«من المستحيل تصور أي شيء قد تراه العين أو تسمعه الأذن في الواقع أو الخيال من القطبين وحتي خط الإستواء ومن صفير رصاصة مارقة إلي النمو البطيء لزهرة، ولا أي درجة من ضخامة الحجم أو سرعة الحركة قد يحيط بها علم الإنسان ليست في متناول الفيلم ».. إذا كان هذا عن فيلم السينما العادي.. فما بالكم بالفيلم الأعظم والأهم والأعم والأشمل.. فيلمنا.. فيلم الحياة الذي ينبغي علينا أن نستشعر الرهبة أثناء أداء أدوارنا المزدوجة فيه كممثلين ومشاهدين في الوقت نفسه.. والذي لا تعدو ال 100 سنة من بتوعنا أن تكون مجرد جزء صغنتوت لا يكاد يذكر من فيمتو ثانية واحدة من مدة عرضه الممتدة.. ولكن.. ولأننا لا نملك من كل تلك الرحلة الطويلة من العناء سوي ذلك الجزء الصغنتوت من الفيمتو ثانية (والذي يهيئ لنا خيالنا أنه سنين).. لا نملك سوي الانصياع لكلمة «أكشن» التي ننزلق بعدها علي طول من بطون أمهاتنا لنخوض الكثير من الصراعات مع أنفسنا والآخرين والحياة والطبيعة والعالم.. حكايات وقصص ودراما وعذابات وآلام وأفراح وضحك وبكاء وغرام وانتقام وحب وكراهية وتسامح وحقد ووفاء وخيانة وغدر وإخلاص وسعادة وتعاسة .. ثم.. «CUT».. نسمعها فنخرج من دار العرض في هدوء تاركين رفاقنا يواصلون أدوارهم في الفيلم الذي ترتكز حبكته الرئيسية علي أنك سوف ينبغي عليك أن تنفق معظم عمرك تقريباً لكي تكتشف في النهاية أنه فيلم.. مجرد فيلم سيما.. قد يبدو لك أحياناً تراجيدياً بعنف.. وأحياناً أخري ميلودرامياً بغباء.. إلا أنه في جميع الأحوال كوميدي لدرجة البكاء.. لهذا.. كان منطقياً بعد وفاة الأب «عدلي» وبعد استلام الأم «نعمات» راية القمع والتزمت والتسلط في المنزل.. وبعد وفاة الجد «بشري» وهو يضحك علي ثلاثي أضواء المسرح في التليفزيون وبعد أن أطفأت «نعمات» التليفزيون وهي تجري عليه وتصرخ.. كان منطقياً بعد كل هذا.. أن يدعهم الطفل «نعيم»- الملسوع بحب السيما- في صراخهم علي الجد «بشري» ليذهب إلي التليفزيون ويفتحه ويجلس أمامه وهو يضرب كفاً بكف ويضحك.. بينما ينبعث صوت «جورج سيدهم» من التليفزيون.. «أنا الطاااالب عبمعطي عبحق جاد الحق شراب.. عضو البعثة التعليمية بالمعهد الزراعي بأجا آلو»!