والخارجية الامريكية تحذر من "تفاؤل مفرط" بشأن العملية السلمية محمود عباس دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى فتح "حوار سياسي واسع" بين المؤسسات والقوى والأحزاب الفلسطينية والاسرائيلية "على اساس حل الدولتين"، مبديا استعداده لبدء حوار مع المنظمات اليهودية في العالم. وقال عباس امام اعضاء المجلس الثوري لحركة فتح "ادعو الى حوار سياسي مفتوح بين القوى السياسية الفلسطينية والاسرائيلية. نحن مستعدون للحوار معهم بدون استثناء على اساس حل الدولتين". كما دعا عباس الاسرائيليين إلى ما سماه "الاستثمار في السلام"، مشيراً إلى أن السلام سيحقق للجانبين نتائج سياسة وأمنية، مضمونة النتائج، وأضمن من الاستثمار في العقارات الاستيطانية المنهوبة من الفلسطينيين، على حد تعبيره. وأضاف ان "هذه العقارات ستزول لان الارادة الفلسطينية ثابتة". وقال عباس "علينا أن نقرر نحن والاسرائيليون ماذا سنختار، أقول للاسرائيليين جميعا رجالا ونساءا وقيادات سياسية ومسؤولين، ان هذه لحظة الحقيقة، وعلينا ان نقرر مصيرنا معا". وجاءت دعوة عباس للحوار بين المؤسسات الفلسطينية والاسرائيلية، في الوقت الذي ترفض فيه القيادة الفلسطينية العودة الى المفاوضات المباشرة مع الحكومة الاسرائيلية، حيث تطالب القيادة الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية بوقف تام للاستيطان قبل العودة الى اي مفاوضات. وقال عباس "نحن مستعدون للمباشرة لحوار مسؤول لاننا نعلم ان 84% من الاسرائيليين يريدون السلام ولان الغالبية الساحقة من الفلسطينيين والاسرائيليين ترحب بالسلام الحقيقي". وشبه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية بنظام الفصل العنصري السابق في جنوب افريقيا، مؤكدا الحاجة الى "قيادة اسرائيلية شجاعة" لانهائه.
وأضاف أن "تجربة أفريقيا في الخلاص من النظام العنصري نجحت ليس بسبب توفر إرادة عالمية شاملة تدعم هذه التوجه كما هو متوفر لدينا اليوم وانما بسبب توفر شرط داخلي لا غنى عنه يتمثل في توفر قيادة تاريخية لدى الجانبين كانت قادرة على تجاوز كل الالغام بهدف الانتهاء من النظام العنصري". وتابع ان "القضية تحتاج الى قيادة شجاعة للقيام بعمل شجاع، فهل تتوفر لدى اسرائيل تلك القيادةہ". من جهته، أكد المبعوث الامريكي للشرق الاوسط جورج ميتشل للزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين الذين التقى بهم أمس الأول في نطاق جولته الحالية في المنطقة على تصميم الرئيس باراك اوباما على تحقيق تسوية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي في اقرب وقت ممكن. وأخبر المبعوث الأمريكي المسؤولين الذين التقى بهم بأن الرئيس أوباما مصمم على ان تتحقق التسوية "قريبا، وليس في المستقبل غير المنظور." وطمأن ميتشل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بتصميم الرئيس اوباما الاكيد على ضمان امن اسرائيل، التي تدعي بأن وجودها مهدد من جانب البرنامج النووي الايراني. كما يؤكد الرئيس الأمريكي على ضرورة أن يكون للفلسطينيين دولة مستقلة خاصة بهم. وقال ميتشل لنتنياهو بهذا الصدد: "كانت هذه سياسة امريكا، ومازالت هي سياسة امريكا وستستمر كذلك في المستقبل." ومن المقرر ان يجتمع ميتشل مع نتنياهو ثانية اليوم. وأصدر المبعوث الأمريكي تصريحا ضمنه دعما قويا لتطلعات الفلسطينيين للاستقلال، وذلك قبيل اجتماعه برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس مساء أمس الأول. وقال ميتشل في تصريحه :"لا يصح ان يكون السلام الشامل في هذه المنطقة محض حلم، بل يجب ان يكون - ويمكن ان يكون - حقيقة. ونحن نريد ان تتجسد هذه الحقيقة قريبا، وليس في المستقبل غير المنظور." إلا أن وزارة الخارجية الامريكية حذرت من الافراط في التفاؤل في انفراج قريب في العملية السلمية، كما اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بأنه ينبغي على ميتشل بذل المزيد من الجهد قبل ان تتحقق الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة. وقال عريقات: "لن تستأنف المفاوضات غير المباشرة مع الاسرائيليين في الايام المقبلة." واوضح عريقات بأن الرئيس الفلسطيني ما زال بانتظار رد ميتشل حول المطالب الفلسطينية بوقف اسرائيلي تام للنشاط الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة.