يبدو أن حياة نجوم كرة القدم في مصر سوف تنتقل من الملعب إلي خارج المستطيل الأخضر خاصة بعد السهرات الأخيرة لعدد كبير من اللاعبين في الكازينوهات والملاهي الليلية احتفالا بتألقهم في المباريات، وهو الأمر الذي ظهر واضحًا خلال الفترة الحالية علي نجوم الجيل الحالي في الكرة المصرية بعد أن غلبت عليهم علاقتهم بالفنانين والسهر في الملاهي الليلية، خاصة أن جميعهم جاءوا من الأقاليم وبهرتهم أضواء المدينة فعلا. وانتشار هذه الظاهرة من الممكن أن يكون له تأثير سلبي في استمرارهم في الملاعب خاصة أن النماذج والأمثلة قديمة في الكرة المصرية للنجوم القدامي التي كانت نهايتهم السهرات الخاصة خارج المستطيل الأخضر. ولا أحد ينكر أن حياة اللاعبين الخاصة هي بالتأكيد ملك لهم يفعلون فيها مايشاءون، يعيشونها علي الطريقة التي تحلو لهم لكن إذا انعكس هذا علي أدائهم فهنا لابد من الوقوف وبحسم للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة. وكان آخر هؤلاء اللاعبين الذي اعتادوا علي ارتياد الملاهي الليلية «أحمد جعفر» - مهاجم فريق الزمالك - الذي احتفل مؤخرا بهدفه في مرمي الأهلي مع أحد أصدقائه في club35 أمام حديقة الحيوان ، ورغم التحذيرات الكثيرة للاعب من جانب حسام حسن - المدير الفني للفريق - فإن اللاعب ضرب بكل تعليمات الجهاز الفني عرض الحائط مع النجومية التي حققها في الزمالك في أول مواسمه الكروية، خاصة أنه جاء من الأقاليم بحثا عن المجد الكروي إلا أنه اتجه لأشياء أخري بعيدة عن كرة القدم، والغريب أن اللاعب اعتاد ارتياد الملاهي مع شيكابالا زميله في الفريق ولكن شيكابالا لم يتأثر مستواه ويفعل ذلك علي فترات علي عكس جعفر الذي بدأ مشوار الانحراف الكروي خاصة أن اللاعب يستغل عدم وجود تدريبات صباحية للفريق للسهر دون حرية أو رقابة. وأعادت واقعة جعفر إلي الأذهان السهرات الخاصة لنجوم الكرة المصرية، وكانت الواقعة الأبرز والأشهر التي ظلت عالقة في أذهان الجماهير السهرة الخاصة لخماسي المنتخب الوطني أحمد حسام «ميدو» وعمرو زكي وعماد متعب ومحمد زيدان وعصام الحضري بعد مباراة زامبيا في القاهرة التي أقيمت في مارس من العام الماضي والتي كانت السبب الرئيسي في عدم تأهل مصر للمونديال، ولم يراع الخماسي حالة الغضب التي اجتاحت الجماهير المصرية وانتقلوا إلي أحد الكافيهات الشهيرة بالمهندسين وقاموا بالاحتفال بالرقص والغناء وسط حضور جماعي من جميع الحضور وكان اللاعبون قد قضوا نفس السهرة للاحتفال في أحد الكافيهات قبل المباراة بخمسة أيام لتستمر حالة اللامبالاة من جانبهم تجاه الجماهير وضربوا بتعليمات الجهاز الفني للمنتخب بقيادة حسن شحاتة عرض الحائط. كما ظهرت صور كثيرة للسهرات الخاصة لعصام الحضري مع إحدي الراقصات بعد رحيله من الأهلي لولا تدخل الجهاز الفني للمنتخب لإبعاد اللاعب عن ذلك حتي لا يؤثر في تركيزه في الملعب. واعتاد الثلاثي محمد زيدان وعمرو زكي وأحمد حسام «ميدو» علي السهر في الكازينوهات خلال وجودهم في معسكرات المنتخب في معظم المباريات التي أقيمت في تصفيات كأس العالم الأخيرة بجانب وجودهم في مصر رغم اختلاف الحياة في مصر عن أوروبا. وتعتبر السهرات الليلية للثلاثي أحمد صلاح حسني ورامي سعيد وإبراهيم سعيد خلال وجودهم مع الأهلي عام 2002 السبب الرئيسي في صدور قرار رسمي من حسن حمدي - رئيس النادي الأهلي - بعرضهم للبيع بعد حالة التسيب واللامبالاة التي ظهرت علي اللاعبين خاصة في ظل الموقف الحرج الذي كان يعيشه الفريق الأحمر في ذلك الوقت، ونفس الحال ما حدث لخالد بيبو الذي كتب نهاية مشواره الكروي في الملاعب بعد ارتباطه بعلاقات خاصة مع بعض الفنانات والراقصات، وهو الأمر الذي دفع إدارة الأهلي للموافقة علي بيع اللاعب للمصري في موسم 2005 / 2006 رغم تمسك جوزيه باللاعب. ولولا حزم إدارة الأهلي مع عماد متعب والتحكم في تصرفاته مع بداية مشواره مع النجومية في موسم 2004 - 2005 لتغير وضع اللاعب الآن.