حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انفراد.. ننشر نص التقرير النهائى للجنة الخماسية ل«الجِندى»
نشر في الدستور الأصلي يوم 15 - 05 - 2013

«الدستور الأصلي» حصلت على نص تقرير اللجنة الخماسية المشكلة بقرار من نيابة قصر النيل، لإعداد التقرير النهائى فى قضية الناشط السياسى وعضو التيار الشعبى محمد الجِندى، والفصل بين نتائج التقريرين الأول والثانى، وما إذا كان قد توفى إثر تصادم سيارة أم تعذيب.

تقرير اللجنة الخماسية، الذى حصلت «الدستور الأصلي» على نسخة منه، جاء فيه «إنه بعد دراسة اللجنة الخماسية أوراق القضية الصادرة والتقارير الطبية الشرعية ومناظرة الأشعة المقطعية والأسطوانة المدمجة، وفحص الملابس الخاصة بالمجنى عليه محمد نبيل عبد العزيز محمد الجِندى، واستنادا إلى المراجع العلمية فإن اللجنة الخماسية اتفقت فى تقريرها مع ما انتهى إليه التقرير الطبى الشرعى رقم 112/2013 طب شرعى الدار فى القضية رقم 839/2013 جنح قصر النيل، من أن الإصابات المشاهدة بجثة المتوفى محمد نبيل عبد العزيز محمد الجِندى يمكن إحداثها نتيجة الاصطدام بالسيارات وفق التصوير الوارد بمذكرة النيابة، كما أكدت أنها لا تتفق اللجنة الخماسية مع ما انتهى إليه تقرير اللجنة الثلاثية رقم 69/2013 من أن الإصابات المشاهدة بجثة المذكور عاليه ناتجة عن تعد عنفى».

التقرير النهائى للجنة الخماسية ذكر أن رأى اللجنة جاء نتيجة حادثة تصادم سيارة بسبب وجود نزيف فى أكثر من مكان بالجهة اليمنى من تجويف الجمجمة وفى الجهة اليسرى من تجويف الصدر، وكذلك الكسر المذكور يمين الجمجمة وكسور الأضلاع الصدرية اليسرى من الثانى إلى السادس على نفس المستوى، التى لا يمكن أن يسببها اللكم بالأيدى أو الركل بالأرجل أو الارتطام بالحائط، إضافة إلى أن الكدمات الحرقية لا يمكن حدوثها بالانزلاق على البلاط الأملس كما جاء بأقوال الشاهد الذى وصف واقعة التعذيب أو التعدى، فضلًا عن أن كل الإصابات تمت والمجنى عليه يرتدى كامل ملابسه، ولم يشاهد بها أى تمزقات عنفية مشتبهة تدل على الاشتباك أو المقاومة، إلى جانب أن كل الإصابات حدثت والمجنى عليه حر الحركة، ولم يشاهد به أى آثار إصابية تشير إلى تقييده أو الربط بسلسلة من العنق.

وكشف التقرير أن اللجنة ترى أن كل الإصابات المشاهدة بجثة المتوفى محمد نبيل عبد العزيز محمد الجِندى، يمكن حدوثها من الارتطام المفاجئ بمركبة كبيرة مسرعة على منحدر مثل منزل كوبرى 6 أكتوبر «إصابات أولية» ثم السقوط على الأرض الأسفلتية الخشنة والانزلاق عليها مع الدوران على المنحدر «إصابات ثانوية»، وهذه الإصابات على غرار الإصابات التى تحدث للمشاة فى حوادث الطرق، ولا نرى أن الآثار الإصابية المشاهدة بالمتوفى المذكور تشير إلى تعد عنفى.

وجاء نص التقرير النهائى الذى اصدرته اللجنة الخماسية كالتالى:

بناء علي طلب النيابة بتشكيل لجنة خماسية في القضية رقم 839/2013 والمقيدة برقم 139/2013 جنح قصر النيل فقد تم تشكيل اللجنة من السادة الاساتذة الاطباء :

ا.د/ نادية عبد المنعم قطب: استاذ الطب الشرعي و السموم - كلية الطب – جامعة القاهرة
ا.د/ خديجة عبد الفتاح مصطفى: استاذ الطب الشرعي و السموم – كلية الطب – جامعة عين شمس
ا.د/ ياسر فؤاد العقيد: استاذ الطب الشرعي و السموم – كلية الطب – جامعة عين شمس
ا.د/ عبلة عبد الرحمن علي: استاذ الطب الشرعي و السموم – كلية الطب – جامعة القاهرة
ا.د/ مصطفي زين العابدين: استاذ جراحة المخ و الأعصاب – كلية الطب – جامعة القاهرة
و ذلك لابداء الرأي في القضية عاليه عما اذا كانت الأصابات و التي أدت إلي وفاة المجنى عليه/ محمد نبيل عبد العزيز محمد الجندي ناتجة عن تعرض المتوفي للاعتداء و الضرب ام لحادث سيارة لما كان من تباين بين أقوال الشهود وكذلك بين تقريرين طبيين شرعيين (أي تتفق مع اي من التصويرين كما جاء باقوال مقدم البلاغ/ محمد عبد العزيز حسين وشاهد الواقعة/ شريف عبد الجيد عبد البر و اللجنة الثلاثية من تعرض المتوفي للاعتداء و الضرب ام كما ذكر اطباء مستشفي الهلال و ما جاء في اقوال المسعفين وشهود الواقعة - موظف شركة الجو باص وضابط الشرطة و سائقة - من تعرض المتوفي لحادث سيارة اسفل كوبري 6 اكتوبر).
و بناءا عليه فقد قمنا نحن اعضاء اللجنة الخماسية بحلف اليمين امام هيئة النيابة و ندب ا.د/ نادية عبد المنعم قطب رئيسا للجنة وذلك في يوم الاربعاء الموافق 3/4/2013, كما تم ندبها وأعضاء اللجنة من قبل النيابة للقيام بأعمال التحقيق و جمع الاستدلالات و سؤال من يلزم سؤاله بشأن الواقعة و كذا الانتقال لأي جهة حكومية أو غير حكومية وصولا لحقيقة الواقعة عل ان يتم ذلك دون تحليف أحد اليمين القانونية وتسلم كل عضو صورة ضوئية لكامل ملف القضية ويشمل:
1) صورة ضوئية لمذكرات النيابة الأصلية و التكميلية
2) صورة ضوئية لأوراق طبية علاجية صادرة من مستشفي الهلال خاصة بالمجني عليه
3) ثلاث تقارير طبية شرعية :
- التقرير الطبي الشرعي رقم 327/2013 المقدم من الطبيب الشرعي / محمد خيري عبد القادر
- التقرير الطبي الشرعي رقم112/2013 المقدم من الطبيب الشرعي / علاء عبد الحليم العساسي
- التقرير الطبي الشرعي رقم 139/2013 المقدم من اللجنة الثلاثية المشكلة من الأطباء الشرعيين:
الطبيبة / ماجدة هلال فتحي القرضاوى , الطبيب / محمود احمد محمد علي , الطبيب / محمد محمد عيسي
كما تسلمت الأستاذة الدكتورة رئيسة اللجنة
4) حرز الملابس الخاص بالمتوفي
5) عدد 2 أشعة مقطعية علي رأس المجني عليه أخذت حال حياته في مستشفي الهلال
6) اسطوانة مدمجة ( CD) عليها الصور الفوتوغرافية الخاصة بالمجني عليه حال حياته في مستشفي الهلال و بعد وفاته في دار التشريح
و عليه نثبت الاتي: بعد الإطلاع علي أوراق التحقيقات , ودراسة أوراق العلاج والأشعة المقطعية والتقارير الطبية الشرعية والأسطوانة المدمجة وفحص حرز الملابس
أولا: ملخص الواقعة: ( كما جاء بكل من مذكرات النيابة و التحقيقات و ما جاء بالتقارير الطبية الشرعية).
جاء بمذكرات النيابة وأوراق التحقيقات أن المدعو/ محمد عبد العزيز حسين – محامي تقدم ببلاغ عن تغيب المدعو/ محمد نبيل عبد العزيز محمد الجندي منذ يوم 27/1/2013 وقد نما إلي علمه أنه محتجز بالجبل الأحمر وتم تعذيبه والتعدي عليه بالضرب ثم تبين أنه متواجد بمستشفي الهلال العام وقد سجل بدفاتر الإستقبال دخول يوم 27/1/2013 اثر تعرضه لحادث سيارة مجهولة بميدان التحرير ومثبت به قيام سيارة الإسعاف رقم723 ق ن بقيادة السائق / محمد عز الرجال و المسعف/ طارق عزت بتسليمه.
كما جاء بتحقيقات النيابة أن المدعو/ شريف عبد الجيد عبد البر قد شاهد المدعو/ محمد نبيل عبدالعزيز محمد الجندي ولم يكن يعرفه بمعسكر الجبل الأحمر يعذب بالضرب بالأيدي والأرجل بوجهه وجسمه كله بعد خلع ملابسه في غرفة خالية أرضيتها من البلاط مع جذبه بسلسلة من رقبته وكان في وجهه خدوش , وذلك يوم 28/1/2013 حوالي الساعة الثامنة م وقد شاهد آخرين يتم تعذيبهم باستخدام العصي البلاستيك السوداء والسلاسل.
هذا وقد جاء علي لسان شهود الواقعة وهم: أحمد علي عبد المقصود (عامل بشركة جوباص) , والنقيب/ محمد مصطفي لطيف وسائقه/ صابر إبراهيم صابر أنهم قد شاهدوا المذكور وهو قادم من ناحية المتحف المصري ويتحدث بالتليفون المحمول وسيارة ميكروباص بيضاء تهبط بسرعة عالية من منزل كوبري 6 أكتوبر القادم من مدينة نصر بميدان عبد المنعم رياض فاصطدمت به فسقط علي الأرض الأسفلتية مباشرة وفرت هاربة , وكان ذلك حوالي الساعة 2:18 ص يوم 28/1/2013 حيث قاموا بنقله من نهر الطريق إلي جانبه وطلب سيارة الإسعاف , وكان المصاب ينزف من رأسه و انفه وفمه و اذنه وفي حالة غيبوبة و تعرفوا علي شخصيته من واقع بطاقة الرقم القومي التي كانت بحوزته عند حضور سيارة الإسعاف.
ثانيا: أوراق العلاج: كلها تتبع وزارة الصحة – أمانة المراكز الطبية المتخصصة – مستشفي الهلال , ومثبت بها:
1) بيان الحالات التي وصلت إلي استقبال مستشفي الهلال لأحداث الأحد 27/1/2013 , وجاء بالقائمة تحت رقم 10 اسم المصاب/ محمد نبيل عبد العزيز محمد الجندي (30 سنة) , وساعة الوصول هي30 :2ص والتشخيص/ ارتشاح بالمخ واشتباه نزيف خارج الأم الجافية , وتحت بند ملحوظة : دخول الرعاية.
2) سجل الزائرين ليوم الأحد27/1/2013: ومثبت به اسم الزائر/ محمد عز العرب(سائق) وطارق عزت متولي (ممرض) في الساعة 2:30ص مع الحالة/ محمد نبيل عبد العزيز محمد الجندي بالإستقبال.
3) نموذج دخول المريض: تاريخ الدخول 28/1/2013 , وقت الدخول للرعاية المركزة 3:58ص , والمعاملة وقت الدخول: طوارئ 24 ساعة والعرض.
4) نموذج فحص المريض عند الدخول: ومثبت به ( ما ترجمته باللغة الإنجليزية) التشخيص: ادعاء حادث سير طريق , وبالفحص الإكلينيكي وجد أن المريض يعاني من غيبوبة عميقة تقدر ب4/15 بمقياس جلاسكو , ومعدل التنفس 30/ الدقيقة , ضغط الدم 130/70 , درجة الحرارة 38مْ , النبض 100/ الدقيقة ومنتظم , وكلا البؤبؤين ضيقين. وقد أثبت أنه وضع علي جهاز التنفس الصناعي , وتم عمل أشعة مقطعية علي المخ ظهر فيها تجمع دموي تحت غشاء العنكبوتية وارتشاح بالمخ , وكذلك أشعة سينية علي الصدر تبين منها وجود كسور بالأضلاع اليسري.
5) أوراق متابعة العلاج منذ 28/1/2013 إلي 4/2/ 2013 ومثبت بها أن المريض مازال في غيبوبة تامة وحالته العامة سيئة , وأنه يعطي سوائل ومضادات حيوية وعقاقير منشطة للدورة الدموية والتنفس, وبؤبؤي العين متسعان وغير متساويين ومنعكس القرنية سلبي و كذلك عمل أشعة موجات فوق صوتية علي الحوض.
6) أوراق التحاليل المعملية في 28/1/ 2013: تحليل الدم في الحدود الطبيعية , وفي 31/1/2013: تحليل الأملاح بالدم يظهر نقص في مستوي البوتاسيوم وارتفاع في مستوي الصوديوم.
7) تقرير الأشعة المقطعية: ومثبت به
ا- لم تظهر كسور واضحة بالجمجمة
ب- وجود تجمع دموي ونزيف تحت غشاء العنكبوتية
ج- ضغط واضح علي بطينات المخ (الجانبي والثالث) مع انحراف الخط المنصف للمخ إلي اليسار
د- ارتشاح مائي منتشر بالمخ
ملحوظة: الأشعة بها عيوب فنية نظرا لتحرك المريض العشوائي أثناء التصوير.
ثالثا: التقارير الطبية الشرعية الصادرة بحق المتوفي/ محمد نبيل عبد العزيز محمد الجندي
التقرير الطبي الشرعي رقم 327\ 2013 المقدم من الطبيب \ محمد خيري عبد القادر , وقد خلص الرأي فيه إلي أنه :
نظرا لعدم تمكنا من الاطلاع علي الاوراق الطبية و افلام الأشعة الخاصة بالمصاب فان كل ما يمكن قوله علي ما اظهره كشفنا الطبى الشرعي الظاهري عليه وقت كشفنا فان اصابة الرأس يتعذر تحديد كيفية و طبيعة تلك الاصابة نظرا للتداخل الجراحي المجري بها.
و باقي الاصابات به كانت في الاصل ذات طبيعة رضية و رضية احتكاكية حدثت من المصادمة بجسم او اجسام صلبة راضة بعضها خشن السطح ايا كان نوعها و تشير تطوراتها الالتئامية لحدوثها بتاريخ يعاصر تاريخ الواقعة المثبت في مذكرة النيابة في 27-1-2013.
فانه يتعذر علينا مناقشة التصوير الوارد بمذكرة النيابة من المعطيات المثبتة عاليه.هذا و حالته الصحية خطرة و قابلة للتطور ويتعذر تحديد العاهه و نسبتها الان.
التقرير الطبي الشرعي رقم 112\ 2013 المقدم من الطبيب \ علاء عبد الحليم العساسي , وقد خلص الرأي فيه إلي أن :
1-الاصابة المشاهدة و الموصوفة بالرأس قد تغيرت معاملها الأصلية لما طرأ عليها من تطورات التئامية و عوامل الشفاء و مضي الوقت فضلا عن التداخلات الطبية التي كانت تستدعيها حالته الاصابية و نظرا لعدم وجود ذكر لها في اوراق العلاج خاصته فانه يتعذر الجزم بسبب و تاريخ و كيفية حدوثها هذا بالاضافة لوجود كسر شرخي بيمين الرأس.
إلا انه لا يوجد ما يمنع و جواز حدوثها نتيجة اصابة رضية بالرأس من جسم صلب راض اياً كان نوعه.
2- الاصابة المشاهدة و الموصوفة بيسار الجبهة و الوجه والموصوفة ظاهريا تحت رقم 4 كانت في الاصل عبارة عن اصابة رضية احتكاكية علي غرار ما يشاهد في حالات الارتطام الاحتكاكي بجسم او باجسام صلبة راضة ذات سطح خشن مسطح نوعا ايا كان نوعها و هي علي غرار ما يشاهد في الراجح من مثل حوادث الارتطام بقوة و الاحتكاك بسرعة بسطح الارض.
3- الاصابات المشاهدة و الموصوفة بالوجه و الصدر والظهر و الطرفين العلويين و السفليين كانت في الاصل ذات طبيعة رضية و رضية احتكاكية تحدث كل منهما من المصادمة بجزء صلب راض ثقيل نوعا ايا كان نوعه.
4- تشير التطورات الالتئامية للاصابات السابق وصفها الي جواز حدوثها في تاريخ معاصر لتاريخ اختفاء المتوفي المذكور يوم 27\1\2013.
5- لم نتبين بظاهر عموم جسد المذكور ايه آثار اصابية حيوية ظاهرة اخري.
6- هذا و قد لاحظنا ان بعض اصابات المجني عليه تقع علي الجانب الايسر من الوجه و الجزع متخذة شكل الحوادث التي تنشأ من حوادث الاصطدام بالسيارات وفق التصوير الوارد بمذكرة النيابة.
وننوه ان حوادث السيارات اما ان تكون عرضية او عمدية و هو ما لا يمكننا فنيا من الناحية الطبية الشرعية ترجيح احدهما علي الآخر, و يرجع في ذلك لما تظهره التحقيقات.
7- تعزي وفاة المذكور بصفة اساسية الي الاصابات الرضية و الرضية الاحتكاكية بالرأس و الصدر و ما احدثته من كسر شرخي بعظام الجمجمة و كسور بالاضلاع.
و ما نتج عنها من حدوث نزيف دموي اصابي تحت السحايا و بأنسجة المخ وكذا النزيف بالتجويف الصدري و ما صاحب الحاله من حدوث تدهور حاد بوظائف المخ و التنفس و القلب.
8- هذا و قد مضي علي وفاة المذكور لحين التشريح مدة حوالي يوم.
ملحوظة هامة: اتضح لنا في هذا التقرير وجود بعض القصور الفني في اجراء الصفة التشريحية وكتابة التقرير علي الوجه الآتي:
أ‌- لم يقم الطبيب الشرعي بوصف الكسر الشرخي الذي شاهده بالحدبة الجدارية اليمني من حيث الطول والإتجاه , وكذلك لم يقم بتصويره بالرغم مما يشكله من أهمية في تصور ديناميكية إصابة الرأس.
ب‌- لم يحدد السيد الطبيب الشرعي في تقريره المستوي الذي حدثت عنده كسور الأضلاع الخمسة اليسري , ولولا وجود صورة بالقرص المدمج تشير إلي مكانه علي الخط الإبطي المنصف الأيسر لما تمكنا من تحديد موضعه.
ج- لم يقم الطبيب الشرعي بتصوير قاع الجمجمة بعد نزع الأم الجافية لبيان سلامة عظامه من الكسور وتأكيد ما ورد بالتقرير.
التقرير الثالث رقم 139\2013 المقدم من اللجنة الثلاثية المشكلة من:الطبيبة \ ماجدة هلال فتحي القرضاوى , الطبيب \ محمود احمد محمد علي , الطبيب \ محمد محمد عيسي , وقد خلص الرأي فيه إلي :
1- انه و ان كانت اصابات المتوفي المذكور كلها من طراز رضي ورضي احتكاكي و علي الرغم من ان اصابات المترجلين (PEDESTRIANS ) في حوادث مصادمات السيارات تكون عادةً من طراز رضي و رضي احتكاكي.
إلا انه و نظرا لكون مفردات الحالة الاصابية الموصوفة في جثة المتوفي (حكما علي مواضع تواجدها بالجثة – طبقاً للتقريرين الطبيين الشرعيين السابقين) لم يأخد انتشارها نمطاً معينا يكون ذا دلالة فنية خاصة, و من ثم لم تتميز الي مجموعتين اصابيتين يمكن تصنيفهما من الوجهة الفنية لمجموعة اصابات اولية (Primary Injuries) نتيجة للاصطدام الابتدائي بالمركبة (First Impact) و مجموعة اصابات ثانوية (Secondary Injuries)من جراء الاصطدام الثاني (الارتطام لاحقاً) بالارض (Second Impact) علي نحو مثل النمطين الإصابيين (لمجموعتي الاصابات) الذين يتخلفان عادةً عن حوادث مصادمات المركبات (طبقا لما سلف اثباته من حقائق فنية بشأن اصابات المترجلين في حوادث السيارات).
2- أن اماكن تواجد و نمط انتشار المعالم الاصابية الموصوفة بمنطقة الرأس تحديدا (بالجهة اليسري للرأس و الوجه – بيمين و بيسار مقدم الوجه – بالجهة اليمني للوجه – بأسفل الذقن) و كون هذه الاصابات متعددة و منفصلة عن بعدها و ليست متداخلة, مع سلامة الأجزاء الناتئة (البارزة) بالوجه (صيواني الأذنين و الجهة العليا لقنطرة الأنف) لا يتأتي معه فنياً احتمال امكانية ارجاع حصول تلك الاصابات كلها ولا حتي ارجاع حدوث اي مجموعة منها (متواجدة في جهة واحدة من الرأس) الي مجرد تعرض الرأس لفعل اصابي واحد (أيا ما كان موضع وقوع هذا الفعل الاصابي علي الرأس) كأن يكون ذلك الفعل الاصابي ناشئاً عن حادث مصادمة سيارة (سواء من مثل اصطدام اولي للرأس بالسيارة او نتيجة اصطدام ثاني للرأس بالأرض لاحقاً).
و من ثم و تأسيساً علي ما تقدم فإن اللجنة تستبعد فنياً (من الوجهة الطبية الشرعية) احتمال ان تكون الحالة الاصابية السالف بيان وصفها بجثة المتوفي ناشئة عن حادث مصادمة سيارة بصفة عامة و لا من مصادمة بسيارة ميكروباص علي نحو الطرح الوارد بالأوراق (علي وجه الخصوص).
3- انه و رغم كون اصابات المتوفي كلها في مجملها من طراز رضي و رضي احتكاكي و علي الرغم من ان الاصابات الرضية و الرضية الاحتكاكية تعتبر من طرز الأنواع الإصابية التي تنشأ عن التعذيب البدني بصفة عامة, إلا انه يتعذر (من الوجهة الفنية الطبية الشرعية) إقرار ما إذا كانت الحالة الاصابية السالف بيانها ناشئة عن واقعة تعذيب بالفعل من عدمه, ذلك حيث انه لكي يمكن اعتبار هذه الاصابات ناشئة عن التعرض للتعذيب فعلاً يجب التثبت أولاً من ان تلك الاصابات قد حدثت للمذكور بطريقة عمدية في ظرف و بأسلوب قهري ومن شخص ذا سلطة (سواءً من تلقاء نفسه أو بأوامر من سلطة أعلي).
و بالتالي فإن الأمر في إثبات حصول ذلك التعذيب (أو نفيه) مرجعه لما قد تسفر عنه التحقيقات في هذا الشأن.
4- أنه ومن ثم فكل ما يمكن قوله (فنياً) من الوجهة الطبية الشرعية في هذه الحالة (لا سيما بعد ما سبق إبضاحه من استبعاد احتمال كون اصابات المذكور ناشئة عن حادث مصادمة سيارة), ان المجني عليه المذكور قد تعرض لتعدي عنفي مما تسبب في احداث حالته الاصابية السالف بيانها تفصيلاً عاليه و ما ترتب عليها من مضاعفات خطيرة و التي اودت بحياته في النهاية.
رابعا: ما قامت به اللجنة الخماسية
اجتمعت اللجنة الخماسية يوم السبت الموافق 13\4\2013 و ذلك بقسم الطب الشرعي و السموم - كلية الطب – جامعة عين شمس, وقامت بالإجراءات التالية:
1) فحص حرز الملابس رقم 123\2013 مضبوطات قصر النيل وهو عبارة عن كيس بلاستيك أسود مجمع عليه بالجمع الأحمر بعدد موضع واحد مكتوب عليه د. محمود أحمد محمد علي و بفض الحرز تبين انه عبارة عن عدد 2 كيس اسود بداخلهما ملابس المتوفي التالية :
- جاكيت رجالي اسود اللون من الجلد الصناعي المبطن
- بنطال جينز ازرق اللون
- تي شيرت رجالي بكم طويل مخطط بالعرض (بالوان أزرق وأحمر و أبيض)
- قناع وجه قماش اسود
- تي شيرت رجالي نصف كم ابيض
- سلب رجالي بني
هذا وقد وجدنا نفس الكشوط و التلوثات الدموية السابق وصفها بكل من التقريرين الطبيين الشرعيين السابقين , ولم نشاهد بالملابس كلها أية تمزقات مشتبهة.
2) فحص و دراسة الأشعة المقطعية الخاصة بالمتوفي التي تم عملها في مستشفي الهلال و قد تبين الآتي:
أظهرت الأشعة المقطعية وجود تجمع دموي تحت الأم الجافية أقل من 1 سم في السمك و ذلك في مقابل العظم الجبهي و الصدغي و الجداري الأيمن مع نزيف بسيط تحت الأم العنكبوتية معظمه مقابل العظم الجداري الأيمن و صاحب ذلك ارتشاح شديد بالفص الأيمن بالمخ مع ضغط علي بطينات المخ وانحراف الخط المتوسط للمخ و انحشار الجزء السفلي من المخ, كما لاحظنا وجود تجمع دموي بسيط تحت فروة الرأس علي الناحية اليسري و لم نتبين وجود اي كسور او شروخ في عظام الجمجمة.
3) مناظرة محتويات الاسطوانة المدمجة ( (CDالخاصة بالصور الفوتوغرافية المأخوذة للمجني عليه حال وجوده في مستشفي الهلال العام قبل وفاته و في دار التشريح بعد وفاته و بعد دراسة المعالم الاصابية في هذه الصور ومقارنتها بالوصف الوارد لها في التقارير الطبية الشرعية السابقة تبين ما يلي:
ا- الملحوظات التي سبق ذكرها بشأن التقرير الطبي الشرعي رقم 112\ 2013 المقدم من الطبيب \ علاء عبد الحليم العساسي
ب- الكدم الموجود بمنتصف الظهر و مستعرض الوضع بطول حوالي 5×2 سم لم يتم وصفه في أي من التقارير الطبية الشرعية الخاصة بالمجني عليه.
4) قامت الأستاذة الدكتورة/ رئيس اللجنة بالإنتقال الي مصلحة الطب الشرعي ومحاولة مناظرة الطبيب/ علاء عبد الحليم العساسي ومناقشته في بعض النقاط الخاصة بالتقرير ولكن الطبيبة/ ماجدة هلال القرضاوي- القائم بأعمال كبير الأطباء الشرعيين رفضت ذلك الأمر بالرغم من تفويض النيابة للأستاذة الدكتورة/ رئيس اللجنة بالقيام بمثل تلك الإجراءات والتي من شأنها أن تفيد في كتابة التقرير واظهار الحقيقة
حقائق علمية
1) تنشأ السحجات نتيجة تعرض الجلد للضغط أو الاحتكاك بجسم صلب راض خشن. وفي حالة التعرض للضغط تأخذ السحجات نفس شكل الآلة المسببة الضاغطة علي الجلد وكأنها طبعت عليه (Pressure or printed abrasions)، أما في حالة الإحتكاك سواء بتحرك الجسم الراض الخشن علي الجلد أو العكس فتتم إزالة الطبقة السطحية للجلد ولا يكون لها شكل معين وإن كانت في بعض الأوقات تكون في شكل خطوط طولية متوازية خاصة حينما تكون علي مناطق بارزة من الجسم (Friction abrasions).
2) تنشأ الكدمات نتيجة الإرتطام بجسم صلب راض ثقيل مما يسبب زيادة الضغط علي الأنسجة (والتي تتحمل هذا الضغط تبعا لمرونتها) و يؤدى إلى تهتك الأوعية الدموية مع بقاء الجلد سليما إذ أن مرونته أعلي من مرونة الأوعية الدموية, وينشأ عن هذا تجمع دموي تحت سطح الجلد السليم إلا من خدوش في حال كون الآلة الصلبة الراضة خشنة في ذات الوقت. ويمكن للكدمات أن تأخذ شكل الآلة المسببة خاصة إذا كان السطح الراض المسبب ذا مساحة ضيقة وبه نقش مميز (كالحذاء).
3) يمكن تحديد عمر كلا من السحجات والكدمات من خلال التغيرات الشكلية واللونية التي تطرأ عليها والتي تمثل مراحل إلتئام تلك الإصابات. فالسحجات الحديثة تكون مصحوبة بإحمرار في الجلد مع خروج سائل أصفر شفاف ثم يتبع ذلك جفاف السائل وتكون قشرة صفراء رقيقة ثم قشرة بنية اللون ثم سقوط القشرة واخيرا عودة الجلد إلي طبيعته , وكل مرحلة لها فترة زمنية محددة. أما عن الكدمات فتظهر تغيرات لونية من الأحمر إلي البنفسج فالأزرق فالبني فالأخضر ثم الأصفر ثم يعود الجلد إلي طبيعته وأيضا لكل لون فترة زمنية محددة.
4) أما عن تكدم العين (الجفن العلوي) فإنه يمكن أن ينتج عن أحد ثلاثة أسباب:
أولا: إصابة مباشرة للعين بآلة صلبة راضة ثقيلة
ثانيا: حدوث كدم بفروة الرأس أو الجبهة (تحت الطبقة الثالثة من الفروة)(Sub-aponeurotic contusion) مع إنسكاب وتجمع الدم بفعل الجاذبية بالجفن العلوي للعين حيث تفتقد هذة الطبقة أي ألياف فاصلة أو إتصالات عظمية.
ثالثا: حدوث كسر شرخي بقاع الجمجمة بالحفرة الدماغية الأمامية (Fracture base of anterior cranial fossa) وينتج عن هذا نزول بعض من الدم من فتحة الأنف وتجمع البعض الآخر بالعين والجفن العلوي عن طريق سقف التجويف العظمي للعين المصابة.
5) تنشأ الجروح الرضية بنفس طريقة حدوث الكدمات ولكن في هذة الحالة يكون الضغط الواقع علي الأنسجة شديدا جدا مما يؤدي إلي تهتك الأوعية الدموية وكذلك الجلد , وينشأ عن ذلك جرح مصحوب بكدمات أهم ما يميزه هو عدم إنتظام الحواف إلا أنه في حال حدوثه بفروة الرأس فإن الحواف قد تبدو منتظمة في بعض الأحيان فيما يشبه الجرح القطعي.
6) ينشأ الكسر الشرخي بالرأس(Fissure fracture) نتيجة الإرتطام بجسم صلب راض ثقيل ذي سطح واسع ولكن بقوة أو عزم بسيط , حيث ينتج الشرخ نتيجة انبعاج عظام الجمجمة إلي درجة تفوق مرونتها دون أن يحدث إنخساف أو تفتت للجزء المكسور إذ أن القوة المستخدمة كما أشرنا ليست شديدة. وقديصاحب هذا النوع من الكسور الشرخية نزيف داخل الجمجمة عادة ما يكون خارج الأم الجافية (Epidural hemorrhage) خاصة إذا كانت الإصابة بالمنطقة الصدغية نتيجة تمزق الشريان السحائي الأوسط أو أحد فروعه (Middle meningeal artery) , ويندر أو يصعب جدا أن يتسبب في حدوث نزيف تحت الأم الجافية أو تحت الأم العنكبوتية أو داخل نسيج المخ.
7) أما عن النزيف تحت الأم الجافية (Sub-dural hemorrhage) وكذلك النزيف تحت الأم العنكبوتية (Sub- arachnoid hemorrhage) فكلاهما يمكن حدوثه نتيجة إصابات الرأس أو نتيجة حالات مرضية. وفي حالات إصابات الرأس فإما أن تكون إصابات مفتوحة (Open injuries) أي مصحوبة بكسور بالجمجمة وتهتك بفروة الرأس وكذلك السحايا وأنسجة المخ أو تكون إصابات مغلقة (Closed injuries) أي غير مصحوبة بأي مظاهر إصابية بفروة الرأس . ويشاهد النزيف المصاحب للإصابات المغلقة في حوادث السيارات وكذلك متلازمة رج الأطفال (Shaken baby syndrome) نتيجة اكتساب الرأس سرعة ما أوتعجيل Acceleration)) أو توقف بشكل مفاجئ(Deceleration) خاصة إذا ما صاحب ذلك حركة إلتفافية أو دوران في حركة الرأس حيث تكون الرأس ومحتوياتها قد تحركت في ثلاث إتجاهات. وبما أن محتويات الرأس (المخ , الأنسجة العصبية , الأوعية الدموية والسحايا) تختلف في طبيعتها النسيجية وبالتالي في سرعة الحركة فإن ذلك يؤدي إلي ما يسمي بقوة القص أو القوة القاصة (Shearing force) والتي تؤدي إلي تهتك تلك الأنسجة خاصة الأوعية الدموية مما يساعد علي حدوث النزيف الدماغي تحت الأم الجافية وكذلك النزيف تحت الأم العنكبوتية . ومن الممكن جدا في هذة الحالات أن يحدث النزيف في الجهة العكسية للأصابة الأولية حيث أنها لا تعتمد علي العنف المطبق علي الجمجمة ولكن علي سرعة تحرك محتوياتها (Contre-coup hemorrhage).
8) كسور القفص الصدري تكون أيضا إما نتيجة إصابات مباشرة أو غير مباشرة , ولكن في حالات الإصابات الغير مباشرة فيكون هناك سبب ما يؤدي إلي هشاشة العظام وسهولة كسرها. و فى حالات الإصابات المباشرة فإن تلك الكسور إما أن يصاحبها إصابات بالجلد أي إصابات مفتوحة (Open injuries) أو أن يكون الجلد خاليا من الإصابات أي إصابات مغلقة (Closed injuries) . وتكون كسور الأضلاع عادة عند الخط الأبطي الأمامي أو الخلفي (Anterior axillary or posterior axillary lines) نتيجة السقوط علي هذا الجانب , وتقل إحتمالية كسر الأضلاع العليا خاصة عند الخط الإبطى المنصف (Mid-axillary line) نظرا لحماية الذراعين إلا عن طريق العنف المباشر كما في حوادث السيارات أو الضرب بالأقدام شريطة رفع الذراع عن تلك المنطقة.
9) يختلف تأثير القوة الميكانيكية (سواء صادمة, ضاغطة, جاذبة, معجلة أو موقفة) علي الأنسجة حسب طبيعة الأنسجة من المرونة والمطواعية واللزوجة , ويتوقف حدوث الإصابات من عدمه علي:
أولا: عوامل فيزيقية مثل درجة القوة , المساحة التي تم تطبيق القوة عليها , زمن وإتجاه تطبيق القوة
ثانيا: عوامل حيوية مثل حركة الجزء المتعرض للقوة , التوقع وتوافق الجسم , الخواص الحيوية الحركية للأنسجة
وكلما اتسعت المساحة التى تم تطبيق القوة عليها , وزادت شدة القوة وقل زمنها , وكان الجزء المتعرض للقوة ذو مرونة عالية كالجلد والجسم فى حالة حركة فإن ذلك يسمح بانتقال الطاقة الحركية خلال الجزء المرن دون أن يصاب فى حين تتأثر الأجزاء التالية له كالأحشاء.
10) فيما يتعلق بحوادث السيارات:
إنه بالإضافة إلى التأسيس العلمى الوارد بتقرير اللجنة الثلاثية (من ص 15 إلى ص 17) والذى يمكن الرجوع إليه منعا للتكرار , فإننا نضيف النقاط التالية:
أولا: يتحكم نوع المركبة الصادمة في خلق إختلاف في ديناميكية القوة الضاربة ( والتي على عكس المؤثرة على الأفراد المستقلين المركبة ) تكون نتيجة إكتساب الجسم المصدوم للحركة.وتحدث الإصابات الأولية نتيجة قوة صدم المركبة على الجسم ، بينما تكون الإصابات الثانوية نتيجة إرتطام الجسم بالأرض حيث يدفع المصدوم إلى الأمام وفي إتجاه حركة المركبة في حال ما إذا كانت واجهة المركبة عالية ومستوية (فوق منتصف القامة أو مركز الثقل) وهنا تحدث الكسور بالجمجمة،الضلوع، الحوض أو الفخذين.
ثانيا: تعتبر حوادث الطرق أكثر الأسباب شيوعا في إحداث كسور الجمجمة خاصة كسور القاع ويليها الكسور بمنطقة الصدر، الساعد والحوض.
ثالثا: وبسبب الإلتفاف والوضعيات المختلفة نتيجة للدفع بقوة من جسم المركبة، فغالباً ما تكون الإصابات واسعة الإنتشار وربما لا تعطي نمطاً بعينه.
رابعا: وكثيرا ما يحدث التصادم بينما يكون المصاب مواجها للمركبة ثم وأثناء التنبه في اللحظة الأخيرة قد يلتف ويصدم من الخلف.و إنه من العبث والضرر البالغ أن يحاول أحد أن يضع تصوراً" للحادث الذي لم يشاهد" فقط من فحص الإصابات الناتجة.
خامسا: يمكن تقسيم الإصابات الناتجة عن حوادث السيارات إلى أولية وثانوية عندما تكون سرعة السيارة الصادمة من 20-30 كم/س , أما إذا كانت المركبة سرعتها كبيرة 60-100كم/س , وكانت واجهتها الصادمة مستوية و مرتفعة (حال الميكروباصات) فإنها تدفع المصدوم أمامها و في إتجاه حركتها مسافة كبيرة مما يجعل الإصابات عديدة و شاملة الجسم كله , الأمر الذي يصعب معه تقسيم الإصابات إلى مجموعتين "أولية و ثانوية"و في هذه الحال قد يستحيل على الطبيب الشرعي (إن لم يكن مشاهداً لحظة وقوع الحادث ) أن يتصور سيناريو لكيفية حدوث الإصابات
المناقشة
أولا:الإصابات المشاهدة بجثة المتوفي/ محمد نبيل الجندي
1) السحجات والكدمات:
** هذه المعالم الإصابية تتميز فنيا الي طراز رضي وطراز رضي إحتكاكي، و مثلها ينشأ من المصادمة بأجسام راضة ومن المصادمة الرضية مع الإحتكاك بأجسام راضة خشنة السطح أيا كان نوعها.
** السحجات ، جميعها مع تباين مواضعها سواء في الوجه و ظاهر الكفين و المرفقين و الركبتين وأعلى الساقين تمثل نوعية واحدة من السحجات، وهي السحجات الإحتكاكية(Friction abrasions) الناشئة عن الإحتكاك بسطح خشن ( التزحلق السريع على الأرض) و المعروفة أنها متلازمة حوادث صدم السيارات للمترجل حين يُدفع ليقع و يصطدم بالأرض ، و هي من النوع الذي يعبر عنه بالمراجع العلمية بالإحتكاك الحرقى (friction burn).
**كما و أنه من الملاحظ وجود ما يشبه هذه الإحتكاكات الحرقية (الكشوط) في الملابس التي تم "تحريزها"و كان يرتديها المتوفى حال وصوله مستشفى الهلال ولا سيما أنها تقع في أماكن تتفق مع مناطق الإصابات بجثة المتوفى , أي أن مايوجد في الملابس من إصابات تتفق في النوعية (كشطية إحتكاكية و قد توصف بأنها إحتكاكات حرقية) وتتفق في الأماكن مع ما هو موصوف بالجثة.
** ووجود مثل هذة الإحتكاكات الحرقية بالملابس يؤكد أن المجني عليه كان يرتديها وقت حدوث الإصابات ولم يكن مجردا منها كما جاء بأقوال الشاهد/ شريف عبد الجيد عبد البر من أن المجني عليه تعرض للضرب ركلا ولطما بعد تجريده من ملابسه , كما أن هذة الخدوش المتعددة والمنتشرة بمواضع مختلفة لا يمكن أن تكون نتيجة الضرب لكما بالأيدي أو ركلا بالأرجل في حجرة خالية وارضيتها مستوية ومغطاة بالبلاط الأملس .
** تتفق السحجات والكدمات جميعها نوعاً و شكلاً و عمراً , مما يؤكد حدوثها في نفس التوقيت.
2) إصابات الرأس:
** الجرح التهتكي بأعلى يسار الرأس(على النتوءالجداري الأيسر) والمصاحب بانسكابات دموية غزيرة بأنسجة فروة الرأس كما تبين بالصفة التشريحية نتج عن الإرتطام بجسم صلب راض ثقيل بقوة شديدة أيا ما كان نوعه.
** الكسر الشرخي بالجهة اليمنى من الرأس(Fissure fracture) نشأ نتيجة الإرتطام بجسم صلب راض ثقيل ذي سطح واسع كالأرض أو الحائط ولكن بقوة أو عزم بسيط مما أدي إلي انبعاج عظام الجمجمة إلي درجة تفوق مرونتها . وقد يحدث الكسر الشرخى فى بعض الأحيان دون إصابة فروة الرأس.
** وجود الجرح التهتكي بالناحية اليسري في حين أن الشرخ بالناحية اليمني يشير إلي تعرض الرأس إلي مصادمتين, بقوتين وسطحين مختلفين وهو ما يتفق جدا مع حوادث السيارات حيث تمثل الصدمة الأولي بصدمة المركبة ثم يأتي السقوط علي الأرض ليمثل الصدمة الثانية مع اختلاف السطحين والقوتين.
** الأنزفة الدموية داخل الجمجمة :
حيث أنها تقع في الجانب المقابل للجرح الرضي التهتكي بفروة الرأس , وفي نفس ذات الوقت ناحية الكسر الشرخي بالجمجمة ولكنها لا تتوافق معه حيث أن الأنزفة تحت الأم الجافية وتحت الأم العنكبوتية وليس خارج الأم الجافية , فهذا يشير إلى أنها من الإصابات المغلقة (Closed injuries) أي غير مصحوبة بأي مظاهر إصابية بفروة الرأس . وينتج النزيف المصاحب للإصابات المغلقة كما سبق التنويه عنه في التأسيس العلمى في حوادث السيارات عن إكتساب الرأس سرعة ما (تعجيل Acceleration) أو توقف بشكل مفاجئ(Deceleration) خاصة إذا ما صاحب ذلك حركة إلتفافية أو دوران في حركة الرأس حيث تكون الرأس ومحتوياتها قد تحركت في ثلاث إتجاهات. وبما أن محتويات الرأس (المخ , الأنسجة العصبية , الأوعية الدموية والسحايا) تختلف في طبيعتها النسيجية وبالتالي في سرعة الحركة فإن ذلك يؤدي إلي ما يسمي بقوة القص أو القوة القاصة (Shearing force) والتي تؤدي إلي تهتك تلك الأنسجة خاصة الأوعية الدموية مما يساعد علي حدوث النزيف الدماغي تحت الأم الجافية وكذلك النزيف تحت الأم العنكبوتية .
والنزيف في هذة الحالة حدث في الجهة العكسية للأصابة الأولية حيث أنه لا يعتمد علي العنف المطبق علي الجمجمة ولكن علي سرعة تحرك محتوياتها (Contre-coup hemorrhage).
** أما عن تكدم العين(الجفن العلوي) فإنه يمكن أن ينتج عن أحد ثلاثة أسباب كما جاء بالمراجع العلمية:
أولا: إصابة مباشرة للعين بآلة صلبة راضة ثقيلة
ثانيا: حدوث كدم بفروة الرأس أو الجبهة (تحت الطبقة الثالثة من الفروة)(Sub-aponeurotic contusion) مع إنسكاب وتجمع الدم بفعل الجاذبية بالجفن العلوي للعين حيث تفتقد هذة الطبقة أي ألياف فاصلة أو إتصالات عظمية.
ثالثا: حدوث كسر شرخي بقاع الجمجمة بالحفرة الدماغية الأمامية (Fracture base of anterior cranial fossa) وينتج عن هذا نزول بعض من الدم من فتحة الأنف وتجمع البعض الآخر بالعين والجفن العلوي عن طريق سقف التجويف العظمي للعين المصابة.
وجميع هذة الإحتمالات واردة فى هذة الحالة , ولا يمكن استبعاد أيا منها حتى الكسر الشرخى بقاع الجمجمة والذى وإن لم يذكر فى التقرير الطبى الشرعى إلا وأنه وارد الحدوث حيث لم نشاهد بالصفة التشريحية إزالة للسحايا بقاع الجمجمة ولا تصوير لتلك المنطقة , خاصة مع ما ورد بأقوال شهود الحادث من حدوث نزيف من أنف وأذن المجني عليه.
3) إصابات الصدر:
**شوهد بالكشف الظاهرى كدمات غير متسحجة أسفل يسار الظهر؟ وهذة الكدمات ما تحت الجلد والعضلات بين الأضلاع والتى ظهرت فى الصفة التشريحية مقابل كسور الأضلاع من الثانى وحتى السادس (5 أضلاع), كلها على مستوى الخط الإبطى المنصف الأيسر مما يدل على أن الآلة الصلبة الراضة التى أحدثت تلك الإصابات الجسيمة ذات سطح عريض يغطى هذة المساحة من الجسم فى وقت واحد وتم الإرتطام بها بعزم شديد بما يصعب معه تصور حدوثه من ضربات متكررة فى نفس الموضع لتسبب كسور بخمسة أضلاع متتالية وعلى نفس المستوى. وذلك لا يمكن حدوثه خاصة إذا كان المجنى عليه غير مقيد (كما جاء فى أقوال الشاهد/ شريف عبد الجيد عبد البر وأيدها التقرير الثلاثى من أنه كان حرا أثناء تلقى الضربات) بما يسمح للمجنى عليه بمحاولة تغيير وضعه أو الإبتعاد عن مجال تلقى الضربات فيتلقى الضربات فى أماكن مختلفة وليس فى نفس المكان.
** كما أن استخدام الركل بالأقدام – خاصة إذا كان عليها أحذية ثقيلة- لابد أن يترك آثارا موضعية على هيئة كدمات متسحجة بشكل طبعة الحذاء على الجسم إذا كانت ثقيلة إلى الدرجة التى تؤدى إلى كسر خمسة أضلاع متتالية , كما أن الضغط على الصدر بالأقدام يكون عادة على مقدم الصدر أو خلفيته وليس تحت الإبط على النحو المشاهد بجثة المجنى عليه إلا بعد أن يزاح الذراع الأيسر حتى يمكن الضرب على تلك المنطقة بالتحديد , ولا يوجد ما يشير إلى أن المجنى عليه كان معلقا من الذراعين.
**وعليه فالإصابة الرضية المصحوبة بكسور فى خمسة أضلاع لا يمكن أن تحدث إلا مع الإرتطام بسطح عريض بشدة وبسرعة عالية كالإصطدام الوارد في حوادث السيارات خاصة المركبات الكبيرة وذلك فى الوضع القائم والذى يتيح الحركة للجلد المرن فيتمدد وينقل القوة المؤثرة إلى ما تحته من أنسجة دون أن يظهر عليه آثار إصابية واضحة , كما وأنه يتفق مع أقوال الشهود من تعرض المجنى عليه لحادث سيارة ميكروباص (أى مركبة عالية أو كبيرة) حال كونه يتحدث فى المحمول أى أن ذراعه كان مرتفعا مما يهيئ للصدمة أن تكون بالأضلاع العليا.
** كماأن القوة الضاربة فى الوضع القائم الحر تؤدى إلى تحرك الأحشاء الصدرية كالرئتين والقلب فى نفس اتجاه القوة (كما حدث فى الجمجمة ومحتوياتها) وبالتالى فإن تحرك الرئة اليسرى أدى إلى إرتطام السطح الخلفى لها بالسطح الأمامى والجانبي للفقرات الصدرية والأضلاع الخلفية مما نتج عنه تكدم بالسطح الخلفى لها كما ورد بالصفة التشريحية للمتوفى , وهذا يشير إلى ان المجنى عليه كان فى الوضع القائم وحر الحركة عند الإرتطام بالجسم الصلب الراض ولم يكن فى وضع الرقود عند إصابة القفص الصدرى بأى وسيلة كانت.
ثانياً: مناقشة التقرير الطبي الشرعي رقم69لسنة2013 المكتب و المقدم من قبل اللجنة الثلاثية الطبية الشرعية والمحرر في 5/3/2013:
أولا: جاء بالتقرير ص20 فقرة( 2) " وتعزى وفاة المجني عليه المذكور إلى حالته الإصابية الرضية و الرضية الإحتكاكية الموصوفة بالرأس و الصدر، و ما نجم عنها من كسر شرخي بعظام الجمجمة و كسور بالأضلاع الصدرية اليسرى، وما صاحبها من نزف دموي إصابي دماغي (تحت السحايا و بأنسجة المخ) ونزف دموي بتجويف الصدر, و ما ضاعفها من تدهور متفاقم بالوظائف الحيوية للمخ.
ونحن نتفق تماما مع ما جاء بهذه الفقرة من الوجهة الفنية و العلمية.
ثانبا: وجاء بذات بالتقرير ص 20 و بعد الإنتهاء من وصف الإصابات "هذه المعالم الإصابية السالف ذكرها تتميز فنيا الي طراز رضي وطراز رضي إحتكاكي،و مثلها ينشأ من المصادمة الرضية بأجسام راضة و من المصادمة الرضية مع الإحتكاك بأجسام راضة خشنة السطح أيا كان نوعها."
و هذا الوصف للسحجات و التكدمات المثبتة في مناظرة جثة المتوفى جاء سليماً و صحيحاً تماماً و نضيف إليه بعد الرجوع إلى المراجع المذكورة في فقرة الحقائق العلمية مايلي:
· السحجات ، جميعها مع تباين مواضعها سواء في الوجه و ظاهر الكفين و المرفقين و الركبتين تمثل نوعية واحدة من السحجات، وهي السحجات الإحتكاكية الناشئة من الإحتكاك بسطح خشن ( التزحلق السريع على الأرض) و المعروفة أنها متلازمة حوادث صدم السيارات للمترجل حين يُدفع ليقع و يصطدم بالأرض.
ومن المهم لفت النظر إلى توافق نوعية السحجات جميعها نوعاً و شكلاً و عمراً، و هي من النوع الذي يعبر عنه بالمراجع العلمية بالإحتكاكات الحرقية (friction burn)
كما و أنه من الملاحظ وجود هذه الإحتكاكات الحرقية في الملابس التي تم "تحريزها"و كان يرتديها المتوفى حال وفادته مستشفى الهلال ولا سيما أنها تقع في أماكن تتفق مع مناطق الإصابة بجثة المتوفى.أي أن مايوجد في الملابس من إصابات تتفق في النوعية ( كشطية إحتكاكية و قد توصف بأنها حرق إحتكاكي) وتتفق في الأماكن مع ما هو موصوف بالجثة.
وهذا النوع من السحجات الذي يكون به كشط (فقد) مساحة من طبقة ما فوق الأدمة ينحصر تحديده على ما يحدث نتيجة الإحتكاك بسطح راض خشن ( كأسفلت الشارع) أثناء الوقوع بقوة دفع و سرعة شديدتين وفق ما يحدث في حوادث الطرق.
بالنسبة لما إذا كانت الإصابات المذكورة بالمتوفى ترجع إلى حادث مصادمة سيارة من عدمه:
ثالثا: جاء بذات التقرير ص21,20 فقرة(3) ب رقم1 "وإن كانت إصابات المتوفى المذكور كلها من طراز رضي ومن طراز رضي إحتكاكي , و على الرغم من أن إصابات المترجلين في حوادث السيارات تكون عادة من طراز رضي و من طراز رضي إحتكاكي , إلا إنه و نظراً لكون مفردات الحالة الإصابية الموصوفة في جثة المتوفى المذكور ( حكماً على مواضع تواجدها بالجثة - طبقاً للتقريرين الطبيين الشرعيين السابقين ) لم يأخذ إنتشارها نمطاً معينا يكون ذا دلالة فنية خاصة, ومن ثم لم تتميز إلى مجموعتين إصابيتين يمكن تصنيفهما (من الوجهة الفنية ) لمجموعة إصابات أولية نتيجة للإصطدام الإبتدائي بالمركبة و مجموعة ثانوية من جراء الإصطدام الثاني (الإرتطام لاحقاً) بالأرض على نحو مثل النمطين الإصابيين (لمجموعتي الإصابات) اللذين يتخلفان عادة من حوادث مصادمات المركبات."
اللجنة الثلاثية هنا تتفق معنا "اللجنة الخماسية" في أن هذه النوعية من الإصابات هي بذاتها نوعية الإصابات الناجمة عن حوادث المصادمة بالمركبات المسرعة. بيد أن اللجنة الثلاثية افتقدت توزيع الإصابات إلى مجموعتين أولية و ثانوية كما ورد بالمراجع العلمية في حوادث السيارات.
و نحن نحدد ما جاء في المراجع بهذا الصدد, حيث يكون هذا التقسيم عندما تكون سرعة السيارة الصادمة من 20-30 كم/س , أما إذا كانت المركبة سرعتها كبيرة 60-100كم/س , وكانت واجهتها الصادمة مستوية و مرتفعة (حال الميكروباصات) فإنها تدفع المصدوم أمامها و في إتجاه حركتها مسافة كبيرة مما يجعل الإصابات عديدة و شاملة الجسم كله , الأمر الذي يصعب معه تقسيم الإصابات إلى مجموعتين "أولية و ثانوية"و في هذه الحال قد يستحيل على الطبيب الشرعي (إن لم يكن مشاهداً لحظة وقوع الحادث ) أن يتصور سيناريو لكيفية حدوث الإصابات ."رجاء الرجوع إلى فقرة حقائق علمية حيث المرجع مذكور".
وإن كان أمر تحديد أن مسبب الإصابات المذكورة هو حادث صدم بسيارة يتوقف فقط على تقسيم الإصابات أولية وثانوية, فنحن نرى اجتهادا أن الإصابات الأولية تنحصر في الإصابة بالجانب الأيسر من الصدر والجرح التهتكي بأعلى يسار خلفية الرأس وفيما عدا ذلك فهو إصابات ثانوية.
رابعا: وجاء بذات التقرير ص 21 في الفقرة(3) ب رقم 2 "أن أماكن تواجد و نمط إنتشار المعالم الإصابية الموصوفة بمنطقة الرأس تحديداً( بالجهة اليسرى للرأس و الوجه- وبيمين و بيسار مقدم الوجه- بالجهة اليمنى للوجه – بأسفل الذقن), و كون هذه الإصابات متعددة و منفصلة عن بعضها و ليست متداخلة, مع سلامة الأجزاء الناتئة (البارزة) بالوجه ( صيواني الأذنين و الجهة العليا لقنطرة الأنف) لا يتأتى معه فنيا إحتمال إمكانية إرجاع حصول تلك الإصابات كلها و لا حتى إرجاع حدوث أي مجموعة منها (متواجدة في جهة واحدة من الرأس ) إلى مجرد تعرض الرأس لفعل إصابي واحد أياً ما كان موضع وقوع هذا الفعل الإصابي على الرأس, كأن يكون ذلك الفعل الإصابي ناشئاًعن حادث مصادمة سيارة سواء من مثل اصطدام أولي للرأس بالسيارة أو نتيجة إصطدام ثاني للرأس بالأرض لاحقا0"
هذا و من ثم – و تأسيسأً على ما تقدم , فإن اللجنة (الثلاثية) تستبعد فنياً (من الوجهة الطبية الشرعية) إحتمال أن تكون الحالة الإصابية السالف بيان وصفها بجثة المتوفى المذكور ناشئة عن حادث مصادمة سيارة بصفة عامة و لا من مصادمة سيارة ميكروباص على نحو الطرح الوارد بالأوراق على وجه الخصوص.
نحن (اللجنة الخماسية) نضع تصورنا (اجتهادا حيث يصعب وضع تصورا محددا كما سبق وذكرنا بالمراجع والحقائق العلمية) لحدوث الإصابات كما يلي:
نعزي جميع الإصابات فيما عدا( إصابة الصدر:كسور الأضلاع الخمسة وتكدم الرئة, والجرح التمزقي بيسار الرأس), إلى الإرتطام اللاحق بالأرض وتمثل المجموعة الثانوية من الإصابات والتي يمكن أن تحدث بالوجه كالآتي :
®بعد حدوث الصدمة الأولية وبما أحدثته من إصابات أولية ،إندفع المجني عليه بقوة وسرعة شديدتين في إتجاه حركة سير المركبة الصادمة لترتطم رأسه من الجهة اليمنى بالأرض فيحدث الكسر الشرخي في الجدارية اليمنى، ومعها يحدث إحتكاك الجانب الأيمن من الوجه مسببا ما فيه من سحجات، ثم ترتمي الرأس يساراً فيحدث ما في يسار الوجه من سحجات وعلى النتوءات العظمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.