نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة 2024.. رابط وخطوات الاستعلام عبر الموقع الرسمي    الدولار يهبط والين عند أعلى مستوى في 2024 والمستثمرون يترقبون مسار خفض الفائدة    الخارجية الأمريكية: نرفض التدخل الخارجي في الانتخابات الرئاسية وسنرد بشكل حاسم    الرئاسة الفلسطينية: غزة جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين    أستاذ علوم سياسية: الغرب فتح مخازن أسلحته لأوكرانيا لاستنزاف روسيا    تل أبيب تدرس إيقاف إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بدءًا من الأسبوع المقبل    الشوط الأول.. التعادل السلبي يُسيطر على نتيجة مباراة النصر وأهلي جدة    عاجل.. 4 قرارات مهمة من «كاف» بسبب مباراة السوبر الأفريقي بين الأهلي والزمالك    محافظ الدقهلية ينيب عنه فى عزاء أسرة سيدة انهيار جزء من منزلها    مصرع عنصر شديد الخطورة وضبط 4 آخرين في تبادل إطلاق نار مع الشرطة بدمياط    سيطرة المرتفع الأزوري.. «الأرصاد» تكشف حالة الطقس غدًا السبت وحتى نهاية الأسبوع    أحمد داش : الفن مهمته الصدق في تقديم الحكاية    سفيرة فلسطين لدى كندا: إسرائيل تخالف كل مقومات تطبيق حل الدولتين    إحالة المدير المناوب بمستشفى كفر الدوار للتحقيق لإهماله فى العمل    «المنشطات أم السعرات الحرارية».. السر وراء وفاة أضخم لاعب كمال أجسام في العالم    فصل التيار الكهربائى عن محطة محولات ميت غمر القديمة غدا 3 ساعات للصيانة    رافينيا يفصح عن سبب تمسكه بالبقاء في برشلونة    الأهلى يرفع حالة الطوارئ دفاعًا عن الأميرة الإفريقية    أنور الجعفرى ل"مدد": حبى لسيدنا محمد وآل البيت هو من حببنى فى الإنشاد    شاطئ عجيبة يشهد انطلاق أولى جولات أسبوع أطفال "أهل مصر" وبدء تدريبات الورش اليوم    صبري فواز وأشرف زكي وآسر ياسين أبرز الحضور في إطلاق مشروع غايا الإبداعي    رابط تسجيل رغبات تنسيق الثانوية العامة الدور الثاني 2024    بعد سلق "الإجراءات الجنائية"..غضب نقابي وسياسي من هجوم تشريعية النواب على نقيب الصحفيين خالد البلشي    بأسلوب المغافلة.. التحقيق مع تشكيل عصابي نسائي تخصص في سرقة المواطنين بالشروق    احتفلوا بالرسول صلى الله عليه وسلم    أحمد الخطيب يكتب: فى حضرة سيدنا النبى    أرفض الإساءة والتهديد.. نقيب المهندسين يتضامن مع خالد البلشي بسبب "الإجراءات الجنائية"    أستاذ اقتصاد يكشف العائد من حزمة التسهيلات الضريبية الجديدة(فيديو)    أستاذ قانون دولي: الموقف الفرنسي تجاه غزة يحتاج إلى التطوير    حسن الرداد وإيمي سمير غانم يقدمان مسلسل حق آدم في رمضان 2025    بيان «مدريد» يطالب بإعادة السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية على معبر رفح وبقية الحدود    «التضامن» توجه بحصر المضارين من تداعيات حادث انهيار عقار سكني في مصر الجديدة    خبر في الجول – سيراميكا يتفق مع أحمد أشرف لاعب الأهلي السابق لضمه    جامعة المنوفية تحصد 4 ميداليات بالمهرجان الرياضى لجامعات الدلتا والقاهرة الكبرى    نائب محافظ سوهاج ووكيل الصحة يتفقدان المستشفى العام لرفع مستوى الخدمة    حريق هائل يلتهم إدارة إسنا التعليمية بالأقصر.. فيديو وصور    انتشال ضحايا ومصابين.. القصة الكاملة لانهيار عقار شبرا مصر| صور    ناصف يتفقد أعمال تطوير قصر ثقافة البدرشين والطفل بجاردن سيتي    إعلام إسرائيلى: مبعوث أمريكا يزور إسرائيل الاثنين لإجراء محادثات بشأن لبنان    حصاد 43 يوما .. حملة «100 يوم صحة» قدمت أكثر من 69 مليون خدمة طبية مجانية    «الداخلية» تكشف حقيقة فيديو احتجاز مواطن في أسيوط على يد ضابطين لإجباره على تطليق زوجته في أسيوط    رئيس "الوطنية للإعلام" يهنئ السيسي بمناسبة المولد النبوى الشريف    رونالدو أول شخص يصل إلى المليار متابع في التاريخ    40 ألف فلسطينى يؤدون صلاة الجمعة فى المسجد الأقصى    وكيل أوقاف الفيوم يفتتح مسجد الرحمة بقرية شرف الدين    سقط في الركعة الثانية.. وفاة رجل أثناء الصلاة داخل مسجد بالمنوفية    محاكمة 73 متهمًا في قضية «خلية التجمع الإرهابية»| غدا    غدا.. قطع الكهرباء عن 5 مناطق بسمالوط في المنيا    كل ما تريد معرفته عن المؤشر العالمي للأمن السيبراني بعد انضمام مصر    الصحة تنظم المؤتمر العلمي السنوي لمستشفى شبين الكوم التعليمي    «هل المحبة تكون بالقصائد الشركية والرقص؟» دار الإفتاء تحرم الاحتفال بالمولد النبوي في هذه الحالة؟    رئيس جامعة الجلالة ل«الخريجين»: المستقبل أمامكم استمروا في السعي    ورش مهرجان المسرح التجريبي رؤى جديدة ومبتكرة    أهداف شركة ابدأ الذراع التنفيذى للمبادرة الوطنية    للعام الرابع.. تعليم البحيرة يتصدر المركز الأول لضمان الجودة والاعتماد    القبض على صاحب كيان تعليمي بدون ترخيص لاتهامه بالنصب بمدينة نصر    بعد تحذير صندوق النقد، الذهب يحوم قرب أعلى مستوى على الإطلاق ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية    الألاف أدوا صلاة الغائب على إيهاب جلال بالإسماعيلية| فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم عيسى يكتب: هذه شهادتى عن الشيخ الشعراوى «2»
نشر في الدستور الأصلي يوم 19 - 04 - 2013


لقد ظهر على شاشة التليفزيون.. كيف؟

كان الرجل جديدًا تمامًا.. أداؤه الحركى بالغ التطور.. فهو يتحرك بيديه وجذعه ويميل بمرفقيه ويغضب بملامحه ويضحك بأسنانه واضح الدلالة

منذ ظهر الإخوان والتيار الإسلامى فى الحكم بعد ثورة 25 يناير -إن كانت ثورة فعلًا- تحولت اللجان الإلكترونية «الإخوانية الشاطرية» إلى بث ونشر كلام مجتزأ من السياق قاله أو كتبه إبراهيم عيسى عن الشعراوى.

ويبدأ بعدها الأتباع بالانتقاد والشتائم والتكفير، وغيرها من تهم حراس الإسلام الجدد فى مصر.. لذا قررنا فى «التحرير» العودة إلى ما كتبه إبراهيم عيسى من عشرين عامًا عن الشيخ الشعراوى لكى نراجع ما كتبه وتراجعوه أنتم أيضا لنكتشف معا حقيقة كلام اللجان الإخوانية.

لقد التقى مكتشفَه أحمد فراج خريج شعبة العلوم السياسية بكلية التجارة بالقاهرة عام 1953، وقد دخل الإذاعة فى العام التالى لتخرُّجه، والتحق بالتليفزيون مع نشأته عام 1961 ومن الإذاعة إلى التليفزيون تشهد حياة أحمد فراج تطورًا مكثفًا، فقد اشتهر لفترة بزواجه بالفنانة المطربة صباح (ولايزال شريط بعض مباريات كرة القدم فى الستينيات يحتفظ بصورتهما معًا فى المقصورة مهللَين لفوز ما)، ثم اشتهر فى الوقت نفسه باهتمامه بالدين وشخصيته الورعة المتدينة.. ويمكن التعبير عن طريقة تفكير فراج الدينى وقتها بإجابته عن سؤال وجهته إليه مجلة الإذاعة والتليفزيون، كان السؤال حول الحب.. حلال أم حرام، فأجاب أحمد فراج: «الحب الحلال حلال.. والحب الحرام حرام».
هكذا!
كان يشغل منصب وزير الإعلام وقتها د.عبد القادر حاتم الذى استدعى أحمد فراج فى صباح أحد الأيام بمكتبه وطلب منه إعداد وتقديم برنامج دينى فى التليفزيون (وهى واقعة تجيب عن اهتمام المؤسسة الرسمية وقتها بالدين عكس ما يُشاع».. ويقدم أحمد فراج برنامج «نور على نور» الذى تضرب شهرته الآفاق فى هذه الفترة فيصل إلى البرنامج مثلا مليون ونصف مليون رسالة، وتعاد إحدى حلقاته 12 مرة فى ليبيا و4 مرات فى مصر و20 مرة فى السعودية (كانت الحلقة للطبيب المهدى بن عرفة سفير المغرب الأسبق فى أمريكا».

وصار أحمد فراج علمًا فى هذا المجال، وكان من الطبيعى أن يتردد على مكتب الإمام شيخ الأزهر، وفى إحدى المرات حين كان ينتظر خروج أحد الضيوف من مكتب الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر تبادل الحوار لأول مرة مع مدير مكتبه (الذى لم يكن سوى الشيخ الشعراوى) دارت الكلمات حول قضايا شتى، واستشفّ أحمد فراج من خلال الحديث مواهب الشعراوى فى الإلقاء التليفزيونى والأداء الجماهيرى فاتفق معه على الظهور فى حلقة من «نور على نور» مع وزير الأوقاف وقتها عبد العزيز كامل، وكانت عن غزوة تبوك.

لكن الشعراوى لم يظهر مرة أخرى على الشاشة إلا بعد أربع سنوات، فقد سافر إلى السعودية.

وحين عاد عام 1974.. وجد أحمد فراج فى انتظاره و«نور على نور» أمامه!

■ ■ ■

عام 1974.. أشياء كثيرة تغيرت فى مصر.

أما رجال الدين والدعاة وقتها فكانوا ثلاثة أنواع:

نوع وقور متزن يرتدى العمامة «والكاكولا» ويتحدث بصوت دافئ منضبط يتزعمهم الشيخ حسن الباقورى والشيخ عبد الحليم محمود، والنوع الثانى كان يمثله منفردًا الشيخ عبد الحميد كشك، الظاهرة التى استشرت وقتها فى أشرطة الكاسيت والكتب المطبوعة (خلسة) وهذا الإقبال الضخم على مسجده «عين الحياة» بشارع مصر والسودان الشهير، وكان رجلًا متضخم اللغة انفعالىّ الأداء، صريح العبارة، بسيط الأمثلة، شرس التهجم على كل مظاهر الحياة المصرية ورموزها.

أما النوع الثالث فكان فقهاء جيل الجماعات الإسلامية الشبيبة التى كانت تقوى عضلاتها فى هذا الوقت.

وجاء الشعراوى.. وانفتح التليفزيون أمام النوع الرابع.

كان الرجل جديدًا تمامًا، أداؤه الحركى بالغ التطور، فهو يتحرك بيديه وجذعه ويميل بمرفقيه ويغضب بملامحه ويضحك بأسنانه واضح الدلالة، فكل انفعالاته تتركز فى نغمات صوته الذى يرتفع وينخفض ويخشن ويرقّ ويغلظ وينعم، كما أنه كثير التداخل بين العامية والفصحى ويردِّد أمثلة متعددة من الريف القح الجوانى (لاحظ أن الرئيس السادات وقتها كان يتميز فى حواراته مع المذيعة همت مصطفى بالأمثلة الريفية وحكايات القرية).

وكان الشعراوى أيضا من أنصار التعليم على طريقة الفصول والكتاتيب، حيث يطلب من الجالسين أمامه الرد على كلمة ويشاركونه فى مَثَل، لكنها كلها أمور تعتمد أساسًا على التلقين لا على المناقشة والأخذ والرد، الأمر الذى ينتهى غالبًا بالجالسين وقد صرخوا إعجابًا.

المهم أن برنامج «نور على نور» كان قد أُلغِىَ، وسافر أحمد فراج إلى السعودية حيث تَرأَّس اتحاد الإذاعات الإسلامية هناك، واستمر الشعراوى فى برنامج منفرد حتى وقتنا هذا باستثناء بعض الأسابيع عام 1981، وفى أثناء أزمة سبتمبر واشتدداد محنة الفتنة الطائفية كما أطلق عليها إعلاميًّا، وكان توقف البرنامج الاضطهاد الوحيد الذى تعرض له الشعراوى منذ قدومه من السعودية. فقد تولى وزارة الأوقاف فى حكومة ممدوح سالم فى نوفمبر 1976 حتى أواخر 1987 ولكن هذه الفترة أسقطها الشعراوى من حياته ودائمًا ما يعلن ندمه على الموافقة على الوزارة وتراجعه عن الخوض فى السياسة، رغم أن الشيخ لا يتردد أبدًا فى الإدلاء بحوارات وآراء سياسية يغلب عليها نفس الأداء الانفعالى والأمثلة الريفية التى لا يمكن أن تصلح أحيانًا للسياسة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.