وفي الجزء الثاني من هذه الدراسة نقدم تفاصيل عمل هيئة الإنصاف والمصالحة كما قدمها مؤتمر " البحرين من الأزمة إلى الاستقرار الخطوات الإيجابية والنواقص في مسيرة حقوق الإنسان " والمعلومات الأساسية في هذه الدراسة مقدمة من ورقة د .عبد الحق مصدق منسق وحدة الاستقبال بهيئة الإنصاف والمصالح ، والتي قدمت في مؤتمر .
السياق السياسي التاريخي للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالمغرب؛
خصائص التجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية:
1. استمرار نفس النظام السياسي.
2.اعتماد التدرج في تسوية ماضي الانتهاكات.
3. دور الفاعلين ( مؤسسات الدولة / المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان / جمعيات المجتمع المدني ).
نشأة هيئة الإنصاف والمصالحة
اختصاصاتها : ( تقييم شامل لمسلسل التسوية / الكشف عن الحقيقة وتحديد المسئوليات/ جبر الأضرار الفردية للضحايا / جبر الضرر الجماعي المنطقي / تقديم التوصيات / إعداد تقرير ختامي)؛
الدور الإستباقي للعدالة التصالحية في فض النزاعات ودعم التحول الديمقراطي.
مرحلة السنوات الأولى من الاستقلال
عرفت هذه المرحلة اغتيالات مقاومين لأسباب متعددة.
المواجهة المباشرة ما بين الدولة والمعارضة 1959 – 1974
مواجهة مفتوحة بين النظام والمعارضة اتسمت بالعنف والعنف المضاد، وتعرض خلالها مناضلوا المعارضة للتصفيات الجسدية والاعتقالات التعسفية والمحاكمات الصورية.
الانقلابات العسكرية 1971 – 1972
تصفيات بدون محاكمة في حق الانقلابيين / اختطاف الانقلابيين من السجن بعد محاكمتهم ونقلهم لسجن"تازمامارت".
¨ الأحداث الاجتماعية 1965 – 1990
¨ المواجهة مع الحركة الماركسية 1972 – 1985
¨ المواجهة مع الحركة الإسلامية 1983 – 1986
خصائص التجربة المغربية
استمرار نفس النظام السياسي.
اعتماد التدرج في تسوية ماضي الانتهاكات.
دور الفاعلين:
مؤسسات الدولة
المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان
جمعيات المجتمع المدني.
دور الفاعلين
1 دور الفاعلين : مؤسسات الدولة
• الحكومة : إنشاء أول حكومة للتناوب
• البرلمان : - لجنة تقصي الحقائق. - إصلاح القوانين وملاءمتها
مع المواثيق الدولية، وإلغاء البعض منها لمخالفته الصريحة لمبادئ حقوق الإنسان.
2 دور الفاعلين : المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان
• إطلاق سراح المختفين.
• العفو العام والشامل للمعتقلين السياسيين وعودة المغتربين.
• إنشاء لجنة التحكيم المستقلة للتعويض
• تقريب وجهات النظر بين الدولة والمجتمع المدني، وإنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة.
هيئة الإنصاف والمصالحة
النشأة : هيئة الإنصاف والمصالحة، كآلية للعدالة الانتقالية، نتاج تفاعل دور الفاعلين، كل من موقعه وثمرة من ثمرات هذا التطور التدريجي.
أنشئت هيئة الإنصاف والمصالحة بمقتضى قرار ملكي بتاريخ 6 نوفمبر 2003، يصادق على توصية للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان؛
تم تنصيب الرئيس وأعضائها من قبل الملك بتاريخ 7 يناير 2004؛
صودق على نظامها الأساسي بموجب ظهير شريف بتاريخ 10 أبريل 2004.
هيئة الإنصاف والمصالحة
الاختصاصات
¨ تقييم شامل لمسلسل التسوية .
¨ الكشف عن الحقيقة وتحديد المسؤوليات .
¨ جبر الأضرار الفردية للضحايا .
¨ جبر الضرر الجماعي المناطقي .
¨ تقديم التوصيات .
¨ إعداد تقرير ختامي.
¨ تقييم شامل لمسلسل التسوية :
قامت الهيئة بإجراء تقييم شامل لمسلسل تسوية ملف الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي، بالاتصال مع الحكومة، والسلطات العمومية والإدارية المعنية، والمنظمات الحقوقية، والضحايا وعائلاتهم وممثليهم.
¨ الكشف عن الحقيقة وتحديد المسئوليات:
قامت الهيئة بإجراء التحريات اللازمة لفائدة الكشف عن الحقيقة من أجل:
• إثبات نوعية وجسامة الانتهاكات.
• الوقوف على مسئوليات أجهزة الدولة.
• جبر الأضرار الفردية للضحايا:
• جبر الضرر الجماعي المناطقي .
• تقديم التوصيات .
• إعداد تقرير ختامي.
حددت هيئة الإنصاف والمصالحة ضمن اختصاصاتها، جبر الأضرار الفردية للضحايا وذلك ب :
• التعويض عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت الضحايا أو ذوي حقوقهم.
• تمتع الضحايا بالتغطية الصحية.
• إرجاع المطرودين لأسباب سياسية لوظائفهم.
• الإدماج الاجتماعي للضحايا الذين يستحقون ذلك.
جبر الضرر الجماعي المناطقي :
¨ تعرضت جماعات وعائلات ومناطق بعينها من جراء إنكار حقها في المشاركة في تدبير أمورها بما فيها الأمور الاقتصادية، لأضرار جسيمة من جراء تلك الخروقات، اعتبرت كنوع من العقاب الجماعي.
¨ انخرط المغرب في مقاربة جديدة لإعادة الاعتبار للمناطق المتضررة من التهميش وتصحيح الاختلالات مؤكدا أن قوة المغرب تكمن "في تنوعه الجغرافي والثقافي وهو الذي يتوفر على ثقافات حافلة بأنماط الإنتاج المحلي لكن للأسف تم تكسير هذه الأنماط وحل محلها اقتصاد الريع والسوق السوداء"
¨ من هنا تأتي أهمية المشاريع الإستراتيجية التي دخلت فيها البلاد للتصالح مع فضاءاتها خصوصا في المناطق التي عانت من الانتهاكات الجسيمة ( الشمال / الصحراء الشرقية / الأقاليم الجنوبية ...).
منطلقات إعداد وتقديم التوصيات:
¨ التوجه نحو المستقبل في مجال النهوض بحقوق الإنسان.
¨ تعزيز مسلسل الإصلاحات.
المرجعية والمنهجية المعتمدة في إعداد التوصيات :
¨ المعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
¨ التجارب المقارنة في مجال العدالة الانتقالية.
¨ خلاصات التجربة المغربية في موضوع الانتهاكات المرتكبة.
المجالات الرئيسية للإصلاحات المقترحة :
¨ تجريم ممارسة الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والتعذيب.
¨ تحديد أولويات الإصلاحات الهيكلية المناسبة لاستحقاقات المرحلة وخاصة على مستوى المنظومة التشريعية والأمنية.
¨ تكريس حوار تشاركي ومجتمعي شامل، سهل تدبير الاختلاف بين الفاعلين.
فكرة الهيئة جديدة من نوعها في مجال حقوق الإنسان العربي ورغم أننا لم نخطوا في كثير من الدول العربية خطوات المغرب ، إلا أن تباشير الرياح العربي هلت ويجب أن نقرأ الوثيقة السابقة علي ضوء ما يجد من مستجدات حقوقية ومعرفية في هذا المجال .
الأمر الأخير أننا أمام تجربة قد لا تعني أننا مطلوب منا أن ننقلها بحذافيرها أو نحذو حزوها إلا أننا يجب أن نقرأها علي ضوء المعطيات العربية الراهنة ، في ظل نظم استبدادية تحاول أن تسيطر وأن تبقي أو في ظل ثورات عربية لم تكتمل .
ويجب أن نتعامل مع مشروع هيئة الإنصاف والمصالحة ، مع ما يمكن التركيز عليه في حالاتنا والتي من المفترض أن تعالج لا أن ترقع وترتق ويجعل لها ذيول مرة أخري ولكن ما باليد حيلة .
********** المراجع
ورقة د .عبد الحق مصدق عن العدالة الانتقالية في المغرب بمؤتمر أمام مؤتمر:
" البحرين من الأزمة إلى الاستقرار الخطوات الإيجابية والنواقص في مسيرة حقوق الإنسان "في 25 26ابريل 2012