شدد أطباء الطب البيطري بجامعة القاهرة أمس الأحد علي ضرورة مراعاة اشتراطات صحة وسلامة رسائل اللحوم التي بدأت مصر في استيرادها مؤخراً لمواجهة الارتفاع القياسي لأسعار اللحوم البلدية. وحذر الدكتور محمد خالد المسلمي أستاذ الرقابة الصحية علي اللحوم ومنتجاتها من التهاون في مراقبة الثلاجات التي تحفظ بها تلك اللحوم والتأكد من عدم تذبذب درجة حرارتها منعاً لنمو وتكاثر الميكروبات التي تشكل خطورة علي صحة الإنسان، مشيراً إلي أن اللحم المبرد القادم من نيوزيلندا وأورجواي والبرازيل وجورجيا وإثيوبيا الذي يتم ذبحه بمجازر سفاجا والعين السخنة ويوزع علي المحافظات تتراوح مدة صلاحيته بين 3 و6 أيام بشرط حفظه في درجة حرارة من صفر إلي 4 درجات مئوية ويكون صالحاً للاستهلاك الآدمي طالماً لم يظهر عليه أي من علامات الفساد سواء كان تغيراً في اللون أو الرائحة أو القوام. وأشار المسلمي في الندوة التي نظمتها كلية الطب البيطري أمس عن صحة وسلامة اللحوم المستوردة إلي أنه من علامات فساد اللحوم المبردة تحول لونها إلي اللون الأخضر المدرج أو البني أو الرمادي بفعل تكون المركبات المؤكسدة بفعل البكيتريا أو ظهور وميض فوسفوري علي سطح اللحم تسببه الميكروبات الوميضية التي تلوث غرف تبريد السفن، ويمكن وجوده في صالات الذبح ومخازن تبريد اللحوم بصورة دائمة. وأضافت الدكتورة ندا خليفة منصور أستاذة الرقابة الصحية علي اللحوم ومنتجاتها أنه من الثابت علمياً أن الجاموس في الهند وباكستان مصاب بدرجة عالية تتراوح بين 70% و100% بدودة الساركوسست، وأن هناك أنواعاً عديدة من حويصلات الساركوسست يمكن أن تسبب عدوي للكلاب والقطط والخنازير والدجاج ظهرت علي الساحة في الآونة الأخيرة ومنها أنواع تجعل اللحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي، مؤكدة أنه لا توجد طريقة مثلي أو عملية لاكتشاف هذه الحويصلات باللحوم، خاصة أنها لا تري بالعين المجردة في غالبية الأحيان والأعقد من هذا أن سبب الإصابة في حيوانات الذبح تصل في غالبية الأحيان إلي 100% إذا ما تم فحصها مجهرياً بما يستلزم رفض الرسالة المستوردة كلياً إن وجدت فيها تلك الحويصلات اللحمية. وأوضحت أن اختزال مشاكل اللحوم المستوردة في الساركوسست فقط لا يمثل حل المشكلة لأن اللحوم المستوردة لها حيثياتها المختلفة بدءاً من فحص الحيوانات قبل الذبح وبعده ونقلها إلي المجازر، ثم تبريدها وتجميدها ونقلها في الشاحنات إلي البلد المستورد.