قال زعيم حزب الديمقراطيين الاحرار نيك كليج، صاحب المرتبة الثانية في الاحزاب المتنافسة في الانتخابات العامة البريطانية، ان المنافسة على الفوز برئاسة الوزراء تنحصر بينه وبين زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون، الذي تصدر نتائج استطلاعات الرأي للفوز بالانتخابات. واعتبر كليج، في مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية، ان حزبه حل محل حزب العمال بزعامة رئيس الوزراء جوردون براون ليكون منبع مركز السياسات التقدمية في بريطانيا. واتهم كليج زعيم حزب المحافظين كاميرون بانه لا يوجد لديه اجندة واضحة للاصلاح التقدمي في بريطانيا. من جانبه وفي محاولة لتعزيز حملة حزب العمال الانتخابية المتعثرة، ناشد رئيس الحكومة البريطاني السابق توني بلير الناخبين الحكم على خليفته براون بناء على سياساته وليس شخصيته. ولم يقم بلير، الذي قاد الحزب الى النصر في ثلاثة انتخابات متتالية قبل تنازله عن الحكم لصالح براون عام 2007، بدور كبير في الحملة الانتخابية الى الآن. وقال بلير لدى زيارته مركزا صحيا في العاصمة لندن: "لحزب العمال فرصة قوية بالفوز، وستزداد حظوظنا بالفوز اذا ركزنا على سياساتنا". وقال بلير، ردا على سؤال عما اذا كان براون اخفق في ايصال رسالته للناخبين في المناظرات المتلفزة الثلاث التي شارك فيها، "لا اعتقد انه اخفق بالمرة. اذا استمع الناس الى جوهر ما قاله سيخلصون الى انه شخص متمكن من تفاصيل القضايا تماما". لكن غير ان الصحف واستطلاعات الراي لا تبدو متفقة مع بلير. واعتبرت صحيفة "الجارديان" انه "باستثناء حدوث زلزال فان زعيم المحافظين في طريقه" الى الفوز بمنصب رئيس الوزراء. ولا يخلو قرار اشراك بلير في الحملة الانتخابية من المحاذير. فبينما يصفه مؤيدوه بأنه واحد من افضل من قادوا حزب العمال، يقول منتقدوه إنه شخصية انتهازية ضحلة وانه ضحى بمبادئه السياسية في سبيل السلطة. وكان بلير قد خسر الشعبية القوية التي كان يتمتع بها عندما قرر المشاركة في الغزو والاحتلال الامريكي للعراق، رغم المعارضة الشعبية الواسعة لتلك الحرب. وقد اتهم بلير لاحقا بتضخيم الادلة التي بنى عليها حجته لخوض الحرب على العراق. واعتبرت استطلاعات الراي ان كاميرون، فاز بشكل واضح على براون. واجمعت خمسة استطلاعات فورية نشرت بعيد المناظرة التي استمرت 90 دقيقة وتابعها نحو ثمانية ملايين مشاهد، على فوز كاميرون (37 بالمئة) متقدما على الليبرالي الديموقراطي نيك كليغ (32 بالمئة). لكن كاميرون حذر انصاره من اي افراط في التفاؤل قبل الانتخابات التي "لم نفز بها بعد". في المقابل، اعتبر كليج "ان الحملة تختصر الان في خيار بسيط: لقد اصبحت سباقا بين المحافظين والليبراليين الديموقراطيين".