إحساس غريب أوي .. انك تتفرج مضطرا على محمد مرسي وهو بيتكلم .. ممكن جدا طبعا أولع في التليفزيون واخلص .. او اتفرج على اى قناة تانية " بتهلس برضه .. ولا فرق " .. الفرق الوحيد ان القناة اللي بتهلس بتقولك م الأخر انا قناة مش محترمة .. عايز تتفرج أهلا بيك .. مش عايز .. اتفرج على مرسي .. وبعد دقيقتين حلاقيك راجع تتفرج عليا تاني.
حاجة غريبة يا جماعة متهيألي بيشاركني فيها ناس كتير أوي دلوقتي .. والله العظيم مش طايق أبص في وشه .. لكن اللي جابرني على النظر لسحنته ، طبيعة المهنة .. عايز أشوف بيقول إيه عشان أكتب واعلق .. لكن حتى دي ، حرمني منها .. ساعتين يا محترم في قناة الجزيرة .. إني اطلع بجملة مفيدة ؟ .. أبدا .. طيب خبر جديد ؟ .. أبدا .. طيب قديم ؟ برضه أبدا .. كلام في كلام في كلام ميسواش تلاتة تعريفة .. والاسم رئيس جمهورية مصر العربية بيتكلم للجزيرة القطرية في أوقات عصيبة جدا بتمر بها البلد .. وهو كأنه مش من هنا .. ولا حتى من هناك .. هو بالضبط كأنه مفيش .. لا وجود معنوي ، ولا وجود مادي ، ولا حتى خيال مأته .. هو والعدم سواء .. بالضبط ، زي قراره الجهنمي بتعيين النائب العام.
نفس الإحساس ده عشته من اكتر من سنتين أثناء الثورة .. لمّا كان مبارك " ربنا ينتقم منه .. كله بسببه " .. بيطلع علينا كل يومين ويقول كلمتين .. الشارع مولّع والميدان حريقة .. وهو يقولك طلبت من الحكومة انها تقدم استقالتها .. وبعد يومين كمان .. يعيّن نائب له وبعدين : لن اكن انتوي الترشح .. لحد ما غار في داهية .. في الوقت ده والله العظيم تلاتة فعلا مكنتش طايق ابص في خلقته .. لدرجة وانا فاكر بعد خطابه التاني اللي خلّى الناس تعيّط عليه لمّا قال انا عشت في مصر وسوف يواريني ترابها .. خرجت من شقتي هنا في الكويت ووقفت في الطرقة والساعة اتنين بعد نص الليل وبقيت زي المجنون وانا رايح جي اضرب كف بكف وانا بقول ربنا ياخدك .. ربنا ينتقم منك .. الله يخرب بيتك وبيت اللي جابك .. تخيلوا المنظر .. كأني اتجننت .. صوتي عالي لدرجة جيراني وكلهم مصريين فتحوا بيبان شققهم .. وقعدوا يهدّوني ويقولولي خلاص خلاص .. والله حيمشي.
بس مبارك وصّلني للحالة دي بعد 30 سنة .. خلّاني فعلا مش طايق ابص في وشه ولا حتى اسمع صوته .. لكن مرسي " ربنا ينتقم منه " خلّاني لا طايق وشه ولا قفاه بعد 9 شهور .. بمجرد ما اشوفه تيجيني " قرفة " ومعدتي تقلب .. لدرجة - ولا أبالغ - اذا كنت ناوي اتفرج عليه في خطاب او حديث نوّهوا عنه .. اقوم واخد حبتين زانتاك بتاع الحموضة .. وحبتين موتليوم بتاع القىء .. وجنبي بقى شفشق لمون وبرتقال حادق عشان أحافظ على مفعول الزانتاك والموتليوم .
ومع كل هذه الاحتياطات .. الراجل قادر بدرجة تثير الدهشة انه يجنّنك ويجيب لك الضغط .. وممكن جلطة في المخ او ذبحة صدرية من فرط الكذب والخداع اللي الدكتوراه بتاعته اخذها في الاتنين مع مرتبة " القرف" الأولى .. المذيعة تسأله اين شباب الثورة الحقيقيين ؟
.. يرد بتناحة منقطعة النظير : في قلبي من جوه !.. يا حبيبتي .. يا حنينة .. ويا معسلة أوي يابطاطة .. طيب ايه حكاية تطهير القضاء؟ .. يرد : القضاء المصري الشامخ محدش يجي ناحيته .. بس هى الحكاية لمّا مش عارف إيه .. ويبدأ يلت ويعجن زي زينات صدقي ، عشان في الأخر ميقلش حاجة ويرد ع السؤال .. وعلى هذا المنوال الغبي يقعد يرغي ساعتين في كلام لا يودي ولا يجيب .. وفي الأخر اقوم ضارب نفسي ميت جزمة اني ضيعت وقتي واتفرجت عليه .. زي ما ضربت نفسي مليون جزمة قديمة يوم ما انتخبته .. وكنت فاكر اني انتخبت " راجل "!
امبارح اتفرجت على مرتضى منصور مع معتز الدمرداش .. ورغم كل مآخذي على مرتضى ، إلا انه امبارح تحديدا قال كلام مهم .. بس أهم حاجة قالها وكادت عيناه تدمع.. معتز بيسأله في نهاية الحلقة مصر رايحة على فين .. فرد : مصر " راحت " خلاص !! .
والله العظيم قالها وعينيه مدمعة .. بس كان صادق أوي في الكلمة .. مصر رايحة على فين ؟ .. مصر " راحت " خلاص .. سامع يا شعب مصر .. سامعين يا شباب مصر .. ويا ستات مصر الرجالة .. سامع يا سيادة الفريق السيسي .. سامع يا جيش اكتوبر وتحرير سيناء .. ولا كلنا انطرشنا وجالنا صمم .. ولو احنا مش سامعين .. مش كل واحد مننا في وشه عينين ربنا خلقها عشان نشوف بيها .. كمان مش شايفين .. يعني لا بنسمع ولا بنشوف .. يبقى نزعل ليه بقى لمّا الاخوان يمرمطوا بكرامتنا الارض ؟ .. خليكوا قاعدين في بيوتكم .. اللي وحياة أمي وأمك انت وهو .. لتنطردوا منها بكره طردة الكلاب!!