الزيارة الأخيرة التي قام بها جورج ميتشل المبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي الشرق الأوسط هي الحادية عشرة منذ تكليفه بملف السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين لكن الزيارة انتهت أمس بلقاء ثان مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي دون إحراز أي تقدم علي صعيد تقديم ردود علي تساولات أوباما العشرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين وهو ما لم يحدث وبحسب مصادر إسرائيلية فإن ميتشل فشل في إقناع نتانياهو بوقف الاستيطان في الضفة الغربية مما جعله - بحسب هذه المصادر - يحاول أن يقنع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" باسقاط هذا الشرط "تجميد الاستيطان" من أجل استئناف المفاوضات مما يعني أن جولات ميتشل لن تكون أكثر من صورة بالكربون من جولات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس التي حققت جولاتها للمنطقة رقما قياسيا لكن دون إحراز تقدم عقب مؤتمر أنابوليس. وفي هذا السياق انتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية"بنظام الابارتايد العنصري" في جنوب افريقيا، مؤكدا الحاجة الي "قيادة اسرائيلية شجاعة" لانهائه. وقال في كلمة في افتتاح جلسة للمجلس الثوري لحركة فتح "من المفارقات ان العالم يعتبر النظام العنصري ذكريات والنظام العنصري يتكرس اليوم ويتسع نفوذه وممارساته عبر الاحتلال الاسرائيلي المباشر ومصادرة الاراضي والمقدسات عنوة". واضاف ان "تجربة افريقيا في الخلاص من النظام العنصري نجحت ليس بسبب توفر ارادة عالمية شاملة تدعم هذه التوجه كما هو متوفر لدينا اليوم وانما بسبب توفر شرط داخلي لا غني عنه يتمثل في توفر قيادة تاريخية لدي الجانبين كانت قادرة علي تجاوز كل الالغام بهدف الانتهاء من النظام العنصري". وتابع ان "القضية تحتاج الي قيادة شجاعة للقيام بعمل شجاع، فهل تتوفر لدي اسرائيل تلك القيادة؟". ودعا أبو مازن الي فتح "حوار سياسي واسع" بين المؤسسات والقوي والاحزاب الفلسطينية والاسرائيلية "علي اساس حل الدولتين"، مبديا استعداده لبدء حوار مع المنظمات اليهودية في العالم. وقال عباس امام اعضاء المجلس الثوري لحركة فتح "ادعو الي حوار سياسي مفتوح بين القوي السياسية الفلسطينية والاسرائيلية. نحن مستعدون للحوار معهم بدون استثناء علي اساس حل الدولتين". وجاءت دعوة عباس للحوار بين المؤسسات الفلسطينية والاسرائيلية، في الوقت الذي ترفض فيه القيادة الفلسطينية العودة الي المفاوضات المباشرة مع الحكومة الاسرائيلية. وتطالب القيادة الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية بوقف تام للاستيطان قبل العودة الي اي مفاوضات. وقال عباس "نحن مستعدون للمباشرة لحوار مسؤول لاننا نعلم ان 84% من الاسرائيليين يريدون السلام ولان الغالبية الساحقة من الفلسطينيين والاسرائيليين ترحب بالسلام الحقيقي". من جانبه قال رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية ستجتمع في القاهرة في الأول من مايو المقبل لمناقشة أفكار المبعوث الأمريكي جورج ميتشل بشأن استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. تصريح المسئول الفلسطيني جاءت عقب اجتماع المبعوث الأمريكي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله مساء الجمعة. ولم يعط عريقات أي تفاصيل، لكن نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني قال في وقت سابق إن أي اقتراح جاد لاستئناف المحادثات يجب أن يصادق عليه القادة العرب. ونسبت وكالة رويترز ل"مسئول فلسطيني رفيع" القول إن ميتشل طلب من أبو مازن استئناف المحادثات غير المباشرة، لكن الرئيس الفلسطيني "قال إنه لا يستطع أن يفعل ذلك قبل استشارة الرؤساء العرب". وقال عريقات إن المحادثات بين ميتشل وعباس "كانت معمقة جدا وستستمر". ولكنه أكد "ليس هناك إطلاق للمحادثات غير المباشرة خلال الأيام المقبلة" بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأوضح أن قرار بدء المحادثات "يتوقف علي الإيضاحات التي سنتلقاها من الجانب الأمريكي. واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير هي التي ستقرر بعد وصول الإيضاحات واستكمال الصورة لدينا". من جانبه أكد ميتشل -قبل لقائه عباس- دعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإدارته "للرئيس الفلسطيني وحكومة سلام فياض والقيادة الفلسطينية"، وأضاف أن أوباما ملتزم بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي علي أساس إقامة الدولتين "لكي يحظي الشعب الفلسطيني بأمان وحياة أفضل لأولاده". وبخصوص استئناف المفاوضات بين الجانبين اعترف المبعوث الأمريكي بوجود صعوبات كثيرة "وستكون هناك صعوبات أكثر لكننا مصممون علي مواصلة الجهود حتي نصل السلام المنشود".