قال توفيق أكليمندوس - الباحث فى كولاج دو فرانس والخبير فى شئون العالم العربى – إنه لا يؤيد ما حدث فى مصر يوم الاربعاء 14 أغسطس الجارى ولكن تتحمل جماعة الاخوان المسلمين مسئولية كبيرة فى هذا الامر. فلقد أغلقلت الابواب أمام التوصل إلى حلول وسط سياسية واختارت أسوأ الحلول، كما بذلت قصارى جهدها سواء لاخضاع الحكومة أو لوقوع حمام دم. واستطرد قائلا – خلال حوار مع صحيفة لوفيجارو الفرنسية: "لو أن ما حدث فى مصر يعد انقلابا عسكريا، فهذا ما طالب به منذ عدة أشهر حوالى 80% من الشعب".
وسعى الاخوان المسلمين لإنشاء نظام شمولى فى البلاد حيث مارسوا أفعالا يمينية متطرفة، كما قامت مليشياتهم أحيانا - منذ تولى الاخوان السلطة فى يناير 2012 – بالاعتداء على متظاهرين ومعارضين وصحفيين وغيرهم.
وصرح أن لو تلك الأحداث جرت فى أية دولة ديمقراطية فيصبح حينها إعلان حالة الطوارىء أمرا شرعيا.
وأضاف أكليمندوس أن مصر تواجه مخاطر قيام صراع فى أنحاء البلاد، حيث يعد الإخوان المسلمين قوة أقلية، حتى السلفيين يعادونهم ...فهم لا يؤيدون الحكومة الحالية ولكنهم فى حقيقة الامر يفضلون الجيش عن الإخوان المسلمين حتى لو لم يجرأوا على البوح بذلك ...كما باركوا الانقلاب العسكرى. وأفاد بأن الاقباط مهددون بكل وضوح، حيث حرق الاخوان المسلمين وحلفائهم حوالى 50 كنيسة خلال اليومين الماضيين كما اعتدوا على مارة يرتدون الصليب...حيث يعزى الاخوان سقوط الرئيس محمد مرسى إلى مؤامرة مسلحة مدعومة من الاقباط.
وأشار توفيق أكليمندوس إلى أن الاخوان حصلوا على 25% من الاصوات خلال الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية، قائلا "الان أعتقد أنهم فقدوا ثلث تلك الاصوات".
وقال إن ما تشهده البلاد يدل أولا على فشل الاخوان المسلمين وهو ما كان متوقعا وثانيا على فشل الاسلام السياسى، مضيفا "لا أعتقد أن فشل الاسلام السياسى يعد نهائيا".
وحول إمكانية إجراء انتخابات، قال الخبير "أعتقد أن هذا الامر يعد مستحيلا ولكن هذا يعتمد على تطور الموقف (...) وأن الغرب يجب أن يمارس ضغوطا على كلا المعسكرين ودعم المعتدلين".
وأضاف أن على الغرب إقناع دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية التى تدعم الجيش وقطر التى تساند الاخوان المسلمين أن يعملا سويا للتوصل إلى حل. وصرح أن المجتمع المصرى ليس منقسما حيث لم يعد يريد غالبية الشعب والاسلاميين انتخاب الاخوان فى حال تنظيم انتخابات