انتهت منذ قليل أولى جلسات مؤتمر "ايد واحدة" الذى يقيمه مركز ابن خلدون، والتى تتناول موضوع المصالحة الوطنية بين الأنظمة التى تم إسقاطها والقوى الثورية والتى تحدث بها على الدين هلال استاذ اسياسة بجامعة القاهرة، و على حسام الباحث بالمركز. وقال على الدين هلال أن تعريف العدالة الإنتقالية أنها إقرار العدل والحقوق فى الفترة الإنتقالية من خلال اتباع مجموعة من الإجراءات السياسية والإجتماعية وأحد أهم عناصرها استراد حقوق الضحايا ورد اعتبارهم وتعويضهم ماديًا ومعنوىًا، وأن أول من طبق هذه المفاهيم هى دولة أسبانيا تبعها بعد ذلك أغلب دول شرق أوربا.
وأضاف أن للعدالة الإنتقالية جانبين أساسين الأول جنائى ويتمثل فى محاكمة كل من ارتكب فعلا يجرمه القانون ، والثانى مدنى ويتمثل فى كشف الحقيقة ثم المصالحة مع الماضى ثم اتخاذ الإجراءات لضمان عدم تكراره، فكشف الحقيقة هو الأساس وبدونه لا يمكن التصالح مع الماضى .
وأوضح أن المبادئ الأساسية للعدالة الإنتقالية تتمثل فى المساءلة القانونية وعدم الإفلات من العقاب والكشف عن الحقيقة وأسبابها حتى لا تتكرر مرة أخرى فى المستقبل. فهناك يد تحاسب و تطبق العدالة ويد تبنى. وللجميع الحق فى ممارسة حقوقه السياسية بدون إقصاء أو تمييز وفقا للدستو والقانون.
وأنهى حديثه بتوضيح متطلبات نجاح العدالة الإنتقالية والتى تتمثل فى تنمية ثقافة حقوق الإنسان والتحلى بروح العدل والإنصاف وإنشاء مؤسسات العدالة الإنتقالية ويجب أن تتمتع هذه المؤسسات بالإستقلال إدارى مالى كما لا يمكن تنفيذ العدالة الإنتقالية بدون وجود مؤسسات مجتمع مدنى قوية ووجود إرادة سياسية ومجتمعية وأن العدالة الإنتقالية لن تحدث فى يوم وليلة وأنا أثق أن مصر سوف تخرج من هذا الموقف أقوى وأكثر انفتاحًا وتقدمًا.