أحمد عفيفي يكتب : نفسي في « فرح »!!

مش عارف .. ان كان حلم ولا امنية .. طول عمري كان نفسي ربنا يرزقني ببنت واسميّها فرح .. بس محصلش .. رزقني بولدين زي الفل والحمد لله .. بس لسه نفسي في " فرح " .. ابص في المراية .. الاقي " الصلعة " منورة وماتبقى في الرأس من شعيرات قليلة ، كساها البياض .. قلبي لسه قلب شاب .. لكن جسمي " شاب .. من الشيب وليس الشباب " بجد .. العمر اصبح ورائي وقد تخطيت الستين .. لكن الغريب ان الامل لا يزال امامي لا افقده ابدا .. كثيرون يضحكون وهم يرونني لسه بحلم .. يقولون لي : يالا حسن الختام .. ومع ذلك اسخر انا منهم .. واقول لهم كاذبا : انا اصغر منكم .. ولسه بحلم وعندي امل.
امبارح حلمت حلم غريب .. ربما جاء في هذا الوقت كي افيق من الحلم .. لقيت ابن عمي وتوأم روحي واللي مات من 7 سنين .. جي ولابس بدلة شيك اوي وبيقولي انا جي اخدك وحنروح مشوار .. " تذكروا هذا الحلم .. وهذا المقال .. ربما ترجعون اليه كوثيقة تؤكد الإحساس " .. سألته على فين يا حلمي " ده اسمه " .. فرد : مشوار .. انت نفسك مش حتطلب انه يخلص وترجع هنا تاني.
تذكرت - وانا في الحلم - مسرحية " حواء الساعة 12" .. كان هو نفسه بيحبها اوي .. وشويكار جاية تاخد فؤاد المهندس لفووووق .. وهو راسه والف سيف مايروح : تيجي معايا بالذوق .. علشان نطلع فوق .. فركة كعب دي فركة كعب .. انت فاكرها مسألة صعب .... ثم تصف له الطريقة اللي حتخلصه : على حبل غسيل ميكنش طويل تتعلق فيه ومتسرخشي .. او في الحمام تفتح سخان وتشمشم فيه تنام متقمشي .. او ع الكورنيش تنزل بشويش وتخش الميه متطلعشي .. ثم يدور الحوار بينهما والمهندس مصمم انه يفضل عايش : اه ياميلة بختك يافكرية تودي وشك منهم فين فين .. لمّا اللي فوق يسألوكي ويقولولك جوزك فين .. ويرد : قولي لقيت روحه طويلة مش عايزة تطلع بسهولة .. فتقول بكل الصدق لتحسم القضية : مش عايزة تطلع ليه .. عاجبك في الدنيا ايه ..؟!!
ايه ياعم حلمي .. العيلة كبيرة اوي وفيها اكبر مني .. اشمعنى انا .. فرد : يالا يابو حميد مفيش وقت .. صدقني مش حتندم .. ده مشوار حياتك الحقيقية .. تذكرت ام كلثوم في رابعة العدوية وروحها ترفرف في السماء " آن للغريب ان يرى حماه .. يومه القريب ... شاطىء الحياة " .. هو ياربي فيه حياة تانية غير اللي احنا عايشنها .. رد ابن عمي : وانت كده بتعتبر نفسك عايش ؟ .. وقبل ان اجيب شدني وهو يقول اتأخرنا يا احمد .. مشوارنا طويل.
قمت م النوم على صوت آذان الفجر .. مخضوض .. بس مش مكتئب .. اتوضيت وصليت واستشهدت " والله العظيم حصل فعلا " .. ودعيت ربنا ان كان أجلي حل فليسامحني .. ويرحمني .. ويحفظ اولادي من بعدي .. ويرزق واحدا منهما بطفلة .. اسمها " فرح ".
نزلت انا وابني نصلي الجمعة .. وقلت له : ماتنوي بقى يابني وشوف بنت الحلال واتجوز .. فرد : وانت عايزني اتجوز ليه ؟ .. قلت : عايزك تجيب " فرح " .. نفسي افرح .. فقال : طيب ما تفرح .. السيسي شخصية العام 2013 .. دي فرحة كبيرة يابابا .. فقلت : ايوه معاك .. بس هو اكبر منها .. فرحتي الحقيقية يوم ما يمسك البلد بجد .. والله مفيش غيره ينفع .. واللي بيقولوا ياريت مايحكمش " حيجيبولي نقطة " .. لان مبرراتهم تخليّهم يتمنوا السيسي قبل غيره .. قال ايه البلد بلاويها كتيرة .. ويشفقون عليه من تحمل المسؤولية .. تقولش انه مينفعش غيررئيس مجلس إدارة عمارة .. ماهو عشان المرحلة صعبة ومعقدة .. لازم واحد زي السيسي .. ولا يعني انتوا شايفينه بسكويته ميستحملش؟
قال ابني : بس المفروض انك تفرح .. اللي حصل في تلات سنين في مصر ، دراما عجيبة متحصلش في دول تانية الا كل 100 سنة .. حاكمنا رئيسين وسجناّهم .. وادينا اهو .. عملنا دستور .. ويا مسهل يارب.
قلت : يا مسهل يارب .. وحكيت له ع الحلم الغريب بتاع ابن عمي .. فضحك وقال لي : وانت يعنى كنت شيخ ومكشوف عنك الحجاب .. ما انت معايا وزي الفل اهو .. وبعدين يابابا كلنا حنموت .. فؤاد نجم مات في لحظة ، وكنا فاكرين اللي زيه لا يمكن يموت.
المؤذن يعلو صوته لإقامة الصلاة .. قلت له : ادعي وقت الإقامة .. فسألني : ادعي بإيه ؟ .. فقلت : ربنا يرزقك ب " فرح "!!