قال سكان الحدود بين مصر وقطاع ومصادر محلية أن السلطات المصرية تتفاوض حاليا مع العشرات من الأسرة المقيمة بالمنطقة الحدودية لتعويضهم وإيجاد منازل بديلة لهم داخل بلدة رفح الحدودية بما يتيح استكمال الأعمال الخاصة بالجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر أسفل خط الحدود. وقال سليمان البعيرة رئيس المجلس الشعبي المحلي لمدينة رفح : معظم هذه المنازل تصدعت حيث يمر أسفلها العشرات من أنفاق التهريب مما اثر عليها وأصبحت على وشك الانهيار. وأضاف أن هناك ما بين 150 إلى 170 أسرة تعيش في هذه المنطقة التي تقع عند بوابة صلاح الدين الحدودية شمالي معبر رفح وهي المنطقة التي تتركز فيها معظم أنفاق التهريب. وتابع أن السكان المحليين موافقين تماما على نقلهم من المنطقة الحدودية مقابل تعويضهم بمساكن بديلة وان أغلب السكان قد تقدموا بطلبات لنقلهم بسبب التصدعات التي حدثت بالمنازل الموجودة. وأضاف أن هناك أكثر من مكان مطروح الآن لتعويض المضارين من عمليات التهجير التي ستتم منها منطقة مزرعة التعمير برفح إلا ان السكان يفضلون مكان آخر بعيدا عن المزرعة باعتبار أنها منتجة وان هناك مواقع أخرى بديلة. وقال مسؤول محلي بمدينة رفح أن هناك عدة أماكن بديلة لنقل المضارين منها منطقة أبو شنار والأحراش وانه حتى الآن لم يتم الاستقرار على مكان نقل سكان الحدود ، وان اجتماعا عقد يوم الاثنين داخل مدينة رفح بين محمد الكيكي السكرتير العام لمحافظة شمال سيناء ورئيس مركز ومدينة رفح ولجنة تم تشكليها لبحث البدائل المطروحة لتعويض السكان. وأضاف انه من المخطط بناء وحدات سكنية جديدة للسكان بالتعاون مع وزارة الأوقاف تتراوح مساحتها ما بين 63 متر مربع إلى 70 متر مربع وبإيجار شهري 120 جنيه وبدون أي مقدم فيما سيقوم مجلس المدينة ببناء وحدات أخرى. ويقول احد سكان الحدود الذي لقب نفسه بأبو سالم انه في حالة استكمال أعمال غرس الأسياخ الحديدية في باطن الأرض لاستكمال عمليات بناء الجدار على الحدود بين مصر وغزة فان ذلك سيؤدي إلى انهيار منازلهم التي تصدعت نتيجة الأنفاق التي تسير أسفلها. وأضاف أن معظم السكان طالبوا بتعويضهم وتهجيرهم إلى مناطق أخرى خوفا على حياتهم وحياة أسرهم. ودفعت مصر تعويضات للسكان المحليين الذين انتزعت أشجارهم خلال أعمال الحفر التي تمت في مناطق أخرى على الشريط الحدودي أثناء أعمال الجدار الفولاذي. وقال مصدر أمني طالب عدم الكشف عن اسمه أن أعمال الجدار الفولاذي متوقفة الآن في منطقة صلاح الدين لحين إخلائها من السكان حيث أن التعامل معها يحتاج إلى الحرص لأنها الأكثر كثافة من ناحية عدد السكان والمنازل. وتأمل إسرائيل في أن يكتمل الجدار الذي تقيمه مصر تحت الأرض على حدودها مع قطاع غزة بحلول نهاية العام وتهون مصر من شأن العمل الذي يجري على امتداد الحدود البالغ طولها 14 كيلومترا، لكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع تندد به وتصفه بأنه "جدار الموت" الذي يمكن أن يكمل حصارا تقوده اسرائيل عبر إزالة أنفاق التهريب من شبه جزيرة سيناء.