هذا النائب المحترم الذي طالب وزير الداخلية بأن يضرب المعارضين في المليان.. فعلا مالهوش حق أولا لأن سعادة النائب المحترم عضو بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم - حماه الله - وجعله ذخرا للغلابة والمساكين ومتعه الله بنعمة الحكم والملك فلا تزول عنه أبدا.. أقول إن معالي النائب المحترم مش واخد باله إن الناس الذين طالب بضربهم بالنار الحي هم في الحقيقة أموات بدليل أن الميت وحده هو الذي غادر الدنيا ولم يعد له أي أثر في مجرياتها أو أحداثها وبالطبع أحزاب مصر بأكملها ماتت وشبعت موتًا كمان بدليل أن الأحزاب الموجودة لم نسمع أنها حركت أحداً أو قلبت أحداً علي أحد أو جمعت أنصارها وهددت مثلا بعصيان مدني. وبالمناسبة هذه الأحزاب لا وجود لها في مجلس الشعب، كما أنها غائبة علي الدوام في مجلس الشوري فيما عدا قلة نادرة وهي تؤكد القاعدة الشهيرة أن لكل قاعدة شواذ.. وبعدين إن كان أخونا النائب المحترم يقصد حركة «6 أبريل» فهذه الحركة يا سيدي ليست حركة مقاومة شعبية مهمتها محاربة جحافل الحزب الوطني الديمقراطي والقيام بعمليات انتحارية ضد أعضائه الموقرين ولا هي ميليشيا مسلحة بأسلحة الدمار الشامل ولا حتي المحدود منه.. إنما هي حركة كل أسلحتها الشعارات والأفكار وهي تعبر عن نفسها بالصوت واللافتات وعملية ضرب أعضاء هذه الحركة بالرصاص تعني أن المرحوم صدام حسين قد عاد إلي الحياة ليمارس هوايته في تكميم أفواه الناس ولكن هذه المرة ليس من خلال حزب البعث العربي الاشتراكي الذي حكم العراق بالنار والحديد ولكن من خلال الحزب الوطني الديمقراطي السعيد.. فإذا كنا سنلجأ إلي الحل الصدامي العراقي في التعامل مع أصحاب الأفكار فلماذا لا نفضها سيرة ونعلن أننا كنا بنهزر وأن الديمقراطية التي كنا ندعو إليها قد رجعنا عنها وقررنا أن نعود إلي عادتنا القديمة خصوصا أن من فات قديمه تاه؟. وما أحلاها أيام الستينيات حيث لم يكن مسموحا لأحد بالكلام إلا في الأحلام ولم يكن المواطن يستطيع أن يفتح فمه إلا في عيادة طبيب الأسنان كما كان يقول دائما السعدني الكبير - شفاه الله - وياريت يقوم الحزب الوطني بتغيير اسمه من الوطني الديمقراطي إلي الحزب الوطني الفاشستي أو الحزب الوطني الجاثم فوق مراوح الأمة حتي يفطسها ويخرج آخر أنفاسها.. هي إيه الحكاية يا إخوانا ناس خارجة في أمان الله عاوزة تعبر عن نفسها لم يرفع أحد منهم سلاحا ولا مطواة قرن غزال ثم نقابل هذا الأمر بدعوة من الحزب الوطني أو بالأصح من أحد أعضائه الأفاضل يطالب بضرب هؤلاء بالرصاص الحي.. هل بلغنا إلي هذا الحد؟ لقد لجأ من قبل الرئيس الراحل أنور السادات إلي قوانين استثنائية وإلي اعتقال عقول هذا البلد وكبار مفكريه ودعاة الحرية وكانت النتائج كارثية بكل معني الكلمة، واليوم يطالب معالي النائب المحترم باللجوء إلي الضرب في المليان. مع أن هؤلاء الذين يدعو إلي ضربهم هم كما قلت ميتون في الأساس والضرب في الميت حرام.. فالأحياء في مجال السياسة في بر مصر هم وحدهم أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي الذي يحكم مصر منذ أكثر من أربعة عقود.. إن ما دعا إليه هذا النائب إذا لا قدر الله وأخذت به القيادة السياسية فإن بلادنا ستكون علي مشارف كوارث لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالي لأنني أعلم أن الرئيس مبارك ليس في سلوكه شيء من هذا التطرف والعنف والجبروت الذي يدعو إليه معالي النائب المحترم.. فإنني أتمني من الرئيس مبارك باعتباره رئيس الحزب الوطني الديمقراطي أن يستبعد مثل هؤلاء الأشخاص الذين يروجون لأفكار هدامة.. فلو جاءت هذه الدعوة من تيار ما يسمي بالمحظورة لقامت الدنيا ولم تقعد وعليه فإننا حتي لا نكيل بعدة مكاييل فعلينا أن نعاقب هذا الرجل الذي أصدر هذا التصريح لأنه بصراحة يلعب بالنار وهو لا ينطلق بألعابه في الفضاء ولكنه يلعب في مستقبل وحاضر وأمن وأمان هذا الوطن.. وهذه قضية غير مسموح باللعب فيها.. اللهم احفظ هذا البلد من أمثال هذا النائب الوطني الديمقراطي السعيد!!