مبادرات تسليم السلاح مصالحه مع الدوله ام مقايضه على الامن؟ قائد الجيش الثانى: قبائل سيناء صف اول لتأمين الحدود ومحاربة الارهاب اهل سيناء يحمون العالم الان كما حموا مصر فى الاستنزاف واكتوبر المشايخ: لابد ان تفرض الدوله سيادتها على كل تراب سيناء تسليم السلاح يعنى اننا ضد كل من يرفع السلاح فى وجه الدولة
حتى وان اختلف تقييم هذه المبادرات ودورها فى دعم الحرب على الارهاب في سيناء فانها تسجل نقطه يمكن ان تغير مسار العلاقه بين اهل سيناء والدوله فى المستقبل القريب اذا صدقت النوايا واخلصت. شيوخ وعواقل خمس قبائل بشمال سيناء هى البياضيه والعواليل والأخرسيه والعقيله والمساعيد تجمعوا من صباح الجمعه عند منفذ القنطرة شرق ليتوجهوا فى قافله سيناويه الى مقر قيادة الجيش الثانى الميدانى فى معسكر الجلاء بالاسماعيليه ، كل قبيله حملت فى سياراتها مجموعه مختلفه من الاسلحه التى قررت بمبادرة منها تسليمها للجيش ممثل الدوله فى العمليات الدائره لتطهير سيناء ، المشهد تكرر على مدى الشهور القليله من قبائل جنوب وشمال سيناء التى تحمل السلاح المخزن لديها تباعا لتسليمه طواعية للجيش فى رسائل واضحه للدوله المصريه والنظام الحاكم محورها: قبائل سيناء تلتزم بطاعة الدوله وتحترم سلطتها ولا تقف امام فرض سيادة الدوله وبسط سيطرتها علىى كامل التراب المصري، وان محاولات تصوير ارض سيناء ارض منفصله اجتماعيا عن الدوله محاوللات بائسه محكوم عليها بالفشل لان اهل سيناء أنفسهم يرفضونها واروا ظهورهم لها. اجمالى ما حمله ابناء سيناء من سلاح ليقدموه للحيش الثانى كدفعه اولى بلغ 103 قطعه سلاح منها 69 بندقيه اليه 4 رشاش متعدد 4 بندقيه خرطوش 9 بندقيه قناصه 17 مسدس ، ورغم ان الكميات المقدمه فى مطلع المبادره لا تعد ضخمه وهائله او بشكل ادق لا تعكس الحجم الواسع للسلاح غير القانونى المهرب والمخزن فى سيناء لكن الرسالة والمغزى يكمن فى ما وراء استجابة القبائل لتسليم اسلحتها خاصة لمن يعلم ماذا يعنى السلاح عند ابناء القبائل العربيه ليس فى سيناء فقط بل وعلى الحدود الغربيه وفى الصعيد فالقبائل تعتبر السلاح جزء من الدفاع عن كرامتها والتخلى عنه طواعيه للدوله هو اعلان لا يقبل تأويل بخضوع القبائل لسلطه الدوله من جهه ورضائها الى حد كاف عن تأمينها بواسطة سلطات الدوله بما يدفعها لترك السلاح ومبادلته بأمن توفره لها الدوله . رساله اخرى تسجلها قبائل شمال سيناء انها لن تقف فى اى وقت وراء او جانب من يرفعون السلاح فى وجه الدوله بل ستتعاون لتسليمهم كما سلمت السلاح لدعم امن سيناء وامن كل اهلها اللواء أحمد وصفى قائد الحيش الثانى الميدانى حرص على التواجد بين مشايخ القبائل الذين جاءوا ليس فقط من القبائل الخمس التي سلمت السلاح بل ايضا مشابخ اكثر من عشر قبائل وجهت لهم قيادة الحيش الدعوه للتواصل ومشاركه باقى القبائل فى المبادره الايجابيه وفي كلمه قصيره ومركزه وجه قائد الجيش الثانى تحيه وشكر للقبائل وحرص على ان يعبر عن تقديره للدور الايجابى والفعال فى استجابه لمبادرة تسليم السلاح لنبذ العنف والارهاب والتى دعت اليها القياده العامه للقوات المسلحه برعاية الفريق اول عبد الفتاح السيسي ووجه وصفى الشكر لمشايخ ورموز القبائل فى شمال سيناء على المبادره الوطنيه واعتبرها ايمانا بالدور الايجابى لمسانده القوات المسلحه فى تطهير البؤر الاجراميه والقضاء على العناصر التكفيريه ومطاردة الخارجين عن القانون لتأمين الحدود مصر الشرقيه بشمال سيناء واكد ان كل هذه الجهود من الجيش والقبائل كان لها اكبر الأثر فى طمأنه الشعب المصري. واشاد وصفى بالمبادره الاولى للقبائل فى مركز بئر العبد وقال:" الان المبادره الثانيه ارجو ان تكون فاتحه ايجابيه لباقى القبائل والعشائر ،" وتوقف وصفى ليقول:" اسجل هنا للتاريخ ان اهالى سيناء كان لهم دور سابق فى مصر اثناء حربة67 والاستنزاف وحرب اكتوبر لكن اليوم يقومون بدور فى القضاء على عدو دولى ولا يقل بطوله عما تم فى الحروب السابقه نساء وشيوخ وشباب وهذه حقيقه لابد ان يسجلها التاريخ دورهم الان بنفس قوة وخطورة ما قاموا به من قبل ." بدورها القبائل حرصت علي لسان شيوخها وعواقلها على مد جسور التفاهم حول تأمين ابنائها وتعاونهم من اجل وقف تحويل سيناء الى معبر ومخزن للاسلحه التى باتت توجه ضد ابناء القبائل انفسهم بعد تحولها من التوجه نحو غزة الى التوجه للمصريين من ابناء الحيش وابناء سيناء. فبعد وصول الاخوان للحكم فى يونيو 2012 شهدت تجارة السلاح على الحدود ازدهارا واسعا من ليبيا غربا والسودان جنوبا وسط غياب الأمن الجنائي وانشغاله بجرائم اخذت طابعا سياسيا رغم استهدافها رجال الجيش والشرطه وكان بينها حادث مقتل 16 مجند برفح في رمضان، ومقتل 23 مجند برفح واغتيال رجال الامن الوطنى فى سيناء، إضافه إلى اختطاف مجندي سيناء ما اسهم فى تنشيط تهريب السلاح واصبح نقل السلاح القادم من ليبيا والمخزن في الإسماعيلية او السويس أو بورسعيد إلى وجهته النهائية في سيناء أو قطاع غزة هي المرحلة الأسهل من وجهة نظر تجاره، لأن الأمن يتركز في نقاط ثابته ومعروفة غالبا بمجرد عبور قناة السويس يسهل توصيل السلاح إلى وجههته النهائيه خاصة مع خبرة المهربين بدروب وطرق سيناء من هنا كان حرص ابناء القبائل على ابراء ساحتهم من محاولات تصوير كل ابناء سيناء بالتورط فى دعم الارهابيين ضد الجيش كما وضح الشيخ سعد العباس محمد صاحب المبادره الذى اصر بان يخاطب القوات المسلحه بلقب خير اجناد الارض وشدد على ان القبائل السيناويه تحرص على سلامه المجتمع المصرى وحذر ان حالة الاستقطاب الحاليه تضر بسلامة المجتمع وقال:"وايمانا مننا بان المؤسسه العسكريه هى رمانة الميزان لامن مصر، فان قبائل سيناء تشعر بمسئوليتها لدعم امن الوطن ولذا راينا ان نتقدم للجيش بهذه المبادره كخطوه اولى" واضاف " فنحن ابناء القبائل نقيم بصحراء سيناء منذ السلف ونؤمن ان مصر الاسلام ومصر الرياده قادره ان تحمى مقدساتها اسلاميه ومسيحيه وقد وقف ابناء سيناء الشرفاء بجوار اخوتهم من النجوع والقري فى مصر فى معركة اكتوبر المجيده وتحرير سيناء وعندما قامت الثوره انحازت القوات المسلحه لصفوف الحماهير ودعمتها وقامت الشرطه بتقديم الشكر لابناء قسمي بئر العبد ورمانه لانهما تصطيا للحفاظ على الامن اثناء الانفلات الامنى واوضح ان هذه المناطق كانت تفتقد الامن من سنوات وهو السبب لان اهلها حازوا السلاح لحماية انفسهم وعرضهم وممتلاكاتهم لكن عندما استتب الامن قرروا ان يتخلوا عن السلاح واضاف:" انا من عائلة العواليل واتمنى وادعو ان يحذو الجميع حذونا وان يقفوا الى جانب القوات المسلحه وهذا ليس جديد على القبائل البدويه كما اتمنى ان القياده تنظر لهذه المنطقه بعين التنميه". واضاف بكلمات محدده:" ارجو ان توصلوا كلمتى للفريق السيسي "لا تراجع ولا استسلام نحو القضاء على الارهاب ونتمنى ان ترشح نفسك رئيسا لمصر". اما الشيخ سليمان الزملوطى فقد وجه كلمته للشعب المصرى قائلا:" اناشد اهل مصر انكم الان تعيشون فترة من ازهى فترات الوطنيه العروبه والنخوه والشجاعه والقوه والتضحيه لان مصر انجبت رجالا كثيرا لكن قدر المرحله ان يتصدى لهذه الوقفه الشجاعه وهذا الموقف التاريخى رجل من خيرة ابنائها". واضاف:" التاريخ لا يكرر زعماء اذا ذكر ديجول لا تذكر بعده زعامات حتى الان وايزنهاور وغاندى وتيتو ، لكن من قدر مصر ان يتوالى فيها الزعماء فانجبت الكثير وهاهى تقدم زعيم وليس رئيس يقود مرحله من اخطر المراحل تتحدى فيها مصر العالم لتثبت امن مصر قادره دوما على انجاب الرجال وهاهى تقدم الفريق اول السيسي زعيما وقائدا بشخصه لكن عون الله معه ومن خلفه رجال وضعوا ارواحهم على اكفهم وقدموها حتى نحظى مصر بمكانتها التتى شرفها لله فى قرانه وذكرها رسوله محمد ". ومن حهة اخرى فان القبائل تطلب باستمرار مقابل تقدمه لابنائها يؤكد ان مبادرتهم ليست من طرف واحد بل تتجاوب معها الدوله في الوقت نفسه ويأتى دائما على رأس المطالبات التى أخذت سابقا شكل الاشتراطات لكنها حاليا اصبحت على جدول التفاهمات والمفاوضات موضوع الأحكام الغيابيه الصادره بحق ابناء القبائل المتورطين بشكل او بأخر فى أعمال خارجه على القانون. ومع ذلك فوفقا لمصادر قضائيه عسكريه بالجيش الثانى فان اجمالى المفرج عنهم 121 سابقا واليوم سيتم الافراج عن 23 اخرين وسيتم استكمال مراجعة باقى القضايا واضاف ان القضاء العسكرى سبق الانتهاء من ست مجموعات وجارى اعداد المجموعه السابعه لانهاء وضع المتهمين فيهم.. الاهم كما اجتمع شيوخ القبائل الذين حضروا التسليم ان هذه الخطوه من شآنها ان تشجع ابناء القبائل من محيط المناطق الملتهبه فى وسط سيناء وجبل الحلال للدخول فى المبادره عندما يطمأنوا ويتأكدوا ان الدوله ستوفر لهم الحمايه وان تسليم السلاح سيكون له مقابل مباشر من أمنهم وامن اسرهم واخوتهم وابناء القبيله كلها. قبائل سيناء فى نطاق الحيش الثالث الميدانى سبق وقامت بمبادره مثيله قبل ثلاثة اسابيع عندما قام بدو السويس بتسليم أكثر من 90 قطعة سلاح منتشرة فى البيوت استجابة لنداء قائد الجيش الثالث اسامه عسكر بعدم الاحتفاظ بالاسلحه فى البيوت لما تمثله من خطر على الشباب الصغير.