محمد حمدي يكتب: انت اللي عملتها فى نفسك.. يا مشمش!

عزيزى محمد مرسي رئيس مصر السابق: بدأت أشعر بالقلق عليك بعد ان خفت حدة التهديد والوعيد التى تطل بها علينا بمناسبة، أو بدون، كما افتقدنا فى كلمتك أمام المهندسين أمس الصوابع التى اعتدت أن تحدثنا عن لعبها جوة وبرة.. لعل المانع خير.

لكن يا عزيزى: نائبك العام الباطل واصل الهجوم نيابة عنك، وقرر ضبط وإحضار مقدم البرامج الساخرة باسم يوسف بتهمة إهانة الرئيس، وإزدراء الأديان، ونفى أن يضيف إليها العيب فى الذات الإلهية، مما يؤكد يا جناب الرئيس السابق ان نائبك العام الباطل لا يزال يسير على المخطط، وينفذ الأوامر التى تلقاها بقطع لسان كل إعلامى عميل، وفرم أي صوابع صحفية بتلعب، ومطاردة القنوات الفضائية التى لا تسبح بحمد الحاكم بأمر الإخوان محمد مرسي الأول.

وباعتبارى واحد من أصحاب الصوابع الصحفية، قررت أن استغل صوابعى وألعب بيها شوية فى الإعلام العميل، أحاول تحليل مدى عمالته، وهل يجوز أن نهدر دمه، أو نأدبه لعله يرتدع.

وطبعا يا سيادة الرئيس السابق يجب أن نستثنى 55 صحيفة قومية، واتحاد الإذاعة والتليفزيون، وقناة المحور، وصحيفة اليوم السابع لأنها بلا صوابع أساسا، وبالتالي يتبقى لدينا عددا محدودا جدا من القنوات والصحف، ونبدأ بقناة سي بي سي، وطبعا الإخوان عندهم مشكلة مع لميس الحديدى، لكن خيري رمضان متوازن، أما عماد أديب فقد بالغ فى الهدوء إلى حد أن برنامجه، أصبح بلا ملامح.. يعنى فى المحصلة النهائية تبدو القناة متوازنة.

فى النهار، كان محمود سعد حليفا لك، لكنه اعتذر، ومع ذلك فهو يفتح برنامجه لأنصار جماعتك وأهلك وعشيرتك بنفس القدر الذى يستضيف به المعارضون، ورغم أن زميلنا محمود سعد ضاق به ما تفعلون لكنه يحاول التوازن والحياد.. لكن أحيانا تخرجونه عن مشاعره وعن حياده لأنه فى النهاية مواطن يحس ويشعر ويتألم، وتنزل عليه أفعالكم كالحجارة.. وهذا وصف مؤدب.. بينما أخرون فى نفس القناة لا يتوقفون عن استضافة جنرالتكم مثل أبو إسماعيل والبلتاجى وغيرهم.. فى النهاية تبدو النهار أكثر ميلا للإخوان، حتى وإن إدعت عكس ذلك.

المشكلة إذن فى أون تى فى، وإبراهيم عيسى ، ومذيعة واحدة فى سي بي سي صوتها عالى، وزميلنا محمود سعد الذى يشغر بالخديعة، فهل تعتقد يا فخامة الرئيس السابق أنهم قادرون وحدهم على هز نظام الإخوان والقضاء على ثمانين عاما من العمل تحت الأرض استعدادا لهذه اللحظة التاريخية التى حكم فيها الإخوان.

الحقيقة التى لا يريد اهلك وعشيرتك يا فخامة الرئيس السابق، أنكم أنتم أعداء أنفسكم، وأن الإعلام ليس عميلا، بقدر ما أن جماعة الإخوان ومن معها يفتقدون الذكاء، ويصرون على العمل بطريقة القرون الوسطى، بينما نحن نعيش فى عصر تحررت فيه العقول، وانفتحت فيه طرق ووسائل المعرفة، وحتى لو سكتت تلك القنوات، وأغلقت الصحف، فسيكون هناك سيل من صفحات الفيس بوك وتويتر والمدونات، والصحف العالمية، ومواقع التليفزيونات فى كل أرجاء الأرض وموقع يوتيوب الذى يمتلأ بفيديوهات ترصد كل ما يدور على كوكب الأرض، وربما خارجه أيضا.

الإعلام ليس عميلا يا مشمش.. لكن خيالكم المريض وغير القادر على إدراك الحقائق الجديدة، ورغبتكم فى السيطرة بأى شكل وبأى ثمن وبطرق قمعية هى السبب فى حالة الكره الشعبي السريع جدا وغير المسبوق لكم.

أنا شخصيا لا أحب جماعة الإخوان المسلمين، وأعتبرهم تجار دين، لكن يا أهل الإخوان وعشريتهم.. نشكركم ألف شكر، فأنتم من تخطئون، وانتم من تجرمون، وانتم من يتسبب فى كراهية الناس لكم.. الحقيقة البسيطة أننا لم نبذل مجهودا، فأخطاؤكم وزلاتكم، وجرائكم اليومية كفيلة بالقضاء عليكم.. قول يا رب!