فى أول رد فعل أمنى عقب سقوط الرأس المدبر الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والقبض إليه داخل إحدى الوحدات السكنية بمدينة نصر فى القاهرة، داهمت الأجهزة الأمنية بمحافظة الشرقية منازل عد من قيادات حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين بهدف ضبطهم وإحضارهم على خلفية بلاغات عديدة ضد عدد منهم حول تورطهم فى إثارة الفوضى وأعمال العنف فى البلاد والتحريض والإشراف على تلك الأعمال الفوضوية التى مرت بها مصر منذ سقوط دولة الإخوان بعزل رئيسهم الدكتور محمد مرسى من منصبه كرئيس للجمهورية يوم 3 من شهر يوليو الماضى . البداية كانت بمداهمة الأجهزة الأمنية للعمارة التى يقع بها مسكن الرئيس المعزول محمد مرسى بمنطقة فيلل الجامعة التابعة لحى ثان الزقازيق، وذلك بهدف اعتقال الدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى المنحل والمهندس أحمد شحاتة عضو مجلس الشعب المنحل والأمين العام لحزب الحرية والعدالة بالشرقية، حيث يقطن الاثنان فى نفس العمارة السكنية التى يقطنها الرئيس المعزول، إلا أن القوات لم تتمكن من اعتقالهما بعدما تبين عدم وجودهما أثناء المهمة التى نفذتها الأجهزة الأمنية فى الأوقات المبكرة من صباح اليوم الثلاثاء .
هذا وقد لجأت النساء التابعات للجماعة وأهلية الملاحقين إلى إصلاق الصيحات والصراخ احتجاجا منهم على قيام الأمن بمداهمة منازلهم، وقاموا بالهتاف "الله أكبر" و"حسبى الله ونعم الوكيل"، مما أثار حفيظة عدد من الأهالى والمارة الذين تجمعوا أمام المنزل مرددين هتافات موالية للشرطة والجيش، ومطالبين بضرورة اعتقال كافة قيادات جماعة الإخوان المتورطة فى تلك الأعمال الإرهابية والتى كان آخرها مقتل 25 من مجندى الأمن المركزى صباح أمس برصاص الغدر فى رفح على يد عناصر من جماعة الإخوان والجماعات الجهادية والتكفيرية التى تتبناها الجماعة وترعى فكرها حسب ما قال الأهالى المتجمهرون .
وفى نفس السياق داهمت الأجهزة الأمنية أيضا منزل الدكتور محمد عبد الغنى عضو مجلس الشورى العام للجماعة وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، وتمكنت من القبض عليه واعتقاله، مما أثار حفيظة أعضاء الجماعة، حيث ذكر الموقع الرسمى لها أن سلسلة المداهمات التى شنتها أجهزة الأمن والتى استهدفت منازل قيادات الجماعة تأتى بهدف عرقلة التظاهرات المنددة بما وصفوه ب "الانقلاب العسكرى"، لاسيما وأنها شكلت تهديدا واضحا وهزت أركان ما أسموه ب "النظام الانقلابى" حسب زعمهم .
يذكر أن عبد الغنى هو صهر المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، كما تربطه به صلة وطيدة، ربما كانت هى أحد أهم الأسباب التى اختير بموجبها عبد الغنى مشرفا عاما على انتخابات الحرية والعدالة الأخيرة التى فاز بها المهندس أحمد شحاته خلفا للدكتور فريد اسماعيل الأمين العام السابق الذى وقع عليه الاختيار لعضوية المكتب السياسى للحزب بالقاهرة .
فى الوقت ذاته داهمت الأجهزة الأمنية منزل القيادى الإخوانى الدكتور أمير بسام عضو مجلس الشورى المنحل عن دائرة بلبيس وعضو مجلس شورى الجماعة، إلا أنه لم يتم ضبطه كونه غير متواجد بمنزله أثناء تنفيذ العملية .
الجدير بالذكر أن بسام يعد أحد أهم الأعمدة التى يقوم عليها تنظيم الإخوان بالشرقية، وقد شارك إلى حد كبير فى تنظيم اعتصام رابعة العدوية، كما يواجه بسام اتهامات عديدة بموجب بلاغات ومحاضر رسمية تتهمه بالقتل والتحريض على القتل، فضلا عما أثاره نشطاء سياسيون حول استغلاله لإحدى المزارع الخاصة به وتسخيرها لخدمة الجماعة من خلال رعاية الشباب وتدريبهم على استخدام الأسلحة تمهيدا لضمهم إلى الجناح العسكرى بالجماعة والمعروف باسم "الميليشيات"، علاوة على ما ذكره مصدر أمنى ل "الدستور الأصلي" عن معلومات سرية وردت إليهم قبل ذلك بوجود ترسانة أسلحة داخل مزرعة بسام، إلا أنهم لم يتمكنوا من مداهمتها وضبط الأسلحة فى ظل حكم الرئيس لمعزول محمد مرسى الذى كان يعد بمثابة الغطاء والسند الذى يرتكن إليه قياديو الجماعة، كما تم ملاحقة اثنين آخرين من البارزين فى الجماعة وهما أحمد صيام وعلى عبد الكريم عليوة، وتمكنت القوات من ضبطهما .