** قوات الأمن تنتهك حرمة الأزهر الشريف وتقتحم المنطقة السكنية المجاورة له وتعتقل عشرات من تجار المخدرات (السلميين) من حسن حظ اللواء أحمد رشدي أعظم وزراء الداخلية في نصف القرن الماضي أن شبكة رصد الإخوانية وقناة الجزيرة ومواقع الإخوان لم تكن موجودة سنة 1984 .. وإلا ربما كانت هذه العناوين هي التي سترصد وتغطي حملته الشهيرة لتنظيف منطقة الباطنية من أوكار تجار المخدرات .. ومن حسن حظه أن صفحات الفيس بوك لم تكن قد أخترعت بعد وإلا لوجدنا الناس (اللي مش تجار مخدرات بس بتحترمهم) قد شيروا عشرات الصور المأسوية لأطفال يبكون وبلطجية (سلميين) مقبوض عليهم وزوجات الناضورجية وأمهاتهم بملابس ممزقة وجثث مسلحين (سلميين) قتلوا خلال المداهمة .. يتم تشيير كل هذه الصور المؤثرة مع كلمات باكية ترصد المأساة بأكلاشيهات من نوعية "كل الدم حرام" من حسن حظ اللواء أحمد رشدي أن محللي الفضائيات وأرزقية المقالات لم يكونوا موجودين سنة 1984 ..وإلا كنا وجدنا مقالا يتحدث بمنتهى الجدية عن ضرورة المصالحة الوطنية مع ملايين الحشاشيين الذين يرفضون هذه التصرفات الغاشمة .. وتتوالى أكلاشيهات (لا للإقصاء) و(الحل الأمني لن يصلح المشكلة) و(في كل عائلة وأسرة ستجد حتما حشاش .. الداخلية تبث الفرقة بين الأخ وأخيه والأب وإبنه والصديق وصديقه) يستطيع أباطرة الباطنية بالطبع أن يدفعوا المليارات لتدشين حملة علاقات عامة كاملة وشراء فضائيات ووسائل إعلام تتحدث باسمهم وتدافع عن مصالحهم وتحتقر خصومهم وربما تمنحهم تأييدا دوليا بالإتفاق مع لوبي تجارة المخدرات حول العالم ما أسهل التلاعب بالمفاهيم .. وما أسهل الكذب والتدليس واللعب على المشاعر والأحاسيس ..ما أسهل شراء الذمم وإشاعة حالة من الضباب الكثيف يجعل الناس في حيرة حول الصواب والخطأ وهل الجثة التي يرونها لتاجر مخدرات كان يقاوم السلطات أم لأب كان يحلم بأن يرى إبنته تتزوج يوما ما (من الناحية المنطقية لا يوجد ما يمنع أن تكون الجثة للإثنين معا فتاجر المخدرات هو في النهاية أب له أبناء يحبهم ويحبونه) كل الجثث تتشابه .. وما أسهل أن نقع في الخلط والخطأ .. ولكن تبقى هناك حقيقة مؤكدة : أن تجارة المخدرات جريمة . وأن حمل السلاح جريمة . وأن الفارق بين الفصيل السياسي والجماعة الإرهابية ينتهي عندما تتم الدعوة للعنف وممارسته. كل ضباب العالم وتدليس المدلسين لن ينجح أبدا في تغيير هذه الحقيقة .