تحدثت صحيفة - لوموند- الفرنسية اليوم عن تصعيد الإخوان المسلمين لضغوطهم فى الشارع السياسى، وذلك بإعلانهم عن مواصلة المظاهرات تأييدا لرئيسهم المعزول محمد مرسى، وفى المقابل فأن الرئيس المؤقت عدلى منصور لم يستجب لهذه الضغوط، حيث بدأ تنفيذ خارطة الطريق التى حددت للفترة الانتقالية وذلك بحل مجلس الشورى والسعى إلى تشكيل حكومة جديدة.. واستبعد الباحث توفيق أكليمندوس المتخصص فى تاريخ العالم العربى المعاصر وتاريخ مصر فى الكوليج دى فرانس فى حديث مع قراء -لوموند- على الإنترنت تكرار سيناريو الجزائر فى مصر، حيث قال هناك مخاطر لوقوع عمليات إرهابية، ولكن فيما يتعلق باحتمال وقوع حرب أهلية فان ميزان القوى ليس لصالح الإخوان المسلمين وحلفائهم بأى حال. ولست أدرى هل سيدفعهم ذلك إلى الهدوء أم إلى التشدد. وأضاف أكليمندوس: لست أعتقد أن مصر يمكن أن تشهد حربا أهلية ولكنى أعتقد أنه ستكون هناك اضطرابات يطول مداها هنا أو هناك وكذلك عمليات إرهابية وبخاصة فى شبه جزيرة سيناء. وردا على سؤال عن احتمال أن يطمح الفريق السيسى إلى تولى الحكم بصورة مباشرة، قال أكليمندوس، أن الفريق السيسى لو خاض انتخابات فسوف يفوز ضد أى مرشح، ولكنه رجل يجيد حساب الأمور ولست أرى أن المؤسسة العسكرية تعتقد أن هذه فكرة جيدة بالنسبة لها الآن خاصة فى التعامل مع الولاياتالمتحدة وأوروبا. وردا على سؤال عن امكان ظهور قوة سياسية أو عدة قوى تعبر عن تطلعات المصريين، قال الباحث أكليمندوس، وهو مصرى، هناك إفلاس للنخب يعتبر إفلاسا بنيويا . ومن المرجح أن يتعلم كثير من الشبان الثوريين ممارسة السياسة سريعا. أما كبار السن فانهم أخفقوا فى انشاء قوى سياسية ذات ثقل ولا يرجع السبب فى ذلك الى قمع نظام مبارك فقط. وأوضح أكليمندوس أن للجيش المصرى اهتماما بدعم تحالف يضم قوى يتفاهم معها أفضل من سواها مثل الناصريين والسلفيين ولكن ذلك لا يعنى أنه لن يتعامل مع الليبراليين. وردا على سؤال عما إذا كان الجيش فى مصر يعتبر ضامنا للعلمانية مثل الجيش فى تركيا ؟، قال أكليمندوس إن الجيش فى مصر ضامن للدولة القومية المصرية الحديثة وهذه الدولة ليست علمانية ولا دينية ثيوقراطية. ويمكن لهذه الدولة أن تكون اسلامية ولكن بشرط أن تظل دولة قومية. ولكن المشكلة تكمن فى أن الاخوان المسلمين لا يريدون دولة قومية. ولكن اذا كان هناك اسلاميون وطنيون ليسوا معادين للدولة القومية فان الجيش لن تكون له مشكلات ايديولوجية فى التعامل معهم، وهذا ليس حال الاخوان المسلمين . وفيما يتعلق باحتمال تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جبهة الإنقاذ الوطنى والإخوان المسلمين تحت ضغط الولاياتالمتحدة، قال أكليمندوس : كل شىء ممكن ولكن هذه الفكرة سيئة للغاية. وأعتقد أنه ليس هناك أحد الان يريد الاخوان المسلمين فى الحكم الا لفترة قصيرة فهل سيقبل الاخوان هذه الصيغة. وفيما يختص بردود فعل الإخوان المسلمين على التطورات الأخيرة قال أكليمندوس، أن ردود فعلهم الآن عنيفة نسبيا ، مشيرا إلى أن لديهم الوسائل لإثارة اضطرابات خطيرة فى بعض المحافظات، بما فى ذلك سيناء ذات الأهمية الحاسمة. ولكنهم إذا فعلوا ذلك فأن ذلك سيضفى شرعية على عمليات قمع كبيرة ضدهم.