هذه ليست رسالة طالب ثانوية عامة يشكو صعوبة أسئلة الامتحان، ليست رسالة طالب متوسط يبحث عن النجاح، لكنها رسالة طالب متميز يبحث عن العدل ويشكو من غيابه، طالب يبنى حلم التفوق والتميز ثم يراه يضيع منه بقرارات المسؤولين خارج اللجنة والمراقبين بداخلها. الحقيقة هى ليست رسالة طالب ولكن طالبة أنشرها للمسؤولين كما هى بعفويتها بغضبها وأتمنى أن تصلهم أولا، فإن وصلت يفهموها.
تقول الرسالة:
«أنا كطالبة فى ثانوية عامة عايزة أشرح لحضرتك أكتر من مشكلة:
اعترف الوزير أن امتحان العربى صعب وكلام عن إلغاء الأسئلة الصعبة وده لتهدئة الإعلام، والحقيقة أن الإعلام بيغفل عن سؤال تقنى جدا هو إزاى هتتوزع درجات الأسئلة الصعبة اللى هتتلغى دى؟
لو فى سؤال إتلغى واتوزعت درجاته يبقى إحنا ظلمنا الطالب مرتين:
مرة بالأسئلة المعقدة.
ومرة بأن الطلبة المتميزة اللى حلت الأسئلة الصعبة مش هتاخد درجتها وهينزلوا أكتر.
بخلاف ظلم وقع على الجميع المتميز والمتوسط والعادى بتسريب الامتحانات والإجابات اللى ظهرت فى اللجان على البلاك بيرى.
وبالنسبة لموضوع الغش اللى هما بيكافحوه، فالأدلة على تسريب الامتحانات والغش مالية كل مكان، وأحب أحكى للمسؤولين قصتين للغش اللى بيقضى على مجهود طالب بقاله سنتين بيحلم إنه يتفوق ويتميز.
فى لجنة العربى: اتساهل المراقبين مع بنات بينقلوا من ورق وسامحوهم من منطلق «حرام مستقبلها هيضيع» اللى بيمشى عليه جميع المدرسين الأفاضل، اللى بيغش مستقبله مايضيعش بس اللى بيطلع عينه مذاكرة وتعب مستقبله يضيع وأحلامه عادى ويتساوى باللى ماعندوش فكرة.
المهم نظرا لصعوبة امتحان العربى لم أتدخل أو أعترض لأنى كنت فى هم تانى.
يوم الإنجليزى اتكرر نفس الكلام، بس اللجنة بدأت تتكلم وتزيط كأننا فى ملاهى، يعنى غش وشوشرة، ثم بدؤوا المدرسين يشاركوا البنات حالة التعاون والزيطة، طلبت من المدرس إنه يسيطر على اللى بيحصل فى اللجنة، لن أتحدث طبعا عن رد فعل زميلاتى وكل ما به من تهديد وترويع، ولكن هاحكى لك عن رد فعل المدرس اللى ماستجابش لطلبى.
قلت له: «طب لو سمحت عايزة رئيس اللجان»، قال لى: ليه؟ قلت: عشان اللجنة بايظة وده ظلم، قال لى صراحة: «هنتهمك بالغش وإنك كنتى عاملة مشاكل فى اللجنة».
بصراحة انبهرت، خرجت فورا أدور على رئيس اللجان، رفضوا السماح لى بالدخول، اتلموا بقية المراقبين حكيت لهم اللى حصل، رد المراقب قال: «كدابة» قلت له: «طب احلف» فاتكسف وسكت.
لما حسوا إن فى شوشرة بدأ التخويف، حاولت أستعين بأمى فى هذه المعركة، لكن أمى كان رأيها «اتلمى عشان مايستأصدوكيش وخليكى ساكتة ده تعب سنتين حرام عليكى». أنا باحكى لحضرتك عن الظلم اللى باعيشه بقالى سنتين مش بس السنة دى.
السنة اللى فاتت بعد النتيجة عملنا تظلمات وطلعلنا درجات ماخدنهاش، والإجابة اللى كانت بتتقال لى «عوضك على ربنا عوضيها السنة الجاية».
أنا صدقت الجملة دى السنة اللى فاتت، بس بعد امتحان العربى عايزة أصرخ فى كل المسؤولين وأقولهم إحنا مش بندور على النجاح، إحنا بندور على النص درجة علشان بتفرق فى حياتنا كلها.
دلوقتى النغمة اللى شغالة «انسى العربى وركزى فى المواد الجاية».
أنا مش هانسى حاجة، كل الناس ضحكوا عليا أما قلت والله ماهسيب حقى السنة دى، وقالوا «طفلة هتعمل إيه؟».
أقل حاجة أقدر أعملها إنى أتكلم من خلال حضرتك عن حقى فى العدل اللى بيضيع، أتكلم عن نفسى بدل ما المسؤولين عمالين يتكلموا عننا بصفة الغائب «الشباب الشباب.. الشباب هما اللى هيبنوا.. وهما اللى واللى..». عايزة أقول لمسؤولى التعليم فى مصر لو عايزنا نبنى فعلا ماتهدوش علينا أول دور بنحاول نطلع بي