هل من الممكن أن يصبح حضور النجوم أو غيابهم هو الفيصل في تحديد مصير المهرجان القومي للسينما؟ الحقيقة مع الأسف هي نعم.. أعلن وزير الثقافة «فاروق حسني» أنه يفكر جدياً في إلغاء المهرجان القومي للسينما بداية من العام القادم.. برغم أن الوزير كان قبلها بأيام قلائل واقفاً علي خشبة المسرح الكبير بالأوبرا وأعلن أنه سوف يدعم المهرجان ويضاعف قيمة جوائزه!! غياب النجوم يزعج «فاروق حسني» والحقيقة أن نجومنا لا يعنيهم سوي شيء واحد هو تحقيق مكاسب شخصية فهم لن يضيعوا أوقاتهم في الذهاب إلي المسرح من أجل أن يصفقوا لنجم آخر وهو يحتضن جائزة.. نادراً ما تصفو مشاعر النجوم تجاه بعضهم.. الكل عينه علي جائزة الآخر أما التعامل ببساطة مع هذا الأمر فلقد صار هو السلوك النادر.. أتذكر قبل نحو عشرة أعوام شارك كل من «أحمد زكي» بفيلم «أرض الخوف» و"محمود عبد العزيز» بفيلم «سوق المتعة» الفيلمان تنافسا علي جائزة افضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. في صباح يوم إعلان الجوائز كانت النتائج كالعادة قد تسربت وعرفنا أن جائزة أفضل ممثل آلت إلي «محمود عبد العزيز».. كان أول الحاضرين هو «أحمد زكي» وأيضاً أول المصفقين والمهنئين لمحمود عبد العزيز!! هل الوزير يعتقد أن المهرجان يساوي النجوم.. لو كانت هذه هي أفكار الوزير فسوف نصبح بصدد كارثة لأن المفروض أن الهدف الأساسي من المهرجان هو إنعاش السينما المصرية.. الهدف لا يتحقق سواء حضر من النجوم «زيد» أو غاب «عمرو».. ولكن الذي لا شك فيه أن المهرجان بحاجة إلي تطوير بعد أن سيطرت عليه أعراض الشيخوخة لرئيس المهرجان - الأبدي - الناقد «علي أبو شادي» متخم بعشرات من المناصب الأخري التي تستنفد طاقته ولا يمارس أي قدر من الاهتمام والرعاية لهذا المهرجان وظهر هذا التخبط في عشرات من المواقف آخرها عندما سحب فيلم «المسافر» في اللحظات الأخيرة قبل إعلان الجوائز ب 48 ساعة بحجة أن الدولة لا يمكن أن تقيم مهرجان ثم تحصل علي جوائزه.. لا أدري ما الذي جعله يعتقد أن «المسافر» هو الذي سيحصد الجوائز أغلب الظن أن العكس هو الصحيح فهو أيقن أن الفيلم الذي أنتجته وزارة الثقافة ورصدت له 20 مليون جنيه لن يحصل علي جوائز فتصبح فضيحة «المسافر» بجلاجل.. الدولة تريد مهرجاناً لإنعاش السينما وهذا لن يتحقق في ظل تحول هذا النشاط إلي مجرد سد خانة علي خريطة وزارة الثقافة.. المطلوب إنقاذ المهرجان!! سواء غاب زيد أو حضر عمرو طب وإحنا مالنا إنشالله ما حضرم!!