ضمن سلسلة من القرارات والإجراءات المفاجئة التى اتخذتها السلطات السعودية لتنظيم أعداد الحجاج والمعتمرين لهذا العام، بسبب التوسعات التى تجريها فى الحرم المكى، أبلغت السفارة السعودية بالقاهرة وزير الداخلية المصرية بقرار رسمى من السلطات السعودية بتخفيض عدد الحجاج المصريين بنسبة 20% فى ما يعد صفعة جديدة على وجه السياحة المصرية وضربة قاصمة لشركات السياحة. كان عدد الحجاج خارج المملكة العربية السعودية الذين أدوا فريضة الحج العام الماضى نحو 1.7 مليون حاج، وفى حال تخفيضها بنسبة 20% فإنها ستصل هذا العام إلى نحو 1.4 مليون حاج، ويبلغ حجاج الداخل نحو 1.2 مليون حاج، سيتم تخفيضها بنسبة 50%، وبالتالى سيصل عددهم إلى 600 ألف حاج هذا العام، ومن ثم يصبح العدد الإجمالى لحجاج هذا العام نحو 2 مليون حاج مقابل 3 ملايين حاج العام الماضى.
كانت السلطات السعودية ولنفس السبب قررت تخفيض عدد المعتمرين إلى 500 ألف معتمر على مستوى العالم، وتبعتها بلائحة تنظيمية تنص على أن المدة المسموح بها للتأشيرة 15 يوما فقط منذ وصول المعتمر إلى الأراضى السعودية وحتى مغادرته لها بعد أداء العمرة، بالإضافة إلى إلزام المعتمر بالسفر خلال أسبوعين فقط من حصوله على التأشيرة، وهو ما اعترضت عليه فى حينه غرفة شركات السياحة.
هشام زعزوع وزير السياحة قال فى تصريحاته عقب صدور القرار إن المملكة اتخذت القرار على خلفية توسعة الحرم المكى، مؤكدا تقدير مصر الإجراءات التنظيمية التى تتخذها المملكة العربية السعودية لتنظيم الحج هذا العام، ولكنه شدد فى الوقت ذاته على أنه كان من الضرورى إعلامنا بالقرار فى وقت مبكر عن ذلك، نظرا لوجود قرعة للحج تم إجراؤها بالفعل، وهو الأمر الذى يجعلنا فى مأزق بالنسبة للفائزين فى القرعة.
ومن المعروف أن نصيب مصر الرسمى من تأشيرات الحج يبلغ 80 ألف تأشيرة سنويا يتم تقسيمها على عدد من الجهات التى تقوم بتنظيم رحلات الحج، حيث تحصل شركات السياحة على 30 ألف تأشيرة سنويا وتمت زيادتها هذا العام إلى 37 ألف تأشيرة، وذلك بعد اقتطاع 7 آلاف تأشيرة من وزارة الداخلية التى تشرف على تنظيم رحلات حجم القرعة ليصل عدد تأشيراتها هذا العام إلى 24 ألف تأشيرة، وتحصل وزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية على نحو 12500 ألف تأشيرة يتم توزيعها على الجمعيات الأهلية، و7500 تأشيرة يتم توزيعهم على الوزارات والهيئات المختلفة.
من جانبه، أكد إيهاب عبد العال أمين صندوق غرفة شركات السياحة، والموجود حاليا فى المملكة العربية السعودية، أن قرار تخفيض عدد تأشيرات الحج سيكون له تأثيرات مباشرة على شركات السياحة، ولكنه لن يكون مثل تخفيض أعداد المعتمرين الذى جاء متأخرا، ولم تتخذ شركات السياحة أى قرار حتى الآن بشأن موسم العمرة بعد فشل المفاوضات مع الجانب السعودى، مضيفا أنه ما زال أمامنا وقت لترتيب أوضاعنا قبل بداية موسم الحج، ونفس المشكلة التى واجهتنا فى العمرة ستواجهنا أيضا فى الحج وهى رد مقدمات الحجز للحجاج. وستصدر غرفة شركات السياحة بيانا رسميا بعد العودة من الأراضى السعودية لتوضيح أزمة العمرة والحج هذا العام، ونسعى أيضا لرصد الخسائر التى تعرضت لها شركات السياحة العاملة فى مجال السياحة الدينية جراء هذه القرارات المفاجئة، عبد العال أكد أنه سيكون هناك نحو 16 ألف تأشيرة عجز فى تأشيرات الحج هذا العام بعد قرارات التخفيض، ولا نعرف كيف سيتم احتسابهم حتى الآن، وكيف سيتم توزيعهم على الجهات المنظمة للحج هذا العام.