هل يستحق مدربو حراس المرمى هذه المبالغ الفلكية؟ الحضري مع سليمان أثار الارتفاع الفلكي في أسعار مدربي حراس المرمي في مصر حالة من التساؤلات التي فرضت نفسها علي كرة القدم المصرية في السنوات الأخيرة وكان أبرزها المقابل المادي الكبير الذي يحصل عليه أحمد سليمان - مدرب حراس المرمي في المنتخب الوطني - والذي وصل الي70 ألف جنيه شهريا خاصة أنه لا يتولي تدريب حراس المنتخب إلا خلال المعسكرات التي تسبق المباريات الدولية للمنتخب الوطني أو قبل البطولات الكبري. والدور الأكبر والرئيسي لمدرب حراس المرمي من خلال رؤيته اليومية للاعب والتعرف علي نقاط الضعف الموجودة لديه وكيفية صناعة حارس جديد خاصة ان اعتماده الأكبر علي الدور الذي يقدمه له مدربو حراس المرمي في الأندية، لأن تراجع مستوي الحراس في الأندية يجعل الأمور صعبة أمام مدرب حراس المرمي في المنتخب فمن الممكن أن يستبعد الحارس صاحب المستوي الضعيف ويعتمد علي الحارس الجاهز ولعل ابرز الأمثلة نجاح عصام الحضري - حارس المنتخب الوطني - في السنوات الأخيرة ما يعني أن الحارس ليس في حاجة لمدربي الحراس أسوة بما يحدث في المنتخبات الكبري التي لا تعتمد بشكل أساسي علي وجود مدرب لحراس المرمي وتكون مهمة المدرب المساعد هي كيفية إعداد حراس المرمي وتجهيزهم خاصة أن أساسيات حراسة المرمي متوافرة لكل حارس بجانب وجود مدربي حراس المرمي في معظم الأندية لرغبة كل ناد في تجهيز أكثر من حارس ونحن لا نقلل من قيمة عمل الكابتن أحمد سليمان ومجهوده الكبير لكن نسأل فقط. ويعتبر منصب مدرب حراس المرمي غريبا علي الأجهزة الفنية في أوروبا، فمن الصعب جدا أن يكون هناك مدرب لحراس مرمي فريق كبير في الدوري الإنجليزي أو الإسباني. ومن أبرز مدربي حراس المرمي في الأندية المصرية أحمد ناجي مدرب حراس مرمي بالأهلي الذي فشل في صناعة حارس جديد للأهلي بعد رحيل عصام الحضري رغم تجربته للعديد من اللاعبين في هذا المركز. ويحصل ناجي علي 30 ألف جنيه شهريا ورغم ذلك لا يزال مركز حراسة المرمي في الأهلي صداعًا مزمنًا للجماهير الحمراء لعدم قناعتها بمستوي الثلاثي شريف إكرامي وأحمد عادل عبدالمنعم ورمزي صالح ومن قبلهم أمير عبدالحميد، الذي رحل في فترة الانتقالات الشتوية في يناير الماضي إلي النادي المصري ويبحث الأهلي حاليا التعاقد مع محمود ابوالسعود حارس المنصورة علي أمل سد العجز الموجود في الأهلي. وفي الزمالك يحصل عماد المندوه - مدرب حراس المرمي - علي20 ألف جنيه، غير أن المندوه لا يدخر أي جهد في تدريباته للاعبيه فمنذ أول يوم تولي فيه منصبه الحالي في الزمالك خلفا لأيمن طاهر الذي رحل عن الفريق برحيل السويسري ميشيل ديكاستل لاحظ الكثيرون ممن يتابعون تدريبات الزمالك اليومية أن هناك اختلافا في مستوي حراس مرمي الأبيض خاصة مع وجود جرعات تدريبية كبيرة في كل مران بشكل منظم ومدروس جيدا. ونجح المندوه في تجهيز عبدالواحد السيد وإعداده بشكل جيد بجانب محاولاته الدائمة لتجهيز البديلين محمد عبدالمنصف وعماد السيد ليكونا علي مستوي الحارس الأساسي عبدالواحد السيد نفسه، غير أن المندوه فشل بشكل كبير في تجهيز البدلاء عبدالمنصف وعماد اللذين كلما سنحت لهما فرصة بالظهرو يفشلون في استغلالها. والفارق كبير فيما يحصل عليه مدربا حراس المرمي في الأهلي والزمالك وبين باقي الأندية، ففي الإسماعيلي لا يحصل أحمد الدهراوي إلا علي 5 آلاف جنيه. ويتولي الدهراوي تدريب حارس مرمي في فريقه ليس في حاجة إلي مدرب من الأساس هو عصام الحضري وحش أفريقيا. ويحسب لإنبي وجود 4 حراس شباب في الفريق من العناصر المميزة هم محمد أبوجبل وعلي لطفي ومهدي سليمان وعامر عامر، ويبذل خالد خليل جهدا جيدا مع اللاعبين رغم تراجع مستواهم في الفترة الأخيرة، ويعيبه عدم اعتماده علي احدهم بشكل أساسي لأن مركز حراسة المرمي هو المركز الوحيد الذي يجب ألا يكون بالتبادل بين اللاعبين ويحصل خليل علي 15 ألف جنيه شهريًا من نادي إنبي. وفي المصري يبحث محمد حلمي المدير الفني الجديد للمصري عن مدرب حراس مرمي خلفا لعصام عبدالعظيم مدرس الحراس الموجود حاليا والذي كان يحصل علي 10 آلاف جنيه شهريا خاصة بسبب ضعف التدريبات التي يجريها عبدالعظيم للثنائي أحمد الشناوي وامير عبدالحميد وفشل مجدي بهلول مدرب حراس المرمي في الاتحاد السكندري في تجهيز بديل مناسب للهاني سليمان حارس المرمي رغم التعاقد مع أحمد حمدي المحترف في اليونان ويحصل بهلول علي 7 آلاف جنيه شهريا. من جانبه قال أيمن طاهر - مدرب حراس مرمي الزمالك السابق - إن منصب مدرب الحراس ليس سهلا كما يتخيله البعض، وأنه يتطلب مجهودًا كبيرًا ودراسة لشخصية اللاعب وتهيئته نفسيا قبل كل مباراة حسب احتياجات الفريق له. وأضاف طاهر قائلا إن مدرب الحراس يتحمل عبئًا كبيرًا وله دور مهم داخل الجهاز الفني خاصة أنه يتعامل مع 3 حراس في الفريق الأول يتنافسون علي المشاركة بشكل أساسي في المركز الذي لا يجوز أن يتم التبديل فيه بين حارس وآخر قبل كل مباراة.