على هامش الوقفة الاحتجاجية التى نظمها المثقفون أمام دار الأوبرا، قال الكاتب مكاوى سعيد ل«الدستور الأصلي » إن التغييرات السريعة والحادة التى قام بها وزير الثقافة تؤكد أنه جاء على رأس وزارة الثقافة لينفذ أجندة محددة وضعها تيار بعينة لتقويض الحركة الثقافية، مضيفًا أن «جميع المؤشرات تدلل على الاتجاه لأخونة الثقافة، الأمر الذى من المستحيل إتمامه أو اكتماله، وهو ما لم ولن يوافق عليه المثقفون ولن ينصاعوا له تحت أى ضغوط».
صاحب «تغريدة البجعة» أشار إلى أن جموع المثقفين يرغبون فى إلغاء الوزارة، لأنها تعطل الأعمال الثقافية بدلًا من الدفع بعجلتها إلى الأمام، مضيفًا أن «اللعبة التى يلعبها الإخوان المسلمون مع الثقافة والمثقفين لعبة خاسرة، وستكلفهم كثيرًا»، لافتًا إلى أنه «إذا وُجِد من يدير الوزارة بطريقة سليمة وبشكل متجرد بعيد عن التوجهات والأجندات فلا مانع من وجوده وأهلًا به، على أن يمثِّل وجوده فترة انتقالية حتى إلغاء الوزارة».
رئيس هيئة الكتاب المُعفَى من منصبه أحمد مجاهد قال بدوره إن ما يحدث للثقافة لا يمكن وصفه إلا ب«العبث»، وإنه «محاولات إخوانية لطمس الهوية الثقافية لمصر»، مضيفًا أن «الأمور لم تتغير منذ عهد الرئيس السابق حسنى مبارك وإنما تزداد سوءًا»، واصفًا موقف وزير الثقافة الدكتور علاء عبد العزيز ب«المخجل»، وقال «إعفائى من منصبى أراحنى من المتاعب والمسؤولية، وأستطيع من الآن المشاركة فى رفض ما يحدث من انتهاكات واعتداءات على الثقافة المصرية كمواطن مصرى ومثقف فقط».
الناشر محمد هاشم صاحب دار «ميريت للنشر» قال إن المثقفين «يحاولون انتزاع حقوقهم ممن يحاولون اغتصابها والاعتداء عليها»، مضيفًا أن اجتماعًا ضمّ عشرات المثقفين والفنانين منهم أحمد مجاهد، والأديب والشاعر شعبان يوسف، والمخرج حامد سعيد، والفنان يحيى خليل، والمخرج المسرحى عصام السيد، والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة سعيد توفيق، وأمين عامّ المجلس الأعلى للثقافة بالإنابة طارق نعمان، توافقوا خلاله على الاعتصام بدار الأوبرا المصرية ثلاثة أيام، على أن ينتهى الاعتصام صباح الأحد بالتحرك فى مسيرة ضخمة إلى وزارة الثقافة ومنع علاء عبد العزيز من دخول مكتبه.
الشاعر أسامة عبد الصبور علّق على قرارات الوزير ل«التحرير» قائلًا «ربّنا يهدى»، مضيفًا «بعد دخول الدكتور علاء عبد العزيز إلى وزارة الثقافة أصبحت أى شىء إلا أن تكون وزارة، فهو يتخذ قرارات عبثية يغلب عليها طابع التوجيه، وتابع «النمط الإدارى المحترم يقول إنه إذا كانت هناك مخالفات من أى شخص تتم إحالته للتحقيق ويتم اتباع الإجراءات القانونية معه، ولكن اتخاذ قرارات بهذا الشكل تؤكد وجود حالة من التعمد والتعسف».
عبد الصبور أضاف أن «إقالة القيادات كردود أفعال انفعالية وخروجها بهذا الشكل المؤسف تسىء للثقافة المصرية»، واصفًا إقالة رئيس قطاع الفنون التشكيلية صلاح المليجى، ورئيس دار الأوبرا إيناس عبد الدايم، ب«كلام فاضى يصل إلى حد العبث»، وتابع «قلة خبر وزير الثقافة ومَن حوله تمنعه من الاستمرار فى المنصب أكثر من ذلك. عليه أن يرحل ليريح ويستريح ويترك الأمور لأهلها».