تباينت الاّراء حول ما جرى فى السودان سواء قبل الانتخابات أو بعد إعلان النتيجة وفوز البشير بفترة رئاسية جديدة، وحول درجة نزاهة الانتخابات بالأساس..الدكتور محمود أبوالعينين عميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية كان من بين أعضاء البعثة المصرية فى السودان لمراقبة الانتخابات و أكد أن العملية الانتخابية تمت بتزاهة ولم تشوبها شائبة بدءا من الإعداد للانتخابات , وأن المفوضية قامت بجهد كبير فى انتخابات 2010 ومارست عملها بمنتهى الشفافية والنزاهة وتم منح المفوضية 315 مليون دولار لتمويل العملية الانتخابية كما تم السماح بوجود 814 مراقبا دوليا تضم 18 منظمة دولية و بعثات دول خاصة ومنظمات اقليمية ومنظمات غير حكومية بالاضافة الى 20278 مراقبا من منظمات محلية سودانية. وكانت جملة عدد الناخبين السوادنيين 10 ملايين ناخب قد قاموا بالادلاء بأصواتهم من جملة 16 مليون ناخب لهم حق التصويت. ورغم الأجواء المخيفة التى سبقت العملية الانتخابية باصرار بعض القوى فى السودان على الضغط على المفوضية والتشكيك فى نزاهتها يؤكد أبوالعينين ان الايام الاخيرة التى سبقت الحملة الانتخابية تبدلت المواقف وتباينت وأعلنت بعض القوى السياسية الانسحاب سواء بشكل جزئى أو كامل.ولكن هذا الانسحاب كان إنسحابا نظريا ليس الا لأن المفوضية قد اعلنت فى وقت سابق ان اخر موعد للانسحاب هو 12 فبرابر ورغم ذلك لم تعلن العديد من القوى انسحابها الا قبيل الانتخابات بأسبوع واحد. وهذه كانت مراوغة سياسية من قبل بعض الاحزاب لتأجيل العملية الانتخابية أما د.محمد حلمي شعراوي، أستاذ علوم سياسية وخبير شئون أفريقية ومؤسس مركز البحوث العربية والأفريقية فقد أكد أن ما جرى فى انتخابات السودان لم تكن عملية سياسية مطلقا . وانما هى استئثار الحزب الحاكم بالسلطة وان مياها كثيرة قد جرت من تحت الجسر وشكك فى عدد الناخبين الذين تم الاعلان عنهم بشكل رسمى بانهم قاموا بالادلاء بأصواتهم-10 ملايين ناخب سودانى- وأشار شعراوى الى أن عصر المعارضة السودانية قد انتهى ودخلنا عصر الشمال والجنوب فى السودان. وستظل قضية دارفور سيف مسلط على الشمال لحين الانتهاء من استفتاء تقرير المصير 2011 . في حين يعتقد الدكتور سيد فليقل العميد السابق لمعهد البحوث والدراسات الأفريقية رئيس قسم التاريخ بالمعهد يؤكد انه جرت عملية تفكيك سياسى للاحزاب بدقة للوصول الى هذه النتيجة التى كانت متوقعة وفيها كثير من الشك حيث أن المؤشرات تشير الى ان شريكى الحكم قد اتفقا اتفاقا كاملا للوصول الى هذه النتيجة والاتصالات كانت مستمرة بين الجانبين.والا لماذا تتعقد الأمور بهذا الشكل وتنتهى بجلسة بين سلفاكير والبشير وتذهب المعارضة الى الجحيم. وانتقد د.فرج عبدالفتاح أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة عملية المراقبة حيث تم تجاهل المعارضة تماما وهى شريك فى المراقبة الداخلية ولابد من التدقيق فى ارائها . واكد أن الاتحاد الاوروبى كانت تصريحاته دائما بأن العملية الانتخابية لم تستوف المعايير الدولية وترك للاخرين التكهن بما وراء الكلام.متشككا في نتائج الانتخابات المعلنة.