الرئاسة : تنويع الخيارات يخدم المصالح العليا كروت ارهاب لحلفاء المنطقه ضد التقارب مع روسيا تحرير القدرات الاقتصادية لمصر يزعج اعداءها اكثر من السلاح لماذا ترغب الاداره الامريكيه فى اختزال التقارب المصري الروسي فى صفقات السلاح ؟ مؤكدا لتقول لحلفاءها من العرب احترسوا فأي علاقات سويه ترغبون فى اقامتها مع الدب الروسي لن نقرأها الا من هذه لناحيه فقط. واخذت تروج تقارير عن صفقة سلاح ضخمه ترتبها مصر مع روسيا وتقارير اخرى عن تمويل دوله خليجيه للصفقه وثالثه عن بيع انظة سلاح متطوره هى بالاساس يحظر القانون الروسي بيعها، وكل ذلك لتستعمل باللغه المألوفه كروت ارهاب للانظمه الحليفه بعدم الابتعاد عن دائرة نفوذها فهل استوعب الجميع الدرس؟ الاداره الامريكيه او ادارة الرئيس الامريكى جورج بوش الاسود تعمدت ارسال وزير خارجيتها جون كيرى فى محطه غير مسجله خلال جولته بالمنطقه ليجتمع بكلا من الرئيس المستشار عدلى منصور ووزير الدفاع القائد العام الفريق اول عبد الفتاح السيسي، ليبلغ النظام المصري هذه الرساله " لا تتوسعوا فى رد الفعل "، وهو ما تلقته الرئاسه بدون اى انفعال بينما تلقته المؤسسه العسكريه بابتسامه ربما لان الاداره الامريكيه تحذو حذو حلفاءها الذين تخلص منهم المصريون ولا تسمع للتحذيرات الواضحه التى خرجت من رموز النظام المصرى سواء الرئيس منصور او وزير الدفاع او وزير الخارجيه ناهيك عن التيارات الشعبيه المختلفه التى اجتمعت على كلمه واحده هى " تحرير الاراده المصريه وانهاء عقود التبعيه والانبطاح،" وهو ما يتمسك به الساسه المصريون فى كل تعليقاتهم على التقارب المصرى الروسي مؤخرا، المصالح لغه يفهمها الجميع وعمله يتعاملوا بها فيما بينهم وهو ما دخلت به الاداره المصريه معركتها لاسترداد وضعها كقوه اقليميه. تنويع الخيارات هدف استراتيجى هكذا تحدثت مؤسسة الرئاسه فى تعليقاتها المتحفظة على احياء العلاقات مع روسيا الوريث الشرعى للاتحاد السوفياتى السابق الذى وقف الى جانب مصر فى اكثر من موضع وصفتها بانها مواضع فارقه وفاصله فى تاريخ كفاح الشعب المصرى من اجل حريته وكرامته، نضاله لتحرير سياساته الاقتصاديه والتوجه نحو الصناعات الثقيله ليتوقف اعتماد مصر فى كل شيئ على الاستيراد ، ونضاله من اجل كرامته الوطنيه فى معارك استرداد الارض وبالفعل خاض الجيش المصرى حربه البطوليه فى 1973 باسلحة روسيه ودعم روسي فى التدريبات والاعداد حتى كان تحول الرئيس السادات عن الصديق الروسي وقراره بطرد 20 الف خبير روسي فى يوليو 1972 ليتجه بعطها نحو الحليف الامريكى ويوجه سياسة البلاد واقتصادها نحو الغرب. فى الجهه المقابله وبعد عقود من التبعيه والانبطاح واصلت الاداره الامريكيه نفس سياساتها مع مصر العصا والجزره وعندما كسر المصريون العصا والجزره لم تجد الا اغلاق صنبور المساعدات ووضعت عليه لافته من اجل الديمقراطيه، وانتظرت لترى بطريقة التعامل قطعه قطعه ، لترى اين ستقع الثمره لتلقفها ، وخسرت رهاناتها السياسيه على وحدة المصريين خلف قيادتهم وعلى صلابة الجيش وعلى قوة حلفاءها ومع ذلك تشبثت بنفس الرساله التى تعود لتحاول النرويج لها اليوم من خلال حلفاءها التقليديين اسرائيل وتركيا. التقارير والتقارير المضاده اعتمدت على حالة الغموض التى فرضها الجانبان الروسي والمصري على المباحثات التى تعقد الاربعاء فى مصر بين وزيرى الخارجيه والدفاع الروسيين ونظرائهما المصريين والمؤسستان العسكريتان فى البلدين تكاطا تتبنيا نفس المطرسه المحافظه المتشدده فى عدم الافصاح عن كثير مما يتم على موائد المفاوضات فى العلن ناهيك عما يتم بعيدا عنها. وكان من اللافت مثلا ان تنقل وكالة الانباء الروسيه عن موقع فلسطينى تقريرا يتحدث عن صفقة اسلحه روسيه لمصر باربعة مليارات دولار، تشمل نظم تسليح حديثه جدا وبدون اى قيود . وان ينقل التقرير قبل يومين من زيارة يقوم بها وزير الدفاع الروسي سيرجى شوجى الى كلا من صربيا ومصر. الوفد العسكرى الروسي يضم الى جانب وزير الدفاع النائب الاول للهيئه الفيدراليه العسكريه للتعاون الفنى اندريه بوتسوف وكبار مسئولى شركة روزوبوروناكسبورت المصدر الرسمى الحكومى للاسلحه فى روسيا. وبعيدا عن الوفود البدبلوماسيه الشعبيه التى روجت تقارير واسعه لنجاحاتها فى زيارتها لموسكو فان اجتماع على مستوى المخابرات تم فى القاهره قبل ايام بحضور رئيس المخابرات الحربيه الروسيه على رأس وفد لاستطلاع الاجتياجات المصريه التى تستطيع روسيا تغطيتها تمهيدا للاعلان عن الموافقه عليها بعد المباحثات الوشيكه فى القاهره. وعقب اعلان البيت الابيض وادارة اوباما فى 9 اكتوبر الماضي عن قرار تعليق المساعطات العسكريه للجيش المصرى وهو القرار الذى بلا خجل اقترن باعلان تأييد الاداره الامريكيه لمصر فى حربها ضد الارهاب فى سيناء والتى يتصدى لها الجيش المصرى نفسه، عقب ذلك ادارت الدبلوماسيه المصريه وجهها بعيدا عن التعسف الامريكى ورفعت شعار "نحرص عليكم بقدر ما تحرصون علينا". المؤسسه العسكريه بدورها لم تنكر ولم تؤكد اتصالات تجريها مع كبار مصدرى السلاح مثل الصينوروسيا وكوريا، لتغطية احتياجاتها من انظمة مكافحة الارهاب قتاليا وفنيا ، حيث علقت الولاياتالمتحده تسليم اربع طائرات مقاتله من طراز F-16 ، ضمن صفقة وقعتهاىمصر منذ اكثر من ثلاث سنوات لشراء عشرين طائره من نفس الطراز، وكذا علقت تسليم صفقة الدبابات M1A1 وعشرة طائرات اباتشى. اللافت ايضا ان التصريح الوحيد الذى خرج بهذا الخصوص من مسئول روسي جاء على لسان مسئول بشركة روزوبوروناكسبورت لم يكشف اسمه بأنهم على استعداد لتزويد السلاح الذى تحتاجه مصر بشرط التأكد من قدرتها على سداد ثمنه اى انه لم يحدد شروط مسبقه بل نسب اليه استعداد الحكومه الروسيه مناقشة قرض لمصر يغطى هذه التكلفه وربما كانت التصريحات تستلهم سابق تعاون الاتحاد السوفياتى مع مصر على عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما كانت تقدم السلاح الروسي لمصر بقروض طويلة الاجل وبنصف ثمنها. تباين المواقف الاوروبيه والامريكيه مع الموقف الروسي الثابت تجاه الازمات التى مر بها المصريون خاصة تلك الاخيره عقب ثورتى يناير ويونيو، هذا التباين مهد الطريق نحو تقارب سريع لاحياء علاقات قديمه بين البلدين ممهوره بخاتم الحقبه الذهبيه التى عاشها المصريون عقب ثورة يوليو 1952، والتى مازالت ثمارها يعيش عليها المصريون حتى اليوم وليس اقلها مساعدة الاتحاد السوفياتى السابق مصر فى انشاء السد العالى ضد معارضة الغرب ومؤسساته بقيادة الولاياتالمتحده والبنك الدولى، فاصبحت العلاقات المصريه الروسيه رمزا لتطبيق عملى لتحريرةارادة الشعوب بينما نصبت الولاياتالمتحده وخلفها الغرب انفسهم اوصياء على هذه الاراده وبلا خجل يزعمون رغبتهم فى ديمقراطيه للشعوب التى يسعون لجرها لحظيرة التبعيه ما يخشاه الامريكيون ابعد من السلاح وهو ما يجب ان يوضع على موائد البحث فى اجتماعات اليوم وغدا من اجل وضع تحرير القرار موضع تنفيذ وجعل شعار المصالح حقيقه لا رد فعل.