رد فعل الحكومة ضعيف فى مواجهة الإخوان، هذا ما ذكره سياسيون، مشيرين إلى سوء أداء الحكومة وعدم قدرتها على مواجهة حملات جماعة الإخوان المسلمين، موضحين أن الأمر يحتاج إلى وقفة حاسمة، مطالبين الحكومة بأن تلبى طموحات وتطلعات الشعب المصرى، وأن تعرض خطة واضحة لخروج البلاد من الأزمة التى صنعتها جماعة الإخوان. عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى والقيادى فى جبهة الإنقاذ، قال إن جماعة الإخوان نجحت فى نقل الصورة التى تريدها إلى الخارج، وتمكنت من ترويجها على النحو الذى تريده، واعتمدت على كونها تنظيما دوليا وكسبت معركة الخارج، مشيرا إلى أن السبب فى ذلك يرجع إلى أن الحكومة بيروقراطية، وكان لا بد لها من أن تحسن التعامل مع الرأى العام الخارجى والصحافة العالمية وتفسر الأمور التى تحدث فى مصر مثلما تفعل جماعة الإخوان، موضحا أننا يجب أن نمنح الحكومة فرصة لدراسة الأوضاع بشكل طبيعى، مشيرا إلى أن بعض القرارات لم تكن تحتاج إلى دراسة، لكى يتم التعامل معها.
شكر أضاف ل«الدستور الأصلي» لقد تحدثت مع رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى، وقلت له إن الحكومة عاجزة عن نقل الصورة الحقيقية للعالم الخارجى، ورد قائلا: «نحن نعلم ذلك تماما، وبالفعل بدأنا نتحرك»، موضحا أن الإخوان تنظيم دولى وله علاقات فى الخارج وتستغلها بشكل مناسب.
الدكتور وحيد عبد المجيد، الخبير السياسى فى مركز «الأهرام» للدراسات السياسية، أشار إلى أن المشكلة التى تواجه الحكومة هى ضعف الأداء على المستوى الاقتصادى والاجتماعى والأمنى وعدم الاستجابة لمطالب الناس، مضيفا أنه على وزير العدالة الانتقالية الخروج من الكهف الذى يقطن فيه، ولا أحد يعلم أين هو، خصوصا أنه اختفى فى ظروف غامضة.
عبد المجيد أشار إلى أن رئيس الحكومة يتحدث بطريقة غريبة عن أنه لن يتحقق الاستقرار إلا بعد التحسن الأمنى، مشيرا إلى أن مَن يتولى الحكم مطلوب منه أن يعمل تحت أى ظرف سواء فى الحالة المستقرة أو غير المستقرة فلا نريد تكرار تجربة الإخوان، موضحا أن الحكومة لا تعمل من النواحى الاقتصادية والاجتماعية ولا تقدم حلولا لمعاناة الناس أو تطلعاتهم، ونحن ننتظر حكومة تنظر للقضايا بشكل حقيقى وأن يكون لديها خطة معلنة، مشيرا إلى أن معظم دول العالم تعرف الصورة الحقيقية وهى أن هناك دولة تتعامل برخاوة شديدة فى مواجهة قطعان تخرج فى الشوارع لقطع الطرق، فالعالم ليس أعمى.
عبد المجيد أوضح ل«الدستور الأصلي» أننا ننتظر أداءً قويًا من الحكومة وتقدمًا إلى الأمام، وأن يتم التصدى إلى عمليات البلطجة ولن يحدث هذا الأمر من دون تعامل أمنى قوى، لكن الحكومة من الواضح أنها بلا رؤية ولديها نفس تصور العهود السابقة وتسير على نفس طريق ال40 عاما الماضية، كما أن هناك وزارات لا تعمل بشكل جيد لإظهار حقيقة الإخوان مثل وزارة الخارجية والإعلام ولا يتم استغلالهما فى مخاطبة العالم والشارع. موضحا أن ما تفعله جماعة الإخوان هو انتحار ومسألة مواجهتهم فرعية، حيث إنها فقدت أى ظهير شعبى لها ولا أحد يتعاطف معها. الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القاهرة، قال إن الأسباب التى كانت وراء عدم تحرك الحكومة بحسم مع الأحداث يرجع إلى كونها تكنوقراطا لا سياسية، فقد اعتادوا على أن يكونوا فى جانب المعارضة لا المؤيد، فالسياسى يتنبأ بما يحدث منذ البداية ويسعى إلى مواجهة المواقف بالإقناع والكشف عن نقاط الضعف للخصوم، أما التكنوقراط فهى لا تأخذ جانب المبادرة وتكون بحاجة إلى مَن يكلفها بالأمور. السيد أوضح أن هناك ضغوطا خارجية تدعو إلى انتظار ما ستسفر عنه الوساطة، ومع ذلك يمكن توجيه اللوم إلى هذه الحكومة، حيث إن هناك خطوات كان يمكن اتخاذها للحد من ضخامة الاعتصامات، منها حصار المعتصمين فى «رابعة» و«النهضة».