وثائق جديدة أفرج عنها الأرشيف الحكومي الإسرائيلي عن زيارة قام بها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر لإسرائيل بعد عام ونصف من زيارة السادات لتل أبيب وكان هدفها نقل مطالب القاهرة بتواجد لضباط اتصال مصريين في قطاع غزة، ومنح الحكم الذاتي للفلسطينيين شرطا لإقامة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إنه وفقا لتلك الوثائق فإنه بعد حوالي عام ونصف من زيارة السادات لإسرائيل، وصل الرئيس الأمريكي جيمي كارتر إلى إسرائيل، لإضفاء الطابع المؤسسي على العلاقات الأمريكية والمصرية عبر اتفاقية السلام مع إسرائيل، إلا أن العقبة إزاء ذلك كانت تواجد مصري في قطاع غزة ومنح الحكم الذاتي للفلسطينيين ، كما طولبت تل أبيب بالانفصال عن حقول النفط في سيناء.
وأوضحت الصحيفة أن الإفراج عن وثائق زيارة كارتر، يأتي متزامنا مع زيارة أخرى التي يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأيام القادمة لإسرائيل.
وأشارت إلى أن الرئيس المصري أنور السادات كان موضوعا تحت ضغط داخلي وخارجي، ولغضب العالم العربي، الأمر الذي اضطره لكي يثبت أنه ملتزم بتسوية سياسية شاملة في المنطقة وضمان حق الشعب الفلسطيني، لافتة إلى أن أصر على إقامة علاقات دبلوماسية فقط بعد انتخاب مؤسسات الحكم الذاتي الفلسطيني، وطالب بوجود مصري في غزة.
وذكرت الصحيفة أنه في 10 مارس 79 هبطت طائرة كارتر في إسرائيل، وفي لقاء مع بيجن أوضح الأخير للرئيس الأمريكي أنه لا يمكن التوقيع على اتفاقية السلام خلال زيارة كارتر قبل أن تجرى مناقشة حكومية حول منح الحكم الذاتي للفلسطينيين وعرض اتفاقية السلام على الكنيست، مضيفة أن وزير الخارجية الأمريكي سايروس وانس أعرب عن خوفه من عرض الاتفاقية على البرلمان الإسرائيلي.
ووفقا للوثائق فقد التقى وفد إسرائيلي برئاسة بيجن في اليوم التالي مع كارتر، وقال الأخير لبيجن " لدي شعور عميق بأن الشعب المصري يريد السلام، وأن السادات حريص جدا بإنهاء فترة المفاوضات قريبا، وأخشى إذا فشلنا في هذه الزيارة، سيكون من المشكوك فيه إذا كنا سننجح في إنهاء المباحثات مستقبلا".
وبحسب الأرشيف الإسرائيلي، قال كارتر لبيجن: «السادات تحت ضغط شديد، والسعودية تهدد بوقف ضخ النفط لمصر، وهو يواجه نبذا ومقاطعة كتلك التي تواجهها تل أبيب، والعالم العربي يشك في أن إسرائيل لا تريد تنفيذ خطة الحكم الذاتي للفلسطينين»، ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد ذلك عقد لقاء أخر، وطالب فيها بيجن من حكومة تل أبيب تقديم تنازلات جديدة فيما يتعلق بالتواجد المصري في قطاع غزة وانسحاب تل أبيب من المناطق المحتلة شرطا لإكمال العلاقات الدبلوماسية لكن بيجن رفض.
وأوضح بيجن للرئيس الأمريكي أن «تل أبيب ستنفذ ما هو وارد بالاتفاقية مع مصر بحذافيرها، والاتفاقية لم تنص على وجود ضباط اتصال مصريين في غزة»، ولفتت يديعوت إلى أن من بين الرافضين لتواجد مصري في قطاع غزة، كان وزير الزراعة حينئذ آريئيل شارون، الذي قال «يوجد هنا أفراد يعرفون قطاع غزة جيدا، وهؤلاء الذي يعرفون يدركون ماذا يعني وجود وفد مصري في القطاع، الأمر قد يسبب عاصفة».
من جانبها أوردت هآرتس جزءا من الوثائق التي وصف فيها بيجن المطلب الأمريكي بأن تصدر تل أبيب بيانا يتعلق بمراحل انسحابها من سيناء ب«الوقاحة الامريكية»، كما لفتت إلى أن رئيس الحكومة بيجن ووزراءه خافوا من تواجد مصري في قطاع غزة واعتبروا الأمر موطأ قدم لمصر في غزة للسيطرة عليها من جديد أو العمل على إقامة دولة فلسطينية على أراضيها.