قال الفقيه الدستورى الكبير يحيى الجمل، إن الدساتير لا يتم إسقاطها إلا عن طريق الشعوب وبإرادتها وبكلمة منها، لأن الشعب هو صاحب الدستور، كون الأخير هو الناموس المنظم للعلاقة بين مؤسسات الدولة والمواطن، وكذلك بين مؤسسات الدولة وبعضها بعضا، على أن يصب فى مصلحة المواطن فى النهاية.
وأضاف الجمل خلال المؤتمر الصحفى الذى نظمته حركة الدفاع عن الجمهورية أمس (السبت)، بحضور نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقا المستشارة تهانى الجبالى، ومحمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب، أن اللفظ الأكثر دقة فى التعامل مع الدستور إذا ما أردنا إسقاطه هو «تعطيل العمل بالدستور»، مشيرا إلى أن بيان القوات المسلحة استخدم اللفظ الأكثر دقة، وما يتناسب مع مهامه وإمكانياته فى التعامل مع الدستور
من جانبها، قالت المستشارة تهانى الجبالى، فى كلمتها خلال المؤتمر إن الدستور الذى تم تعطيل العمل به، والمكتوب فى 2012 هو وصمة عار فى تاريخ مصر الدستورى، معللة ذلك بأن الجمعية الدستورية التى صدر عنها ذلك الدستور باطلة بقوة القانون، مؤكدة أن الدستور لم يدخل حيز التنفيذ الفعلى لأنه لم يتم التوافق عليه فى الاستفتاء بأكثر من 20% من كتلة الناخبين المصريين.
الجبالى أشارت إلى أنه فى الوقت الحالى لا وجود على مستوى الدولة لما يسمى الدستور، وأن البند الذى جاء فى بيان القوات المسلحة بتعطيل العمل به يعطينا فرصة حقيقية لإسقاطه نهائيا كشعب له الحق فى ذلك، وأضافت أنه لا بد من وضع نص انتقالى بأقصى سرعة بقرار من رئيس الجمهورية لتشكيل جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد، على أن يتم تشكيلها من أعضاء لهم انتماءات مختلفة، لتمثل أطياف المجتمع جميعها، على أن تضع دستورا توافقيا للبلاد بديلا عن ذلك الذى لم يمثل الشعب فى شىء وتم تعطيل العمل به. وطالبت الجبالى خلال المؤتمر، القوى السياسية المختلفة أن توضح موقفها من هذه الفكرة الخاصة بالنص الانتقالى لتشكيل جمعية تأسيسية لوضع الدستور خلال 24 ساعة، مؤكدة أن التراجع أو التباطؤ فى ما يتعلق بوضع دستور جديد للبلاد خيانة لإرادة الشعب المصرى الذى ثار على كل ما هو إخوانى، سواء الجماعة أو الحاكم أو نظام الحكم أو دستورهم الذى لم يعبر عمن سواهم.
الجبالى أضافت أن ما وقع من أحداث عنف مساء الجمعة فى محافظات الجمهورية من أسوان إلى سيناء هو مؤامرة أمريكية إخوانية، ظهر فيها بوضوح تواطؤ الغرب الذى انتظر سقوط مصر فى حرب أهلية، مشددة على رفضها لمن يتبنى فكرة الانقلاب العسكرى فى ما حدث فى 30 يونيو، ومؤكدة أن مظاهرات 30 يونيو هى حركة ثورية شعبية كان من الطبيعى أن يساند الجيش فيها شعبه،
وقالت: «الانقلابات العسكرية تنتهى بحكم الجيش للبلاد، متى سلمت الانقلابات العسكرية السلطة إلى قضاة الشعب؟»، وتابعت: «القوات المسلحة نزلت على رغبة الشعب، لينضم الفريق أول عبد الفتاح السيسى، بإصرار إلى العظماء الذين تحملوا الأمانة والمسؤولية فى الأوقات الصعبة».
أما محمد سلماوى، فقال إن ما وقع من أحداث عنف عقب خطاب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع مساء الجمعة أمر غريب وغير مقبول، يشبه ثغرة آرييل شارون فى حرب 1973، فهى لم تلغ النصر أو تغير شيئا، لأن التاريخ لا يعود إلى الوراء، مؤكدا أن الإخوان سيدفعون ثمن ما اقترفوه.