اشتعلت أزمة تعديلات قانون المحاماة الجديد بداخل نقابة المحامين أمس، ففي سابقة هي الأولي من نوعها بدأ عشرات المحامين اعتصاماً مفتوحاً مساء أمس الأول، واستمر أمس الجمعة، احتجاجاً علي إصرار مجلس نقابة المحامين علي إقرار مشروع القانون بمجلس الشعب. وهدد المعتصمون باتخاذ إجراءات تصعيدية إذا أقر القانون في مجلس الشعب اليوم السبت. وتساءل المعتصمون عن الأسباب الحقيقية التي دعت النقيب حمدي خليفة وأعضاء المجلس المنتمين للحزب الوطني الحاكم إلي سرعة إصدار القانون الذي أكدوا أنه لم يعرض علي الجمعية العمومية ولا علي مجلس النقابة. وكانت جبهة الدفاع عن استقلال النقابة قد دعت إلي اعتصام مفتوح بدأ في العاشرة من مساء الخميس وانضم إليه منتصر الزيات المحامي عضو مجلس النقابة السابق ومحمد العمدة المحامي وعضو مجلس الشعب. ونظم المعتصمون وقفة احتجاجية في الحادية عشرة مساءً رددوا خلالها هتافات مناهضة للحزب الوطني وللنقيب حمدي خليفة وعضو مجلس النقابة عمر هريدي فضلاً عن أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني الذي اتهموه بمحاولة الاستيلاء علي نقابة المحامين عن طريق قانون يفتح الباب أمام قيادات بالحزب للحصول علي موقع نقيب المحامين خلال الدورة المقبلة، وردد المعتصمون هتافات مثل «اكتب علي حيطة النقابة أحمد عز عايزها خرابة» «النقابة للأحرار مش لتجار الآثار» «حمدي خليفة باطل.. عمر هريدي باطل». من جانبه قال منتصر الزيات المحامي خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمه المعتصمون أمس الأول إن السرعة التي لجأ إليها مجلس النقابة واللجنة التشريعية في إقرار القانون تكشف عن نوايا خبيثة، مطالباً بأن تكون حركة المحامين أسرع قائلاً «لابد أن يكون صوت المحامين أسرع وأقوي». وأضاف الزيات «مرت نقابة المحامين بالعديد من المعارك وكان توحد المحامين هو معبر الانتصار في كل المعارك داعياً إلي التوحد ضد القانون الجديد الذي وصفه بالقانون «اللقيط» الذي يهدف إلي تكميم منبر الحريات من أجل أن يكون موقع النقيب في انتظار قيادة بالحزب الوطني ضارباً المثل بخروج مصطفي كمال حلمي من عمله إلي موقع نقيب المعلمين وحسب الله الكفراوي إلي موقع نقيب المهندسين. أما النائب محمد العمدة فقد أشار إلي أن هذا القانون يؤكد أن الحزب الوطني الحاكم يشرع لنفسه وليس للوطن وأنه يتعامل مع المحامين كما لو كانوا أطفالاً لافتاً إلي أن توقيت القانون وسرعة تمريره يؤكدان أن هناك أمراً خفياً يدبر لنقابة المحامين، وأضاف «المحامون لن يسمحوا لأحد بالتحكم في إرادتهم».