نقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أمس عن مسئولين إسرائيليين قولهم إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوضح في محادثات مع عدد من القادة الأوروبيين أنه في حال استمرار الوضع علي ما هو عليه فيما يتعلق بعملية السلام حتي شهر سبتمبر أو أكتوبر، فإنه سيعقد مؤتمر سلام دولياً وتشير التقديرات الإسرائيلية إلي أن مثل هذا المؤتمر الدولي سيكون بمشاركة الرباعية الدولية (الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وروسيا)، بهدف عرض خطة دولية لإقامة الدولة الفلسطينية تشتمل علي أسس مختلفة بشأن الحدود والترتيبات الأمنية واللاجئين والقدس. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن المسئولين الإسرائيليين قولهم إن أوباما مصمم علي إقامة الدولة الفلسطينية، وأنه يحظي بدعم أوروبي كبير، بحيث التزم الاتحاد الأوروبي بدعم أي خطة سلام أمريكية يتم عرضها. وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن مثل هذا الخطة من الممكن أن تنفذ حتي نهاية العام الحالي 2010. وتوقعت الصحيفة أن يعود المبعوث الأمريكي الخاص إلي الشرق الأوسط، جورج ميتشيل، إلي المنطقة خلال الأسبوع القادم، لإجراء جولة من المحادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينة محمود عباس. ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية قولها إن هذه الجولة ستكون بمثابة الجولة الأولي من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، موضحة أنه بناء علي ذلك فقد طلب وزير الداخلية الإسرائيلي، إيلي يشاي مما يسمي «اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء» بإبلاغه بأي إجراءات للمصادقة علي مخططات بناء ذات «حساسية سياسية»، وذلك لتجنب الحرج مع الإدارة الأمريكية. من جانبها قالت صحيفة الجارديان البريطانية أمس إن الولاياتالمتحدة أعطت ضمانات للرئيس الفلسطيني محمود عباس لدفعه إلي إجراء مفاوضات سلام غير مباشرة مع الإسرائيليين. وأوضحت الصحيفة أن الضمانات التي تلقاها عباس غير معلنة وتفيد بأن واشنطن ستبحث عدم استخدامها لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد أي قرار يدين أي نشاطات استيطانية كبيرة إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلي أن هذه الضمانات جاءت شفهية خلال اجتماع الأسبوع الماضي بين دبلوماسي أمريكي رفيع المستوي وعباس. وقالت الصحيفة إنه يبدو أن الفلسطينيين والإسرائيليين يتجهون لبدء محادثات سلام غير مباشرة ل «تقريب وجهات النظر»، لتكون الأولي من نوعها لاستئناف عملية السلام المتوقفة منذ العدوان الإسرائيلي علي غزة الشهر الماضي. لكن الصحيفة نقلت عن صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية قوله إن السلطة الفلسطينية لم تتلق أي ضمانات، مؤكدا «هذا غير صحيح.. ما زلنا نتحدث مع الأمريكيين». فيما نقلت الصحيفة عن مصدر فلسطيني مطلع رفض ذكر اسمه القول إن «إن ديفيد هيل نائب المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل أبلغ عباس أن الرئيس أوباما يريد أن يري عملية السلام تتحرك إلي الأمام مع بدء المحادثات غير المباشرة، وأن واشنطن تتفهم بأن هناك عقبات، ووصف بناء المستوطنات الإسرائيلية بأنها استفزازية». وأضاف المصدر أن هيل «أبلغ الرئيس الفلسطيني أيضاً أن الأمريكيين تلقوا تأكيدات من نتنياهو بأن أحد المشاريع الاستيطانية الخاصة في القدسالشرقية في رامات شلومو لن يمضي قدماً علي الأقل في الوقت الراهن، وأن واشنطن قد تدرس فكرة السماح لمجلس الأمن الدولي بإدانة إسرائيل في حال قامت بنشاطات استيطانية استفزازية بما في ذلك القدسالشرقية». واشار إلي «أن المسئولين الفلسطينيين طلبوا في الاجتماع توضيحاً حول ما يرمز إليه تعبير النشاط الاستيطاني الاستفزازي، لكنهم لم يحصلوا علي تعريف واضح»