تعهد الرئيس مبارك في أول خطاب رسمي له بعد خروجه- مؤقتاً- من فترة النقاهة التي يقضيها في شرم الشيخ بعد العملية الجراحية التي أجراها في ألمانيا في الأسبوع الأول من مارس الماضي بحرصه علي نزاهة الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة. .. وهذا معناه أن الانتخابات الماضية سواء التشريعية أو الرئاسية لم تكن نزيهة. وهو ما أكده الجميع في الداخل والخارج.. وما أثبته أيضاً القضاة المشرفون علي تلك الانتخابات وبالوثائق.. فقد كانت تلك الانتخابات مزورة.. واستخدم الحزب الوطني جميع أدوات الدولة- التي يغتصبها- في تزوير إرادة المواطنين ليحصل علي الأغلبية المطلقة.. ناهيك عن المسرحية الهزلية لانتخابات الرئاسة وما جري فيها. فكيف تكون الانتخابات القادمة نزيهة؟!.. في الوقت الذي تم فيه إلغاء المادة 88 من الدستور الخاصة بالإشراف القضائي الكامل علي الانتخابات وفقاً لترقيعات دستورية أدخلها الرئيس مبارك علي الدستور في عام 2007.. النظام يُزور الانتخابات في ظل إشراف القضاة.. فما بالكم بما سيحدث مع إلغاء ذلك الإشراف الكامل من القضاة؟! .. وكيف تكون الانتخابات نزيهة.. والنظام يصر علي استمرار حالة الطوارئ مفروضة علي البلاد منذ توليه الحكم في عام 1981؟! فهل يمكن إجراء انتخابات نزيهة في ظل قانون الطوارئ الذي يتيح لوزارة الداخلية ورجال الشرطة منع المسيرات والمظاهرات والتجمعات.. بل إطلاق الرصاص عليها.. ومصادرة حق المواطنين في الترشيح كما حدث في التجديد الثلثي الأخير لانتخابات الشوري.. وكذلك في انتخابات المحليات.. فضلاً عن منع الناخبين من الوصول إلي اللجان، خاصة مَنْ يشّكون فيهم أنهم سيصوتون لصالح المعارضة.. وضد الحزب الوطني وقد شهدت كل الانتخابات الأخيرة سواء في الشعب أو الشوري أو المحليات تلك الممارسات. فكيف ستكون انتخابات نزيهة؟! .. ولم يكتف الرئيس مبارك في كلمته المسجلة بتعهده بنزاهة الانتخابات أو كما قال حرصه علي أن تكون نزيهة «!!».. بل حذر المعارضة بالمقامرة باستقرار مصر ومستقبلها!! بالله عليكم من يقامر باستقرار مصر ومستقبلها المعارضة التي تدعو إلي التغيير ووضع دستور جديد للبلاد يليق بمصر ومكانتها وجغرافيتها وبشرها.. وتطالب بإلغاء الطوارئ أم النظام الذي يصر علي الحكم بالطوارئ وبيع مستقبل الأجيال بتراب الفلوس لرجال الأعمال والأجانب من خلال التخلص من الشركات العامة بالخصخصة الفاسدة وبيع أراضي الدولة بتراب الفلوس.. ويحمي الفاسدين المفسدين والمحتكرين.. ويهدد حياة المواطنين بفشله الذريع مع دول حوض النيل للحفاظ علي مياه النيل؟ إن الناس في حاجة إلي التغيير.. والتغيير يبدأ بالنظام ومن معه.