احتجاز 22 طالباً باحدى المساجد.. وظهور الأسلحة البيضاء والخرطوش يثير الفزع داخل الحرم الجامعى اتحاد الطلاب يفتح تحقيقاً موسعاً فى الواقعة .. وإدارة الجامعة : "أدن من طين وأخرى من عجين"
انتقلت حمى الصراع السياسي التى تشهده مصر خلال الآونة الأخيرة بين التيارات السياسية المختلفة المعارضة للنظام الحاكم والتيارات الموالية له إلى داخل أسوار جامعة الاسكندرية خاصة بعد أحداث المقطم، فى صورة اشتباكات مستمرة بين الطلاب من المنتمين إلى جماعة الاخوان المسلمين وطلاب القوى المدنية المختلفة الرافضة للجماعة.
وبدت كافة الاطراف فى حالة تربص واشتباكات مستمرة داخل المجمع النظرى بمنطقة الأزاريطة والذى يضم خمس كليات هى : "الحقوق والتجارة والآداب والتربية والسياحة والفنادق" بعد تواصل الاشتباكات وظهور الأسلحة البيضاء والخرطوش، فيما بدت ادارة الجامعة تعمل ب "اذن من طين واخرى من عجين" وكأن لا علاقة لها بالأمر.
ووقعت أول من امس الاثنين اشتباكات جديدة لليوم الثالث على التوالى بين طلاب الاخوان المسلمين والطلاب المنتمين إلى حركة 6 أبريل وطلاب الاشتراكيين الثوريون والطلاب المنتمين إلى حزب الدستور، حيث اتهم طلاب الطرف الأول طلاب القوى المدنية بالتعدى عليهم واحتجازهم داخل احدى المساجد لأكثر من ساعتين حتى تم فك حصارهم بعد حضور قوات من الشرطة وبمساعدة الاهالى.
وكانت الشوارع الجانبية المتفرعة من شارع سوتر وسط الاسكندرية شهدت حالة من الكر والفر بين الطلاب من كلية التجارة اثر قيام الطلبة المستقلين بفض وقفة احتجاجية ومعرضاً كان قد نظمهما طلبة الاخوان فى كلية التجارة احتجاجاً على احداث مقر الاخوان المسلمين بالمقطم .
وقام طلاب القوى الثورية بملاحقة طلبة الاخوان خارج الجامعة وتم استخدام الطوب والعصى من الجانبين كما سمع دوى لطلقات الخرطوش غير معلوم مصدره حتى تم احتجاز نحو 22 طالب داخل مسجد التقوى المتفرع من شارع سوتر فى المنطقة المقابلة للجامعة الا ان الاهالى تدخلوا لحمايتهم وتم احضار سيارات ميكروباص لنقلهم خارج المنطقة تحت اشراف الشرطة.
وتعود وقائع المشاجرة الى أحداث المقطم حيث قام بعدها طلبة جامعة الإخوان المسلمين بتنظيم معرض ووقفة احتجاجية داخل كلية التجارة استنكاراً لما حدث فقام الطلاب من القوى السياسية بمحاولة فض هذه الوقفة وانتهى الامر الا انه تم معاودة الاشتباكات مرة اخرى بين طلاب الفريقين وتم على اثره طرد طلاب الإخوان خارج الجامعة.
ويقول محمد شحاته – المتحدث باسم طلاب أسرة بناء التابعة لجماعة الاخوان المسلمين واحد الطلاب المحتجزين داخل المسجد – لليوم الثالث على التوالى نقوم بتنظيم فعالية احتجاجية ضد العنف الذى شهدته منطقة المقطم، ويقابلنا الطلاب المعاديين لنا بالتعدى علينا لفظياً وبألفاظ جارحة، ويحاولون جرنا للاشتباكات حتى انهم تتبعوا بعض الطلاب خارج أسوار الجامعة بالأسلحة البيضاء.
وأضاف، اضطررنا للاحتماء داخل المسجد قبل أذان العصر بربع ساعة تقريباً وخرجنا فى تمام الخامسة – أى قضينا نحو ساعتين ونصف الساعة – مشيراً إلى أن طلاب الاخوان تتبعهم طلاب الاشتراكيين الثوريون خلال ذهابهم إلى احدى المطاعم أمام الكلية وأن احد الطلاب ضرب تعدى على احد طلاب الاخوان وفتح مطوة وتجمعنا ووصل عددنا إلى 15 طلاب فوجدنا عددهم 30 طالباً وحاولوا الاحتكاك بنا وبحوزتهم أسلحة بيضاء وبعد العصر حاولنا نطلع وضربوا علينا خرطوش حتى وصلت الشرطة بعد ساعة نص من إغلاق المسجد حتى انهم منعوا المصلين من أداء صلاة العصر ورفضوا خروج أو دخول الطلاب وبحوزتهم "سيوف واسلحة بيضاء".
وقال الطالب عبدالله البحار – المتحدث باسم طلاب صوت الميدان -: أن الاشتباكات التى وقعت بين طلاب الاخوان وأخرون لا علاقة لها بطلاب القوى الثورية، مشيراً إلى أنه تم اصابة أحد الطلاب الأحد الماضى وتم عمل محضر.
وقال باهر محمد – نائب رئيس اتحاد طلاب الجامعة – أنه قام بفتح تحقيقات موسعة بين جميع الطلاب المشاركين فى الواقعة واحالة المتسبب والمخطئ إلى جهات التحقيق بكل كلية برفع تقرير إلى وكلاء وعمداء الكليات لأخذ القرار المناسب ضدهم على أن يتم رفع تقارير إلى شؤون التعليم والطلاب بادارة الجامعة.
وعلى طريقة ودن من طين وأخرى من عجين تعاملت ادار الجامعة، اذ تجاهل مجلس شئون التعليم والطلاب المنعقد بعد ظهر الاثنين برئاسة الدكتور رشدى زهران - نائب رئيس جامعة الاسكندرية لشئون التعليم والطلاب – الوقائع واقتصرت الجلسة على رفع اقتراح للمجلس الأعلى للجامعات باعتبار مركزى رشيد بمحافظة البحيرة ومطوبس بمحافظة كفر الشيخ ضمن النطاق الجغرافى لجامعة الاسكندرية نظراً لقربها من كليات الجامعة وذلك حرصاً على عدم اغتراب أبناء هذه المراكز .
وأصدر قرار بموافقة المجلس على إقامة معرض لسوق العمل لطلاب الجامعة خلال الأسبوع الأخير من أبريل القادم بمقر اتحاد طلاب الجامعة يتم خلاله تعريف الطلاب بالفرص المتاحة فى سوق العمل والاجراءات اللازمة لمعادلة الشهادات الجامعية لخريجى الجامعة بشهادات الجامعات العالمية .
ودعا المجلس طلاب الجامعة للمشاركة فى المنتدى الأول لمنطقة البحر المتوسط الذى يقام بجامعة Balamand بشمال لبنان والذى يهدف للتبادل الثقافى بين طلاب منطقة البحر المتوسط خاصة الدارسين فى مجالات الاتصالات والعلوم السياسية والاقتصاد والدراسات البيئية وكذلك المشاركة فى المعرض الدولى الأول لمؤسسات التعليم العالى الذى تنظمه مؤسسة الأهرام ليكون ملتقى دولى لطلاب وخريجى مؤسسات التعليم العالى من مصر والمنطقة الغربية والشرق الأوسط .