«تمرُّد» إبداع العبقرية المصرية.. ومتفائل بمستقبل مصر رغم أن «الإخوان لا يدعون إلى التفاؤل» الإخوان أصعب من مبارك.. لكن التغلب عليهم ليس مستحيلا إذا توحد الشعب
رغم سنه الكبيرة وحالته الصحية -أمد الله فى عمره وشفاه- يتصدر الروائى الكبير بهاء طاهر جماعة المثقفين فى الدفاع عن وجه مصر وثقافة مصر وتاريخ مصر ضد الهجمة الشرسة والعدوان الوحشى على وزارة الثقافة، منذ أن جاءها وزير يضع نصب عينيه، ولهذا جاء، تدمير الثقافة المصرية والسعى بكل بطش وعصبية وفتونة لإقصاء الجميع وإزاحة الجميع والتمكين فقط لجماعة الإخوان المسلمين ومُواليهم فى المناصب الثقافية وصولًا إلى الهدف الكبير «أخونة وزارة الثقافة» ضمن مخطط أخونة مؤسسات الدولة التى يكدون ويهرولون فى سبيل إنفاذه فى أسرع وقت، وهو عنهم ببعيد!
أمر مضحك للغاية أن يكون الشاعر الكبير سيد حجاب والفنان التشكيلى محمد عبلة والروائى القدير صنع الله إبراهيم.. زعماء الشبيحة الآن فى مصر!
بهاء طاهر الأيقونة الأكبر والأشهر فى اعتصام المثقفين بمكتب وزير الثقافة منذ الأسبوع الماضى، ورغم المحاولة البائسة التى قام بها بعض الإسلاميين الموالين والمؤيدين لوزير الثقافة المتأخون، للهجوم على المعتصمين ومحاولة فضه بالقوة، إلا أن هذا لم يمنع الكبير بهاء طاهر من الاستمرار فى الاعتصام وبث دفقات من الحماسة والطاقة والإيمان فى نفوس المعتصمين يقينًا بنبل الدفاع عن أهم ما يستحق الدفاع «ثقافة مصر وحضارتها» الباقية رغم أنف الحاكمين!
«متفائل بمستقبل مصر»، عبارته التى لا تفارقه ويكاد يكررها فى كل مناسبة أو حديث، كما ابتسامته الوادعة المرتسمة على ملامح وجهه الطيب، التى تبث التفاؤل فى نفوس محيطيه، رغم كل ما يتعرض له الوطن.. «أنا عادتى متفائل أعمل إيه»، ورغم تعبه وكبر سنه فإنه يواصل معركته بثبات وقوة ضد الحرب الإخوانية على الثقافة المصرية.. و«نيتهم فى تغيير وجه مصر لا الثقافة المصرية فحسب» كما يقول، يسخر من هؤلاء الذين يدعون أنهم حماة الدين يتساءل: «هو إحنا كفرة يعنى؟»، يؤكد أن المستقبل بين أيادى أبناء الوطن وشباب الثورة «هما دول الأمل»، يؤكد أن جماعة الإخوان أتت لتغيير وجه مصر الثقافى، لكن على الشعب أن يقول كلمته يوم 30 يونيو فهو «يوم الحسم»، وأن الإخوان «ليسوا أعصياء على السقوط كما أسقط المصريون نظام مبارك»..
■ هل اعتصام المثقفين قادر على إجبار النظام على تغيير وزير الثقافة أو حتى تعديل المسار؟
- مبدئيا، عندما أعلن عن تعيين الوزير الجديد خرجت دعوات كثيرة تدعو إلى إقالته، فقلت لعدد من المثقفين إن هذا الوزير لن يُقال ولن يُعزل من منصبه لأن من أتوا به يعرفون ما الذى يفعلونه ولماذا يضعونه فى مثل هذا المنصب، لأنه سوف ينفذ السياسة التى يريدونها، ولذلك فأنا ليست لدىّ أى أوهام أن هؤلاء الحكام ممكن أن يستجيبوا لضغط شعبى أو لضغط المثقفين أو أى جهة ما فى مقابل خطتهم المعلنة والمنفذة ليس لتغيير وجه الثقافة المصرية فقط بل لتغيير وجه مصر بالكامل.
فهذا الوزير جاء لكى يساعد فى تغيير وتبديل وجه الثقافة المصرية وتغيير وجه مصر، وأعلن عن ذلك بوضوح عندما قال فى مسجد رابعة العدوية إنه جاء لينشر الثقافة الإسلامية كما لو كان الشعب المصرى كافرًا، فلا أحد يزايد على إسلام المصريين وتدينهم واحترامهم ثقافتهم سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين، فهذا الشعب متدين، وشعب اخترع التدين وأول شعب آمن بالرسالات السماوية عندما نزلت، بل ودافع عنها وقدم ملايين الشهداء فى سبيل ذلك، فلا يمكن لأحد أن يزايد على إسلامنا أو مسيحيتنا ولا على تديننا ولا على ثقافتنا.
■ قلت فى تصريح سابق «إن وزير الثقافة الجديد جاء ليضرب ثقافة مصر فى مقتل» رغم أنه يدعى أنه جاء لتطهير الثقافة المصرية من الفاسدين! حسب قوله.
- وهو بالفعل كذلك، أداة لضرب الثقافة المصرية فى مقتل، ومن يريد أن يُصلح أو يُعالج الثقافة المصرية لا بد أن يكون أولًا «مثقفًا» له تاريخ ثقافى معروف، وليس تاريخًا غير معروف، ورؤية معروفة أيضا، وكل ما قاله من أول ما وصل إلى منصبه كوزير للثقافة أنه أتى كى يطهر ويُخرج الفاسدين من الوزارة، وكما قلت مسبقًا أهلا وسهلا به لكن كل هذا يكون فى إطار قانونى لا بطريق القرارات الفوقية.
■ هل كنت تعرف أو تسمع عن وزير الثقافة الحالى؟
- صراحة لم أسمع به قبل ذلك، وأول مرة أسمع به عندما أصبح وزيرًا، وبالمناسبة ليس عيبًا أن يكون مجهولًا وبعد ذلك يصبح وزيرًا، المهم أن يثبت بعد وصوله إلى منصبه بأنه جدير بالمنصب، لا غبار أن لا يكون نجمًا أو معروفًا ويكون وزيرًا للثقافة، لكن بشرط أن يثبت جدارته بالوظيفة وبمنصبه.
■ كان المثقفون يتحفظون على أداء كثير من قيادات وزارة الثقافة، فلماذا يعترضون الآن على اتجاه الوزير الجديد لتغييرهم؟
- السبيل الوحيد لتغيير أى قيادات هو الإطار القانونى، إما من خلال النيابة الإدارية إما من خلال النيابة العامة وإما من خلال أى جهة رقابية، لكن ليس بقرارات فوقية ثم بعد ذلك يقول سوف نعلن عن السبب لاحقًا، هذا لا ينفع، وهذا يذكرنى ببيت الشعر لوليام شكسبير عندما قال «اشنقوه ثم حاكموه»، وما يفعله الوزير الجديد بأى حال لا يصلح.
لا بد من أن تكون هناك إجراءات قانونية لإثبات فساد من هو فاسد وخروج أى شخص على القانون يُحاسب بالقانون لا بالقرارات الفوقية غير المبررة، وعندما يستبعد وزير الثقافة الفنانة العالمية إيناس عبد الدائم من منصبها كرئيس لدار الأوبرا المصرية، ويبرر ذلك بقوله إنها تقوم بعمل حفلات فى دار الأوبرا «مش بتجيب فلوس» فما ذنبها هى؟ هناك أجهزة فى الوزارة هى التى تكون معنية بذلك، وتكون مسؤولة عن التسويق ومسؤولة عن ترويج الأعمال الفنية وأنشطة دار الأوبرا، هل من المفترض أن تقوم إيناس عبد الدائم بدور هذه الأجهزة أيضا؟! يكفى أنها فنانة عالمية نهضت بدار الأوبرا المصرية على مدار سنوات، وتقدم أعمالًا رائعة، والمثقفون داخل وخارج مصر يحترمونها ويحترمون ما تقدمه لدار الأوبرا وللثقافة المصرية.
■ بمناسبة الحديث عن دار الأوبرا المصرية.. هل هناك بالفعل اتجاه لإلغاء فن الباليه؟
- صراحة لا توجد لدىّ معلومات فى ذلك، لكنهم طوال الوقت يهاجمون فن الباليه بدعاوى أنه يحض على ما يسمونه الرذيلة، وبالمناسبة أنا رأيت فيديو أذاعه الإعلامى وائل الإبراشى، كان عبارة عن حوار بين أحمد عبد المعطى حجازى ومحمد مرسى على إحدى القنوات الفضائية وقت أن كان مرسى رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين فى مجلس الشعب، وهاجم فن الباليه، قال إنه فن يحض على الرذيلة، وقال عبد المعطى حجازى إن من يرى أن فن الباليه فن يحض على الرذيلة فهو شخص غريب، فقال له «تحدث عن نفسك».. هناك أناس يرون أن الباليه شىء يحض على الرذيلة!
■ فى اعتصام وزارة الثقافة كان المثقفون يحاولون نقل صورة حضارية لاعتصامهم عندما قام شباب الأوبرا بأداء رقصة «الزوربا اليونانية» العالمية أمام مقر الاعتصام. كيف تقرأ هذا المشهد؟
- هذا أفضل ما فى الاعتصام، وهذا ما سيحدث فى حال لو أخرجونا بالقوة من داخل الوزارة، فستكون الأنشطة فى الشارع يشاهدها جميع المصريين.
■ كيف ترى ما حدث من هجوم لليمين المتطرف على اعتصام المثقفين؟
- من يريد أن يُخرجنا من الوزارة أهلا وسهلا به، نحن مثقفون وحضاريون، ونحن موجودون فى الوزارة بصفة قانونية، وسلميون نلتزم بالسلمية هذه الوزارة اسمها وزارة المثقفين، ولم نستعمل العنف فى الدخول إلى مقر الوزارة، ولن نستعمل العنف حتى لو قاموا بإخراجنا بالقوة، من يعتصمون بالوزارة هم «ألف غاندى»، ونؤمن بعدم استعمال العنف أو حتى الرد على العنف، أما وصفنا بالبلطجية والشبيحة كما قال هؤلاء فهذا «أمر مضحك للغاية»، يبقى إذن زعماء الشبيحة حاليا هم الشاعر الكبير سيد حجاب والفنان التشكيلى محمد عبلة والمخرج خالد يوسف، هؤلاء هم زعماء الشبيحة الآن فى مصر!
■ هل اجتمع الوزير بكم أو دعاكم إلى اجتماع معه قبل ذلك؟
- لا قبل كدا ولا بعد كدا، وعمومًا نحن دخلنا وزارة الثقافة والأبواب مفتوحة، ولم يمنعنا أحد من الدخول أو يعترضنا أحد، ولو أراد أن يقول شيئًا لنا مباشرة فليقله، أما استخدام ألفاظ وكلمات لا تليق بمثقفى مصر فهذا سلوك غير شجاع.
■ فى حال عدم إقالة وزير الثقافة.. ما الطرح البديل للمثقفين؟
- أؤكد ثانية أن وزير الثقافة الجديد لن يستبعد على الإطلاق من وزارة الثقافة، وإن لم يكن الاعتصام بداخل الوزارة سيكون على رصيف الوزارة بالخارج، ومن هم على رصيف الوزارة أكثر بكثير ممن هم داخل الوزارة، وبكل وضوح وصراحة وأؤكد مرارا وتكرارا لو يريدون أن يخرجونا فليخرجونا أيا كان من هم، كل يوم نسمع كلامًا أن أنصار الشيخ كذا يأتى ليهاجم الاعتصام ولا أعرف ما علاقتهم بالثقافة كى يتدخلوا فى أمر كهذا، نحن دخلنا الاعتصام من الباب لم نقتحم الوزارة، ولم نفعل أى سلوك غير حضارى، الأبواب كانت مفتوحة مشرعة للدخول وسنخرج أيضا دون عنف.
■ وما النتيجة إذن؟
- النتيجة يوم 30 يونيو القادم، هذا هو يوم الحسم، إذا نزل المصريون إلى الشوارع والميادين كما أشعر، فسيكون يومًا مصيريًّا فى حياة المصريين، ليس ضروريًّا أن يكون 30 يونيو هو الحسم بالمعنى الحرفى والمباشر، ممكن يكون بعد يوم واحد أو 2 أو 3 يوليو، لكن الأهم هو نزول المصريين يوم 30 يونيو، واعتصامهم وإصرارهم على مطالبهم، وأنا أرى أن هناك ما يشبه الإجماع عند كل من أقابلهم من سائقى التاكسى أو الناس فى المقاهى والمحلات التجارية. هناك إجماع لديهم على النزول يوم 30 يونيو.
■ كيف تقيم دعوة تمرد الهادفة لسحب الثقة من محمد مرسى؟
- «تمرد» نوع من الإبداع الحقيقى الذى أفرزته العبقرية المصرية. المصريون عندما يضيق بهم الحال يقومون بمثل هذه الحكاية، قمنا بها أيام الاحتلال الإنجليزى عندما رفض الاستعمار الإنجليزى إلغاء الحماية المفروضة على مصر، وسدت كافة السبل والمنافذ أمام المصريين، فابتكر الشعب المصرى هذه الحكاية، وقام المصريون بجمع هذه التوكيلات لتوكيل سعد باشا زغلول وحزب الوفد للتحدث باسم المصريين، وحدثت مرة أخرى قبيل ثورة 25 يناير عندما قام مئات الآلاف من المصريين بالتوقيع على بيان الجمعية الوطنية للتغيير والسبعة بنود التى صاغها الدكتور محمد البرادعى، والمفارقة أن من بين من كانوا يقومون بجمع التوقيعات جماعة الإخوان المسلمين، فهذا اختراع مصرى صرف، ولما يضيق بنا الحال نلجأ إليه، ونحن ضاق بنا الحال فى حكم الإخوان المسلمين، هم قاموا بغلق كل السبل والمنافذ أمامنا.
■ هل تتوقع سقوط الإخوان قريبًا؟
- لا أتوقع ذلك.
■ لماذا قلت إذن على يوم 30 يونيو إنه يوم الحسم؟
- يوم الحسم أى أنه اليوم الذى سوف تتضح فيه الأمور، لا يوم الحسم الذى سوف يُعلن فيه سقوط الإخوان، وسيعلن فيه على الأقل وسيتضح فيه مدى شعبية التيار المدنى الذى يطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة عند المصريين، وعلى أى حال فإن مثل هذه الأمور يحسمها الواقع لا النبوءات أو التوقعات، لكن يوم 30 يونيو سيظهر الحجم الحقيقى لحركة المعارضة ضد حكم الإخوان، وسيظهر أيضا الحجم الحقيقى للإخوان، لأنهم أعلنوا عن النزول كذلك هم وبقية التيارات الإسلامية، وسمعت أحدًا ممن يطلقون على أنفسهم أعضاء حملة تجرد أنهم سيغلقون ميادين مصر يوم 28 يونيو، فأهلا وسهلا بهم!
■ قلت إنك لا تؤمن بالتنبوؤات وإن الواقع هو الذى يفرض نفسه كيف ترى الواقع المفروض على المصريين حاليًّا؟
- بالفعل الواقع يفرض نفسه، والواقع فرض علينا حاليا أن الإخوان فى السلطة ويستأثرون بها، ولا قدر الله فى حال فشل يوم 30 يونيو، فبعد ثلاث سنوات من الآن إذا أجريت انتخابات رئاسية لن يختار الشعب الإخوان ثانية أبدا، الشعب فقد الثقة فى مثل هؤلاء، لذلك هم لا يريدون ضمانات فى أى انتخابات قادمة، لأنهم يدركون أنهم فقدوا وجودهم فى الشارع.
■ متفائل بمستقبل مصر، أم أنها تتجه إلى منحدر الصعود كما قال مرسى؟
- رد الأديب الكبير متسائلًا هو قال كدا فعلا؟ فرددت بنعم
ضحك الكاتب الكبير وقال «احتمال يكون يقصد الصعود إلى الهاوية»، وعلى أى حال أنا متفائل على مستقبل مصر، لكن الإخوان وقوى التيار الإسلامى لا يدعون إلى التفاؤل أبدًا، فهم مستأثرون بكل شىء فى البلد ومستأصلون لكل خصومهم ولا يريدون أن يشاركهم أحد فى السلطة ولا حتى الدولة، وبعد أن كان شعارهم مشاركة لا مغالبة أصبح «افتراس لا مشاركة»، هم لا يريدون لأحد أن يشاركهم أبدا فى السلطة، ولا فى الوطن، لذلك فهناك دعاوى لأن يسموا فقط بالإخوان، وليسوا بالإخوان المسلمين، وأنا أؤيد هذه الدعوة.
■ بسبب استئثارهم بالسلطة وبالبلد هل سيكون من الصعب إسقاطهم مثلما فعل المصريون فى ثورة يناير عندما أسقطوا مبارك؟ أم أنه من العصىّ إسقاطهم؟
- هم بالفعل أصعب من مبارك.. لكن ليس من المستحيل التغلب عليهم إذا ما أجمع الشعب المصرى على ضرورة التخلص من سطوتهم.
■ وهل ترى أن المشهد يوم 30 يونيو سيكون دمويًّا أكثر مما حدث فى ثورة 25 يناير؟
- احتمال طبعا، واحتمال وارد، لكن أؤكد أن كثيرًا من الناس قرروا النزول وقابلت سائق تاكسى يقول لى أنا نازل يوم 30 يونيو حتى لو واجهنا الإخوانُ بالرصاص، وكل الناس تدرك أن الإخوان ممكن أن يلجؤوا إلى العنف ضدنا. ومع ذلك فالمصريون ليسوا مترددين فى النزول، ممكن يلجؤوا إلى العنف ولديهم أنصار «سوابق فى القتل وخلافه»، يعنى من بين من قتلوا السادات كانوا حاضرين فى لقاء مرسى الأخير عندما التقى عددًا من الجهاديين.
و«يا رب يستر على مصر أخاف عليها جدا»، لكننى متفائل بشباب الثورة، هؤلاء الذين يشعون أملًا وبهجة، ولو استخدم الإسلاميون العنف ضد المصريين، فأعتقد أن هذا سيكون الحد الفاصل لتدخل القوات المسلحة، فلن تسمح القوات المسلحة بإهدار دم الشعب المصرى، لن يكون هناك خصوم ومؤيدون بل سيقف الشعب كله خلف الجيش.
أنا مطمئن على مصير مصر، فهى لن تكون سوريا، ولن تكون أفغانستان بإذن الله، مصر هى مصر حضارة آلاف السنين، رغم أننى أسمع على المحطات المسماة بالدينية كلامًا يجعل مصر أفظع من أفغانستان، أولا من خلال تكفير كل الناس، ولديهم مقولة ثابتة وهى «العلمانيين الكفرة»، وما إلى ذلك، وأحيان كثيرة يقولون صراحة إنه لا بد من القضاء على كل العلمانيين الكفرة، الكفرة هم كل من ليسوا منهم، كلام فظيع يعنى أى مصرى يسمع مثل هذه القنوات فهو يخرج بدرر، وهم بالفعل لا يتورعون عن القتل وترويع الآمنين، وبالمناسبة فمسألة الشهداء وسقوط المزيد منهم لا تهمهم على الإطلاق بل لا يعلقون عليها بالأساس، والناس متوقعة مواجهة الإخوان وأنصار القوى الإسلامية لهم مواجهة دموية ومع ذلك فإنهم ليسوا خائفين منهم، «مابقاش فى أحسن من اللى راحوا»، وهذا الشعار الجميل الذى يقول «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم»، شباب الثورة يؤمنون به.