«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في دراسة بعنوان «ضد القرضاوى وعلماء الفتنة».. رفعت سيد أحمد: اتحاد العلماء صناعة قطرية أمريكية
نشر في الدستور الأصلي يوم 11 - 08 - 2013

الإسلام الصحيح يرفض الاستقواء بالأجنبى لاغتيال الثورة
مع استمرار اعتصامَى رابعة والنهضة أطلق القرضاوى فتاوى منها ما يوقعه تحت طائلة قانون العقوبات
فتاواه لا تستحق الرد خصوصًا مع كبر سنه وغياب الناصح الأمين له ومع وجوده داخل دويلة اسمها قطر
شيوخ الفتنة فى حالة هزيمة نفسية أفقدتهم الرؤية الإسلامية الصحيحة وباتوا يقدمون من خلال اتحاد العلماء المسلمين المموَّل والمصنوع قطريًّا وأمريكيًّا فتاوى للفتنة تريد أن تدمر مصر
منذ يوم 30/6/2013 ومع استمرار اعتصام رابعة العدوية والنهضة أطلق الشيخ يوسف القرضاوى عديدا من الفتاوى والآراء السياسية، منها ما يوقعه تحت طائلة قانون العقوبات مثل سب العلمانيين ولعن السيسى والانقلابيين، وأن الله سينتقم منهم، ومنها الهجوم العنيف على شيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، وكلها فتاوى أو آراء فى تقديرنا لا تستحق الرد على الشيخ خصوصا مع كبر سنه وغياب الناصح الأمين له، ومع وجوده داخل دويلة اسمها قطر وبها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى العالم، ومع فقدان كثير من كتاب وشيوخ الإخوان لاتزانهم السياسى بعد ضياع «ملك مصر» من بين أيديهم وذهابه للشعب وللجيش معا، وهى صدمة ولدت عنفا لفظيا وسياسيا من قادة وشيوخ الإخوان ومنهم الشيخ القرضاوى، وفى تقديرنا أن هذا العنف اللفظى وفقدان الاتزان لا يستحق أو يستدعى الرد، فهم فى ظروف صعبة وفى حالة هزيمة نفسية أفقدتهم الحكمة والرؤية الإسلامية الصحيحة، وباتوا يكفرون الناس جميعا «جيشا وشعبا» لمجرد أنهم لا يريدون حكم الإخوان ثانية، وباتوا يقدمون لنا من خلال ما يسمى باتحاد العلماء المسلمين الممول والمصنوع قطريا وأمريكيا فتاوى للفتنة المذهبية والطائفية تريد أن تدمر مصر كما دمروا سوريا وليبيا، هؤلاء فى فتاويهم الفتنوية يكفى أن نستدعى لهم مقولة العلامة الراحل الشيخ محمد الغزالى للرد على ترهاتهم وعقدهم النفسية المعادية لصحيح الدين، يقول الغزالى: «كأنى بهؤلاء المتشددين يقدمون لنا دينا آخر غير دين الإسلام الذى نعرفه ونعتز به» وهو رد يكفى على القرضاوى وجماعة الاتحاد العالمى الوهمى هذا.
على أى حال.. كل تلك الفتاوى المتصلة بالصراع السياسى بعد السقوط المهين لحكم الإخوان وتيار السلفية الوهابية التكفيرى، يجوز فيها التجاهل وعدم الرد فالقرضاوى وجماعته فقدوا «المُلك» الذى كان هو كل همهم الذى لم يراعوا الله فيه حق رعايته، ثم فقدوا «الحكمة» فى التعبير عن غضبهم، إلا أن ما لا يجوز تجاهله وعدم الرد عليه هو قيام القرضاوى وعديد من شيوخ الإخوان والتيار السلفى الوهابى التكفيرى فى مصر بطلب الاستعانة بالأجنبى لإعادة مرسى إلى حكم البلاد ولإعادة الساعة إلى ما قبل 30/6/2013، وتمثل ذلك فى عشرات الآراء والفتاوى واللقاءات وآخرها لقاءات بيرنز الصهيونى الأمريكى العتيد بخيرت الشاطر وقادة الإخوان فى رابعة العدوية ومن قبله اللقاءات مع آشتون وقادة الاتحاد الأوروبى. إن هذه القصة فى تقديرنا هى التى ينبغى أن تناقش لأنها تخالف صحيح الإسلام بل وتؤدى إلى مقتله، لقد سبق وكتبنا منذ شهور حول هذه القضية عندما أفتى القرضاوى واتحاد علماء المسلمين الذى يرأسه، بجواز الاستعانة بالأجنبى فى ليبيا وسوريا. فأدى ذلك إلى تفكيك البلدين واستقدام شذاذ الآفاق من الإرهابيين وتسميتهم -عبر القصف الإعلامى المزور بقيادة الجزيرة-بالثوار، فظلموا الثورة وأهانوها ومن قبلها أهانوا الإسلام.
اليوم نعيد الرد على هذه الفتاوى، ونؤكد أنها ضد صحيح الإسلام الذى يرفض الاستقواء بالأجنبى لحل صراعاتنا الداخلية، ومن ثم يرفض زيارات وضغوط بيرنز وآن باترسون وآشتون، وكل تلك الوجوه القبيحة المعادية لمصر وللإسلام الصحيح.
■ ■ ■
فى هذا السياق يعلم القرضاوى وشيوخ الإخوان الواجب على المؤمنين، أن يكون الله تعالى هو وليهم، وأن يكون بعضهم أولياء بعض، يتحابون ويتناصرون،كما قال تعالى: «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ»، «المائدة: 55». الله هنا هو الولى وليس الأجنبى يا فضيلة الشيخ.
قال ابن جرير: القول فى تأويل قوله تعالى: «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ»، «المائدة: 55» يعنى تعالى ذكره بقوله: «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ» ليس لكم أيها المؤمنون ناصر إلا الله ورسوله والمؤمنون الذين صفتهم ما ذكر تعالى ذكره، فأما اليهود والنصارى الذين أمركم الله أن تبرؤوا من ولايتهم، ونهاكم أن تتخذوا منهم أولياء، فليسوا لكم أولياء ولا نصراء، بل بعضهم أولياء بعض ولا تتخذوا منهم وليّا ولا نصيرا. «جامع البيان فى تأويل آى القرآن (6/287)»، ومعلوم كذلك حرمة موالاة المؤمنين لأعداء الله الكافرين، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»، «المائدة: 51».
قال القرطبى: قوله تعالى: «وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ» أى: يعضدهم على المسلمين «فَإِنَّهُ مِنْهُمْ»، بين تعالى أن حكمه كحكمهم، وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد، وكان الذى تولاهم ابن أُبىّ، ثم هذا الحكم باق إلى يوم القيامة فى قطع الموالاة.
وليتأمل معنا فضيلة الشيخ القرضاوى وقادة الإخوان الذين طلبوا من الأوروبيين والأمريكيين وصبيانهم فى قطر التدخل، هذا الحديث النبوى الكريم عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أنها قالت: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر، فلما كان بحرَّة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه، فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جئت لأتبعك وأصيب معك. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: تؤمن بالله ورسوله؟ قال: لا، قال: فارجع فلن أستعين بمشرك، قالت: ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة، أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة، (فارجع فلن أستعين بمشرك). قال: ثم رجع فأدركه بالبيداء، فقال له كما قال أول مرة: تؤمن بالله ورسوله؟ قال:نعم. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فانطلق». (صحيح مسلم،ح1817). وعشرات الأدلة من القرآن والسنة لا يتسع المقام هنا لذكرها والتى تحرم الاستقواء بالأجنبى ضد أخوة الدين والوطن.
إن شيوخ الفتنة فى اتحاد ما يسمى بعلماء المسلمين الذين يعيشون بجوار قاعدة العيديد الأمريكية فى الدوحة دون أن «يسترجلوا» ولو بفتوى واحدة ضدها، هؤلاء وبدلا من أن يدعو إلى المصالحة والحوار ودرء الفتن، إذ بهم مثل أميرهم السابق، يستدعون الأجنبى ويفتى شيخهم الكبير له ويبرر جرائمه ضد شعوبنا، وكله باسم الثورة، والثورة براءٌ مما يدعون. هنا يقول العلماء إن من أهم الأهداف التى يتخذ المنتسبون للإسلام.. الكفار أولياء من دون المؤمنين، ظنهم أنهم ينالون من موالاتهم العزة فى الدنيا، كما قال تعالى: «الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعا»، «النساء: 139»، وهم لا ينالون فى الحقيقة إلا نقيض قصدهم، وهى الذلة، لأنهم طلبوا العزة من غير العزيز الذى لا يملك العزة سواه.
قال القرطبى: قوله تعالى: «الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ» الذين نعتٌ للمنافقين، وفى هذا دليل على أن من عمل معصية من الموحدين ليس بمنافق، لأنه لا يتولى الكفار، وتضمنت المنع من موالاة الكافر وأن يتخذوا أعوانا على الأعمال المتعلقة بالدين، وفى الصحيح عن عائشة، أن رجلا من المشركين لحق بالنبى صلى الله عليه وسلم يقاتل معه، فقال له: ارجع فإنا لا نستعين بمشرك. (الجامع لأحكام القرآن «5/416»).
وقال ابن كثير: «وقوله تعالى: «مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعا»، «فاطر: 10»، أى: من كان يحب أن يكون عزيزا فى الدنيا والآخرة، فليلزم طاعة الله تعالى، فإنه يحصل له مقصوده، لأن الله تعالى مالك الدنيا والآخرة وله العزة جميعا، كما قال تعالى: «الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعا»، «النساء: 139»، وقال عز وجل: «وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعا»، «يونس: 65»، وقال جل جلاله: «وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ»، «المنافقون: 8». (تفسير القرآن العظيم «2/550»).
أما عن تحريم اتخاذ غير المؤمنين بطانة من دونهم: قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَة مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ»، «آل عمران: 118». ومعنى قوله: «بِطَانَة مِّن دُونِكُمْ»: دخلاء من غيركم، وبطانة الرجل وأخلاؤه أهل سره ممن يسكن إليه ويثق بمودته.. مشتقة من البطن «لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالا» أى: فسادا يعنى لا يقصرون فى فساد دينكم، والعرب تقول ما ألوته خيرا، أى: ما قصرت فى فعل ذلك به، وكذلك ما ألوته شرّا، كل حلف فيه ضرر على المسلمين فهو محرم وهذه الرؤية مفصلة فى «التبيان فى غريب القرآن».
إن هذه الآيات المحكمة تؤكد خطأ ما أفتى به القرضاوى وشيوخ الإخوان وسياسييهم ومن صار فى ركابهم من شيوخ السلفية الوهابية المتطرفة فى بلادنا، ومخالفته لصحيح الإسلام، وإذا ما أضفنا إليها الأوضاع السياسية الراهنة، واستغلال أمريكا والغرب «للثورات» ولدعوات الإصلاح لخلط الأوراق تمهيدا للاحتلال، فإن الاستعانة بالأجنبى، كما أفتوا ضد إرادة الشعب كما تجلت فى 30/6 فى مصر، تعد مخالفة صريحة للقرآن والسنة وللتاريخ الإسلامى المجيد، وهى دعوة خبيثة ليست ضد مصلحة الوطن فحسب، بل الدين والأمة الإسلامية كلها؛ لأن مفاسدها أشد من منافعها والشواهد عبر التاريخ القريب، تؤكد ذلك.
إن الاستعانة بالأجنبى -وفقا لرأى العلماء الثقاة والأزهر الشريف- خيانة سياسية ودينية ولا شك فى ذلك، واستسهال بعض الفقهاء مثل شيوخ الفتنة فى اتحاد ما يسمى بعلماء المسلمين أو من التيار التكفيرى الوهابى الممول من قطر والسعودية لفكرة الاستعانة بالأجنبى لدعم محمد مرسى بعد الإطاحة به، ومن قبله لدعم ما يسمى بالثورات العربية «كما فعل وطالب بالنسبة لليبيا التى تمزقت أشلاء، والآن فى سوريا» تعد فى نظر الفهم الإسلامى الصحيح، طعنا للدين ومخالفة صريحة لنصوص القرآن وأحاديث وسيرة النبى صلى الله عليه وسلم، وهى تستوجب منهم الاعتذار، إن لم يكن «التوبة»، لأن العدو «الإسرائيلى والأمريكى هنا» هو الوحيد المستفيد من مثل هذه الدعوات والفتاوى.
■ ■ ■
على أى حال دعونا نسأل فى نهاية دراستنا: ماذا عن رأى الشرع خصوصا فى تحالف المسلمين مع أعداء الأمة من أجل مصالح رخيصة كما هو الحال الآن فى مصر، ومن قبلها فى سوريا وليبيا والعراق، يقول العلماء: إن الحلف وفقا للفهم الإسلامى قسمان:
القسم الأول: حلف لا يخالف شرع الله، بل يحقق مصالح للمسلمين وغيرهم، كحلف الفضول الذى قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: «لو أدعى به فى الإسلام لأجبت» ولكن الشرط الأساسى فيه هو العدل ودفع العدوان وهو أمر غير متوفر فى تاريخ علاقاتنا بالغرب منذ مئتى عام «فلسطين مثالا»، وبالتالى لا يجوز هنا القياس عليه أو الاستشهاد به، أما القسم الثانى فهو الحلف الذى كان معمولا به فى الجاهلية، حيث يختص بتعاقد المتحالفين على التناصر على الحق والباطل، وعلى التوارث بينهم دون الأقارب، وكذلك التوارث بالهجرة، الذى كان معمولا به فى المدينة بين المهاجرين والأنصار، عندما آخى بينهم الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم نسخ الله تعالى ذلك، ورد الإرث على الأقارب، كما فصل ذلك فى سورة النساء، وأبقى تعالى بين المهاجرين والأنصار وكافة المؤمنين، التناصح والتناصر والمواساة. والذى نسخ التوارث بين غير الأقرباء، قوله تعالى: «وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»، «الأنفال: 75».
قال أبو بكر الجصاص: قال الله تعالى: «وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ»، «النساء: 33»، فلم يختلف المفسرون أنهم فى أول الإسلام قد كانوا يتوارثون بالحلف دون النسب، وهو معنى قوله: «وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ» إلى أن جعل الله ذوى الأرحام أولى من الحليف بقوله: «وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ»، «الأحزاب: 6». فقد كان حلف الإسلام على التناصر والتوارث ثابتا صحيحا.
ويدخل فى هذا القسم -الحلف المخالف لشرع الله- دخولا أوليّا، تحالف بعض المسلمين مع بعض، على ظلم غيرهم من المسلمين أو غيرهم، وأشد جرما من ذلك، تحالف بعض المسلمين مع غير المسلمين، على مسلمين، كما يحصل اليوم من التحالف مع دول الغرب والصهاينة على الشعب المصرى بعد الموجة الثانية من ثورته فى 30/6/2013 ومن قبله مع الشعبين الليبى والسورى. وكله باسم الثورة، والثورة براء مما يقولون ويفتون.
■ ■ ■
إن القرآن ختاما يقول، لشيوخ الفتنة هؤلاء، شيوخ الاستقواء بالأجنبى «وتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى ولَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ والْعُدْوَانِ»، «المائدة: 2»، فهل يدرك القرضاوى واتحاد علمائه وجماعته، وسلفيوه الجدد والقدامى، معنى ذلك أم أن المحنة والأزمة النفسية التى تولدت عن السقوط المدوى والمهين للإخوان -بأيدى الشعب وبدعم من الجيش- قد أفقد كثيرا من شيوخنا رزانة العلماء، ومصداقيتهم!! سؤال لا يحتاج إلى إجابة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.