معهد بريطاني ينتقد سياسات الإنفاق المالي غير الواضحة للأحزاب المتنافسة الديمقراطيون الأحرار يتجهون للتحالف مع المحافظين براون وكاميرون وكليج فى أول مناظرة تليفزيونية قبل الإنتخابات العامة وجه معهد الدراسات المالية المستقل في بريطانيا انتقادات حادة للأحزاب الثلاثة المتنافسة علي الانتخابات العامة البريطانية المقررة في السادس من الشهر المقبل حول خططها المالية في المستقبل، في وقت تسيطر فيه القضايا الاقتصادية علي البرامج الانتخابية لهذه الأحزاب. وانتقد المعهد الأحزاب الرئيسية الثلاثة العمال، والمحافظين، والديمقراطيين الأحرار، لعدم وضوح سياساتها بشأن ضغط الإنفاق للوفاء بالتزاماتها للحد من العجز خلال الأربع سنوات القادمة. وقال المعهد إن خطط الأحزاب تفتقد إلي التفاصيل، حيث تركز حملة حزب العمل علي مكافحة الجريمة في حين يركز حزب المحافظين علي قضية الإصلاح المالي وحزب الديمقراطيين الأحرار علي الرسوم الدراسية. في الوقت نفسه دخلت حملة الانتخابات البريطانية منعطفا جديدا، بعد تراجع حزب العمال الحاكم في السباق الانتخابي خلف حزب الديمقراطيين الأحرار وحزب المحافظين. في وقت أبدي فيه زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نيته للتحالف مع المحافظين لتشكيل الحكومة المقبلة في بريطانيا، وهو ما اعتبره مراقبون «ائتلافاً عبثياً» بين الحزبين. فقد قذفت أحدث استطلاعات الرأي بحزب العمال الحاكم ورئيسه ورئيس وزراء البلاد جوردون براون إلي المرتبة الثالثة للأحزاب المتنافسة علي الانتخابات. ليعلن نيك كليْج زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار أن حزبَه غيرُ مستعد لدعم براون في الانتخابات التشريعية المقبلة في حال حصوله علي المرتبة الثالثة من حيث عدد الأصوات. وقال كليج «هناك مؤشرات تدل علي إمكانية حصول حزب العمال علي المرتبة الثالثة في الانتخابات. أريد أن أقول إنها فكرة غير معقولة أن يواصل حزبٌ في المرتبة الثالثة الاعتقادَ أن له الحقَّ في الاستمرار في السباق نحو مقر الحكومة في داونينج ستريت ولو وهو في وضعية القرفصاء، ومواصلة الادعاء بأنه الأحق برئاسة الوزراء». وتشير تصريحات كليج إلي نيته التحالف مع زعيم المحافظين ديفيد كاميرون مما يصعب من مهمة جوردن براون في السعي لتشكيل حكومة ائتلافية. وتفيد استطلاعات الرأي بأن المحافظين سيحصلون علي 34 % من الأصوات، وسيحصل الديمقراطيون الأحرار علي 29 %، ليأتي بعدهما حزب العمال ب28 %. واعتبرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن ائتلافا يضم المحافظين والديمقراطيين الأحرار ينطوي علي الكثير من المفارقة. وأكدت الصحيفة أن «الهوة الساحقة بين دافيد كاميرون رئيس حزب المحافظين ونيك كليج زعيم الأحرار الديمقراطيين ستجعل من هذا الائتلاف زواجا عبثيا بحق». وأوضحت الصحيفة، في تحليل كتبته جاكي آشلي أن هذا الائتلاف يضم أشد الأحزاب كراهية للأوروبيين (المحافظين) وأشد الأحزاب تحمسا وهم الديمقراطيون. التحالف بين «الخطاب المعادي للمهاجرين» و«السياسة المؤيدة للهجرة». اقتصاد خفض الإنفاق وتقديم المساعدة للأثرياء (المحافظين) وسياسات إعادة توزيع الدخل التي يدعو إليها الأحرار الديمقراطيون. وتوقعت الكاتبة ألا يستمر الائتلاف بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار طويلا، لأن الاختلافات بين الحزبين ستنفجر إلي العلن، فيما سيكون حزب العمال منشغلا بالتشرذم، وقد بدأت بالفعل التصريحات سرا لوسائل الإعلام حول المسئول عن تراجع حزب العمال. وتري الكاتبة أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق تقدم سياسي لحزب العمال هو أن يغير الحزب زعيمه، ويتماسك كأقلية، ويعقد صفقة مع حزب الديمقراطيين الأحرار لتغيير النظام الانتخابي «واعتماد النسبة التي ستكون أكثر إنصافا لهم». من جانبها قالت صحيفة التايمز البريطانية إن براون يسعي إلي اعتماد سياسة «تخويف» اقتصادي في حملته الانتخابية لتفادي خسارة الانتخابات. واوضحت الصحيفة أن براون يسعي إلي التركيز علي دور حزبه في الشأن الاقتصادي للبلاد، ليتمكن من منافسة حزبي المحافظين والديمقراطيين الأحرار. وأشارت الصحيفة إلي أن براون يشعر بالإحباط بسبب هجوم حزب المحافظين المنافس عليه، وأنه قرر إلقاء سلسلة من الخطب في الشأن الاقتصادي علي سبيل جعل أهدافه الانتخابية أكثر وضوحاً وشفافية.