانب الفلسطيني على وجود قوات من حلف الاطلسي على اراضي الدولة الفلسطينية المقبلة ناقلة عما أسمته مصادر فلسطينية مطلعة قولها أن قوات الاطلسي ستتكفل بمراقبة حدود الدولة الفلسطينية والمعابر لمنع دخول اسلحة للدولة التي ستكون منزوعة السلاح اضافة لتوفير الحماية للدولة من اعتداءات جارتها اسرائيل. وأضافت التقارير افلسطينية أن عباس الذي سيبحث ملفي حدود الدولة الفلسطينية والأمن مع ميتشل سيعبر عن موافقته على وجود قوات الاطلسي على اراضي الدولة الفلسطينية وسيطالب بحماية أمريكية وأوروبية للدولة الفلسطينية من جارتها اسرائيل على حد قول المصادر موضحة ان رئيس السلطة الفلسطينية سيطالب واشنطن ودول حلف الاطلسي بتوفير الحماية للدولة المنتظرة من تل أبيب التي قد تقدم على اجتياح اراضي تلك الدول وتدمير مؤسساتها خلال اي ازمة قد تنشأ بين الجانبين. واشارت المصادر حسب تلك التقارير إلى أن عباس سيتعهد بمواصلة مكافحة اية اعمال عنف او تحريض فلسطيني ضد اسرائيل، مؤكدا على ان السلطة نفذت ما عليها من التزامات امنية وردت في خطة خارطة الطريق وستبقى ملتزمة بمكافحة 'الارهاب' موضحة أن عباس سيطالب باقامة الدولة على جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 مع امكانية اجراء تبادل اراض مع اسرائيل التي تعتزم الاحتفاظ بالتجمعات الاستيطانية الكبيرة. وذكرت المصادر أن عباس سيطالب بتوفير ممر آمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة وستكون مساحته محسوبة من نسبة الاراضي التي سيجري مبادلتها بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي والتي لن تزيد عن 4 بالمئة من مساحة الضفة على حد قول المصادر. في سياق منفصل كشفت صحيفة هأرتس الإسرائيلية عن تزايد عمليات الحفر والنبش المستمرة في مقبرة مأمن الله الفلسطينية التاريخية بالقدس بهدف بناء ما تدعوه إسرائيل بمركزالكرامة الانساني متحف التسامح" موضحة في تقريرها أن عمليات النبش لا تتوافق مع المعايير المهنية لعمليات الحفر مؤكدة ان جمال زحالقة العضو العربي الكنيست بعث برسالة عاجلة لمنظمة اليونسكو طالبها فيها بالتدخل الفوري وإصدار القرارات اللازمة لوقف عمليات الحفر التدميرية وأضافت هأرتس أن عملية استخراج الرفات استمرت لما يقارب الخمسة شهور، حاولت السلطات الإسرائيلية فيها تكثيف عمليات الحفر، وعملت على تسريع عمليات النبش دون الاكتراث بكرامة الموتى موضحة أن المركز الإسرائيلي سيتم بناءه على أنقاض ما تبقى من المقبرة الإسلامية والتي تحوي بحسب التقديرات، أكثر من ألف قبر. وقال النائب جمال زحالقة: "لقد قاموا بنبش المقبرة وإخراج الجثامين منها، بهدف بناء ما أسموه متحف كرامة الانسان والتسامح. هذا يعكس حقاً معنى التسامح الإسرائيلي، المبني على الدوس على كرامة الانسان الفلسطيني حياً أو ميتاً. لو كانت مقبرة يهودية لقامت الدنيا ولم تقعد ولتدخل حتى أوباما" مضيفا بقوله : "للمقارنة؛ قامت مصر ببناء جسر عملاق في القاهرة حتى لا يمر الشارع عبر مقبرة يهودية، وكلف ذلك مصر عشرات الملايين من الدولارات للمحافظة على قبور اليهود، أما اسرائيل التي تدعي الديمقراطية فتقوم بنبش القبور وتخرج الهياكل العظمية وتجمعها أكواماً، بلا احترام لكرامة الميت وباستهتار مقصود بالبعد الديني والحضاري للمقبرة ليتسنى لها تزييف التاريخ والجغرافيا". وطالب زحالقة بعقد جلسة عاجلة في لجنة الداخلية في الكنيست لبحث الموضوع بشكل جذري والاطلاع على الحقائق بحضور السلطات المسؤولة، مؤكداً أن الاعتداءات المتكررة هي خرقاً فاضحاً للقوانين والأعراف الدولية، واعتبرها جزءاً من المخطط الاسرائيلي السياسي الذي يهدف الى طمس الوجود العربي الفلسطيني في المنطقة. يُذكر أن مقبرة "مأمن الله" هي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس وتقع غربي مدينة القدس القديمة وعلى بعد كيلومترين من باب الخليل، وتقدر مساحتها بمائتي دونم وتشير الشهادات إلى وجود رفات أكثر من سبعين ألف شخص في المقبرة منهم العلماء والفقهاء والأدباء والأعيان والحكام. وبعد احتلال القوات الاسرائيلية لمدينة القدس في العام 1948 دخلت مقبرة مأمن الله ضمن أملاك ما يسمى "حارس أملاك الغائبين"، واستمرت محاولات المؤسسة الاسرائيلية بنبش القبور وتغيير معالم المقبرة سعياً منها لمحو المعالم العربية وطمس الوجود الفلسطيني في المدينة.