أثارت عودة الرئيس مبارك للظهور علي الساحة السياسية ورئاسته اجتماعا لمجلس الوزراء الكثير من ردود الأفعال العالمية والدولية، حيث تساءل العديد من وسائل الإعلام والصحف ووكالات الأنباء والمواقع العالمية عن قدرة الرئيس مبارك علي مواصلة مهام الرئاسة إلي جانب تساؤلات أخري طرحت بشأن مستقبل نظام الحكم الحالي في ظل التهديد الذي تشكله جبهة المعارضة الجديدة المتمثلة في الجمعية الوطنية للتغيير والتي تشكلت برئاسة الدكتور محمد البرادعي. صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نشرت تقريرًا اكتفت فيه بالتساؤل عن مستقبل نظام الرئيس مبارك الذي عاد للفور من دور النقاهة من العملية الجراحية التي أزال فيها الحوصلة المرارية، مؤكدة أن الرئيس مبارك الذي يبدأ عامه الثالث والثمانين خلال أقل من شهر واحد لم يتخذ أي خطوات إيجابية تدل علي أنه ينوي الترشح للرئاسة لفترة جديدة، وفي الوقت نفسه لم يعين نائبًا له ليرد علي التكهنات بشأن توريث الحكم لابنه جمال مبارك. موقع «بوليتيكس» السياسي البريطاني قال في تقرير له أمس إن ظهور الرئيس مبارك هذه المرة يختلف كثيرا عن المرات السابقة، فالمرة الحالية أيد الكثيرون ظهوره لكي يطمئنوا إلي أن رحلة المطالبة بالتغيير لن تطول بطول مدة أي رئيس جديد - من الحزب الوطني الحاكم- وهي ست سنوات، مشيرا إلي أن الحركات المعارضة الحالية لحكم الرئيس طورت تفكيرها من المطالبة بزوال الحكم الذي يعتبرونه استبداديا، إلي زوال المواد الدستورية التي قد تساعد أي حاكم مقبل علي أن يكون مستبدا. من جانبها قالت إذاعة «صوت أمريكا» الأمريكية إن الرئيس مبارك أثار الكثير من الجدل بنفسه عندما أعطي كل صلاحيات رئيس الجمهورية لرئيس الوزراء أحمد نظيف خلال رحلته التي أجري فيها العملية الجراحية في ألمانيا، حيث إن الرئيس بهذه الطريقة أثار قلق المصريين بشأن احتمال تدهور حالته الصحية بشكل شديد قبل أن يتخذ إجراءات تطمئن المصريين إلي مستقبل السلطة في مصر. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن اجتماع الرئيس مبارك بالوزراء في شرم الشيخ مجرد محاولة للتأكيد علي عودة الأمور لطبيعتها في مؤسسة الرئاسة. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن المصريين يرون حاليًا أن الرئيس مبارك يجب ألا يعيد ترشيح نفسه للانتخابات رئاسة الجمهورية العام المقبل، إلا أنهم يخشون في الوقت نفسه من احتمال أن يقوم الرئيس مبارك بتمرير الحكم إلي نجله جمال، مؤكدة أن عدم إعلان الرئيس مبارك ما إن كان سيعيد ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة أم لا إلي جانب إصراره علي عدم تعيين نائب لرئيس الجمهورية تثير الكثير من الجدل في الأوساط السياسية المصرية. بدورها قالت القناة العاشرة الإسرائيلية إنه بعد تماثل الرئيس المصري للشفاء من عمليته الجراحية بألمانيا يحاول مبارك التأكيد أن الأمور عادت لمجاريها المعتادة، مضيفة أن المثال علي ذلك هو الجلسة الحكومية الأولي التي عقدها مؤخرًا وتركزت في مناقشة قضايا اقتصادية وإصدار تعليمات للوزراء بمساعدة الفقراء.