الدولار ب50.91 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأحد 27-4-2025    المتظاهرون رفعوا الراية السوداء، رئيس الشاباك السابق: العصيان المدني بدأ ضد نتنياهو    ترامب: السفن الأمريكية يجب أن تعبر قناتي السويس وبنما مجانًا    الزوراق البحرية الإسرائيلية تقصف منطقة المواصي جنوبي غزة    شوقي غريب: أتوجه بالشكر لإدارة المريخ السوداني وأشعر أنني بين إخوتي (فيديو)    بيراميدز يوجه صدمة قوية ل الزمالك (تفاصيل)    بينهم صيدلي وعاملين فندق شهير وسورية.. مصابون في حادث سقوط ديكور حفل تامر حسني    تفجيرات تسرق الفرحة.. مصر بين الألم والرجاء بأحد السعف في أبريل 2017    حماس تعلن مغادرة وفدها القاهرة بعد إجراء مباحثات بشأن وقف العدوان على غزة    موعد مباراة النصر القادمة في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    هل استغل الرئيس الأوكراني جنازة البابا فرنسيس للترويج لنفسه؟    أوكرانيا: تسجيل 156 اشتباكًا مع القوات الروسية خلال 24 ساعة    بعد إعلان فسخ التعاقد.. الأهلي يوجه رسالة خاصة لكولر    السعودية: منع دخول أي شخص إلى مكة خلال موسم الحج إلا لمن يحمل تأشيرة حج    رسميًا خلال أيام.. إعلان نتيجة اللوتري الأمريكي 2025 وخطوات الاستعلام (رابط مباشر)    أحمد شوبير يوجه رسالة لجماهير النادي الأهلي    فيديو | ريم مصطفى تسخر من مشهدها المتداول في «سيد الناس» وتثير تفاعلاً واسعًا    حار نهاراً والعظمى في القاهرة 28.. حالة الطقس اليوم    تحذير عاجل.. واتساب سيتوقف عن دعم هذه الهواتف بعد 8 أيام (التفاصيل)    1600 جنيه.. الحكومة تعلن موعد وتفاصيل زيادة المرتبات رسميًا    ارتفاع أسعار الأخشاب يهدد استقرار سوق الأثاث في دمياط    جامد أوي ورجله حرير.. أحمد موسى: عاوزين اللعيب ده في الأهلي (فيديو)    مباراة مجنونة.. فيران توريس يسجل التعادل لبرشلونة أمام ريال مدريد    انطلاق المؤتمر الدولي الخامس بالأزهر حول «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة»    مستشار بالأكاديمية العسكرية يكشف سر رفض الشعب تنحي جمال عبد الناصر    مصلحة الضرائب: أنهينا 55 ألف نزاع قضائي مع الممولين.. والبيروقراطية انتهت لم تعد موجودة    مصرع طالب صدمه قطار أثناء عبوره شريط السكة الحديد بالبحيرة    ضبط جزار يبيع كيلو اللحمة ب900 جنيه بمدينة الشيخ زايد بالجيزة    ملامحها اتغيرت.. نجلاء بدر تثير الجدل بعد إجراء عملية تجميل (فيديو)    ليلى زاهر تثير الجدل بصورها مع هشام جمال وتُعلق: «أنا الفتاة الأكثر حظًا» (صور)    أوبرا دبي تقيم حفلًا إضافيًا لكاظم الساهر في 18 مايو بعد نفاد تذاكر الليلة الأولى    2 مايو.. الإعلان عن موعد حفل محمد عبده في دار الأوبرا المصرية    5 أطعمة ممنوعة على مرضى النقرس والتهاب المفاصل ( احرص على تجنبها)    تجاهلها يرفع من استهلاك الكهرباء.. 5 خطوات لتنظيف التكييف مع دخول الصيف    انتظم على تناول الشاي.. مشروبات تقلل الكوليسترول الضار في الدم    تجاهل الأعراض المبكرة ..عادات تفعلها يومياً تجعلك عرضة للأعراض للقولون العصبي    على الطريقة الشامية| كيفية عمل الهريسة الحارة    «ترجع لعصر الملك فاروق».. تفاصيل إحباط تهريب 11 عملة أثرية في مطار برج العرب (صور)    لحام وحديد بديل.. بيان عاجل بشأن ما يحدث في كوبري الزوايدة بالإسكندرية (صور)    انهيار منزل من 3 طوابق في سوهاج -صور    جامعة المنصورة تستضيف وزير الآثار الأسبق في ندوة علمية ومناقشة رسالة دكتوراه.. صور    الحكومة الإيرانية تحذر من التكهنات بعد انفجار في ميناء رجائي    خالد بيبو: علاقة كولر بالأهلى وصلت إلى طريق مسدود.. وتعرضت لحرب بدون سبب    «بعد فقدان المونديال».. 3 مباريات عالمية لا تنسى لكولر مع الأهلي    عصام إمام من زفاف ابنته يطمئن الجمهور على الزعيم عادل إمام: بخير وزي الفل    تحديات في الحياة المهنية والشخصية.. حظ برج العقرب اليوم 27 أبريل    محمد سمير ندا بعد حصد جائزة "البوكر": لم أتوقع الضجة حول رواية "صلاة القلق"    غدًا.. الثقافة تختتم ملتقى سيناء لفنون البادية بالعريش    النصر يكتسح يوكوهاما مارينوس برباعية ويتأهل لنصف نهائي أبطال آسيا.. فيديو    أمانة التعليم ب«مستقبل وطن» تكشف تفاصيل ختام مسابقة أوائل الطلبة للمرحلتين الابتدائية والإعدادية    البلشي: هناك تخوفات من يوم الانتخابات ولكنني أشعر دائمًا بالأمان وسط الصحفيين    سعر الذهب اليوم الأحد 27 أبريل محليًا وعالميًا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    المالية: حزمة تسهيلات ضريبية جديدة لتحفيز الانضمام للمنظومة    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025.. متى تبدأ وكيف يحتفل بها المسلمون؟    نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد    أمين الإفتاء: السخرية على السوشيال ميديا إيذاء للإنسان وتصنيفها من الكبائر    أمين الفتوى يوضح جزاء من يمنع الميراث عن أخواته: يمنع الله عنه ميراثه في الجنة (فيديو)    موعد عيد الأضحى.. هلال شهر ذو الحجة يولد الثلاثاء الموافق 27 مايو 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم عيسى يكتب: هذه شهادتى عن الشيخ الشعراوى «2»
نشر في الدستور الأصلي يوم 19 - 04 - 2013


لقد ظهر على شاشة التليفزيون.. كيف؟

كان الرجل جديدًا تمامًا.. أداؤه الحركى بالغ التطور.. فهو يتحرك بيديه وجذعه ويميل بمرفقيه ويغضب بملامحه ويضحك بأسنانه واضح الدلالة

منذ ظهر الإخوان والتيار الإسلامى فى الحكم بعد ثورة 25 يناير -إن كانت ثورة فعلًا- تحولت اللجان الإلكترونية «الإخوانية الشاطرية» إلى بث ونشر كلام مجتزأ من السياق قاله أو كتبه إبراهيم عيسى عن الشعراوى.

ويبدأ بعدها الأتباع بالانتقاد والشتائم والتكفير، وغيرها من تهم حراس الإسلام الجدد فى مصر.. لذا قررنا فى «التحرير» العودة إلى ما كتبه إبراهيم عيسى من عشرين عامًا عن الشيخ الشعراوى لكى نراجع ما كتبه وتراجعوه أنتم أيضا لنكتشف معا حقيقة كلام اللجان الإخوانية.

لقد التقى مكتشفَه أحمد فراج خريج شعبة العلوم السياسية بكلية التجارة بالقاهرة عام 1953، وقد دخل الإذاعة فى العام التالى لتخرُّجه، والتحق بالتليفزيون مع نشأته عام 1961 ومن الإذاعة إلى التليفزيون تشهد حياة أحمد فراج تطورًا مكثفًا، فقد اشتهر لفترة بزواجه بالفنانة المطربة صباح (ولايزال شريط بعض مباريات كرة القدم فى الستينيات يحتفظ بصورتهما معًا فى المقصورة مهللَين لفوز ما)، ثم اشتهر فى الوقت نفسه باهتمامه بالدين وشخصيته الورعة المتدينة.. ويمكن التعبير عن طريقة تفكير فراج الدينى وقتها بإجابته عن سؤال وجهته إليه مجلة الإذاعة والتليفزيون، كان السؤال حول الحب.. حلال أم حرام، فأجاب أحمد فراج: «الحب الحلال حلال.. والحب الحرام حرام».
هكذا!
كان يشغل منصب وزير الإعلام وقتها د.عبد القادر حاتم الذى استدعى أحمد فراج فى صباح أحد الأيام بمكتبه وطلب منه إعداد وتقديم برنامج دينى فى التليفزيون (وهى واقعة تجيب عن اهتمام المؤسسة الرسمية وقتها بالدين عكس ما يُشاع».. ويقدم أحمد فراج برنامج «نور على نور» الذى تضرب شهرته الآفاق فى هذه الفترة فيصل إلى البرنامج مثلا مليون ونصف مليون رسالة، وتعاد إحدى حلقاته 12 مرة فى ليبيا و4 مرات فى مصر و20 مرة فى السعودية (كانت الحلقة للطبيب المهدى بن عرفة سفير المغرب الأسبق فى أمريكا».

وصار أحمد فراج علمًا فى هذا المجال، وكان من الطبيعى أن يتردد على مكتب الإمام شيخ الأزهر، وفى إحدى المرات حين كان ينتظر خروج أحد الضيوف من مكتب الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر تبادل الحوار لأول مرة مع مدير مكتبه (الذى لم يكن سوى الشيخ الشعراوى) دارت الكلمات حول قضايا شتى، واستشفّ أحمد فراج من خلال الحديث مواهب الشعراوى فى الإلقاء التليفزيونى والأداء الجماهيرى فاتفق معه على الظهور فى حلقة من «نور على نور» مع وزير الأوقاف وقتها عبد العزيز كامل، وكانت عن غزوة تبوك.

لكن الشعراوى لم يظهر مرة أخرى على الشاشة إلا بعد أربع سنوات، فقد سافر إلى السعودية.

وحين عاد عام 1974.. وجد أحمد فراج فى انتظاره و«نور على نور» أمامه!

■ ■ ■

عام 1974.. أشياء كثيرة تغيرت فى مصر.

أما رجال الدين والدعاة وقتها فكانوا ثلاثة أنواع:

نوع وقور متزن يرتدى العمامة «والكاكولا» ويتحدث بصوت دافئ منضبط يتزعمهم الشيخ حسن الباقورى والشيخ عبد الحليم محمود، والنوع الثانى كان يمثله منفردًا الشيخ عبد الحميد كشك، الظاهرة التى استشرت وقتها فى أشرطة الكاسيت والكتب المطبوعة (خلسة) وهذا الإقبال الضخم على مسجده «عين الحياة» بشارع مصر والسودان الشهير، وكان رجلًا متضخم اللغة انفعالىّ الأداء، صريح العبارة، بسيط الأمثلة، شرس التهجم على كل مظاهر الحياة المصرية ورموزها.

أما النوع الثالث فكان فقهاء جيل الجماعات الإسلامية الشبيبة التى كانت تقوى عضلاتها فى هذا الوقت.

وجاء الشعراوى.. وانفتح التليفزيون أمام النوع الرابع.

كان الرجل جديدًا تمامًا، أداؤه الحركى بالغ التطور، فهو يتحرك بيديه وجذعه ويميل بمرفقيه ويغضب بملامحه ويضحك بأسنانه واضح الدلالة، فكل انفعالاته تتركز فى نغمات صوته الذى يرتفع وينخفض ويخشن ويرقّ ويغلظ وينعم، كما أنه كثير التداخل بين العامية والفصحى ويردِّد أمثلة متعددة من الريف القح الجوانى (لاحظ أن الرئيس السادات وقتها كان يتميز فى حواراته مع المذيعة همت مصطفى بالأمثلة الريفية وحكايات القرية).

وكان الشعراوى أيضا من أنصار التعليم على طريقة الفصول والكتاتيب، حيث يطلب من الجالسين أمامه الرد على كلمة ويشاركونه فى مَثَل، لكنها كلها أمور تعتمد أساسًا على التلقين لا على المناقشة والأخذ والرد، الأمر الذى ينتهى غالبًا بالجالسين وقد صرخوا إعجابًا.

المهم أن برنامج «نور على نور» كان قد أُلغِىَ، وسافر أحمد فراج إلى السعودية حيث تَرأَّس اتحاد الإذاعات الإسلامية هناك، واستمر الشعراوى فى برنامج منفرد حتى وقتنا هذا باستثناء بعض الأسابيع عام 1981، وفى أثناء أزمة سبتمبر واشتدداد محنة الفتنة الطائفية كما أطلق عليها إعلاميًّا، وكان توقف البرنامج الاضطهاد الوحيد الذى تعرض له الشعراوى منذ قدومه من السعودية. فقد تولى وزارة الأوقاف فى حكومة ممدوح سالم فى نوفمبر 1976 حتى أواخر 1987 ولكن هذه الفترة أسقطها الشعراوى من حياته ودائمًا ما يعلن ندمه على الموافقة على الوزارة وتراجعه عن الخوض فى السياسة، رغم أن الشيخ لا يتردد أبدًا فى الإدلاء بحوارات وآراء سياسية يغلب عليها نفس الأداء الانفعالى والأمثلة الريفية التى لا يمكن أن تصلح أحيانًا للسياسة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.