توصل بحث علمي جديد إلى أن الدماغ البشري يلون صور الأبيض والأسود استنادا على الذاكرة بما ينبغي أن تكون عليه ألوانها. يقول البحث أنه إذا كنت تنظر إلى حقل واسع من النباتات مختلفة الألوان و الأشكال والأحجام، زهور حمراء وصفراء وخضراء تحت ضوء الشمس القادم من السماء الزرقاء، فإن الجزء الأكبر من هذه الصورة هو من عمل الدماغ، فالنبات الأخضر ليس أخضر اللون، حيث أن النبات يمتص جميع موجات الضوء بمختلف أطوالها ، ثم تقوم مستقبلات للون في الجزء الخلفي من العين عند الإنسان بتفسير ما تعكسه هذه الموجات إلى اللون الأخضر.
وبهذا المعنى، كما تقول الدراسة، يعتبر اللون هو خاصية ذاتية للغاية، وبذلك تطرح الدراسة سؤالا فلسفيا عميقا وهو هل اللون الأحمر الذي نراه هو فعلا أحمر؟
وقد صمم الباحثان بانريت وبارتليز من جامعة توبينجن في ألمانيا تجربة شارك بها 18 مشتركا عرضت عليهم صور بالأبيض والأسود لأشياء مرتبطة بقوة بألوان في أذهاننا كالموز والفراولة.
و وجد الباحثان أنه على الرغم من عرض الصور بالأبيض والأسود إلا أن الدماغ تقوم بترميز الأشياء بالألوان كما ينبغي أن تكون، وتظهر التجربة أن القشرة الدماغية لديها استجابة بصرية ولذلك فان رؤيتنا للأشياء تستند إلى أبعد مما تراه أعيننا.