ركزت صحيفة "لوموند" الفرنسية على حالة الجمود التى تتواصل فى قلب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية حتى بعد التوصل إلى الاتفاق الروسى-الأمريكى حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية. وأضافت الصحيفة اليومية اليوم الأربعاء - أن "المناورات الدبلوماسية" تتواصل بنيويورك، ولكن الوضع يتكرر مجددا حيث أن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولاياتالمتحدة، فرنسا، روسيا، الصين، وبريطانيا) لا تتوافق على مشروع القرار الخاص بضمان تفكيك الترسانة الكيميائية السورية بحلول منتصف العام القادم 2014. وأشارت "لوموند" إلى أن الاجتماع الذى عقده دبلوماسيون من الدول الخمس أمس بنيويورك لم يسفرعن تقدم كبير، وبالتالى سيجتمعون مجددا اليوم ..مذكرة أن مشروع القرار الذى قدمته فرنسا وحظى بتأييد من جانب لندنوواشنطن، ترفضه موسكو لانه يندرج تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة والذى يتيح استخدام القوة في حال لم تلتزم دمشق بالتزاماتها. وأضافت اليومية الفرنسية أن مباحثات وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف مع نظيره الفرنسى لوران فابيوس، الذي قام بزيارة موسكو أمس الثلاثاء، عكست من جديد تلك الخلافات ، لاسيما وأن الدبلوماسية الروسية دائما ما تتطرق إلى إمكانية قيام المتمردين السوريين بعملية إستفزازية خلال الهجوم الكيميائي الذى وقع فى الحادى والعشرين من الشعر الماضى بريف دمشق..وفى الوقت نفسه فإن فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانية على قناعة بأن نظام دمشق هو المسئول عن الهجوم الكيميائى. وبعيدا عن الخلافات الغربية حيال الأزمة السورية..القت "لوموند" الضوء على ما أطلقت عليه "فسيفساء جماعات التمرد فى سوريا على الرغم من الهدف الواحد إلا أن مصالحهن تتضارب". وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الجماعات المتمردة (المعارضة) فى سوريا كانت تنتظر العملية العسكرية التى كانت تنتوى واشنطن شنها ضد نظام دمشق، إلا أن الاتفاق الروسى-الأمريكى أو ما يعرف باتفاق جنيف جعل هذه الجماعات تدرك انها لا بد وأن تعتمد على قوتها الخاصة لتحقيق أهدافها.
وأضافت "لوموند" أن جماعات التمرد فى سوريا تضم عددا من الكتائب لا تحصى تنتشر فى جميع أنحاء سوريا، والتي، إلى جانب النقص المزمن لديها من الأسلحة والذخيرة تجد صعوبة في تنسيق جهودها. وأوضحت انه على الرغم من توحدهم حول "كراهية نظام الأسد"، لكن أيديولوجياتها تختلف بشكل كبير - من القومية العربية أو الجهادية العابرة للحدود الوطنية، كما تتأثر تلك الجماعات المتمردة بالجهات المانحة والأولويات المتضاربة. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن المجموعة الأولى من المتمردين السوريين هى الكتائب "القومية" ، وهذا التيار يتواجد أساسا في الغوطة، وهي ضاحية من ضواحي دمشق، وكذلك فى درعا على الحدود الأردنية.. وغالبا ما يضم ضباطا سابقين في الجيش السوري، وهم أعضاء بالمجلس العسكرى الأعلى للمعارضة السورية والتى يقوده سليم إدريس. وبحسب "لوموند"..هناك المعارضة "الإسلامية"، حيث تعد الألوية الإسلامية، من بين أقوى المتمردين، وتتبنى الخطاب الديني التقليدي، القريب من خطاب جماعة "الإخوان المسلمين"، والتى تتركز بشكل رئيسى فى حلب، وادلب ، الرستن قرب حمص، ودرعا.
واشارت الصحيفة الفرنسية الى أن المعارضة السورية تتشكل أيضا من السلفيين وهى الكتائب التى تتبنى الخطاب المتشدد الإسلامى وتعارض الشيعة والطائفة العلوية وتدعو إلى قيام دولة إسلامية فى سوريا. وأوضحت "لوموند" أن المعارضة السورية تضم أخيرا الجهاديين المنقسمين إلى مجموعتين تنتميان إلى تنظيم القاعدة هما "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام"، وتتركز خاصة في الشمال وادي الفرات، حيث تواصل كسب الأرض.