أعرب سكوت جرايشن - المبعوث الأمريكي للسودان - عن «ثقته» بأن الانتخابات السودانية المقرر عقدها في الحادي عشر من الشهر الجاري ستجري في موعدها وستكون «علي أكبر قدر ممكن من الحرية والنزاهة» وذلك خلال لقائه بمسئولي المفوضية القومية للانتخابات السودانية اليوم وقال جرايشن إن هذه الهيئة «أطلعتني علي معلومات جعلتني أثق بأن الانتخابات ستبدأ في الموعد المقرر وستكون علي أكبر قدر ممكن من الحرية والنزاهة» مضيفا أن «المفوضية القومية للانتخابات قامت بعمل جدي لضمان وصول الشعب السوداني إلي مراكز التصويت. وستضمن الإجراءات والآليات المعتمدة الشفافية وسيتم تسجيل السكان واحتساب الأصوات بأفضل طريقة ممكنة». يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه المفوضية القومية للانتخابات أمس عن أن الانتخابات لن تؤجل رغم مطالب المعارضة السودانية الأخيرة، حيث طالب حزب الأمة وباقي أحزاب المعارضة السوادنية بإرجاء موعد الانتخابات التشريعية والإقليمية والرئاسية إلي الأسبوع الأول من مايو، وهو ما قوبل بحالة من القلق من قبل كل من واشنطن وباريس أمس. وأعربت الولاياتالمتحدة أمس عن أملها في أن تتمكن جميع الأطراف السودانية المعنية بالانتخابات من تجاوز خلافاتها والتوصل إلي إمكانية إجراء هذه الانتخابات التي تعد أول انتخابات تعددية في السودان منذ حوالي ربع قرن. ووصف بي جي كراولي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية اعتراضات أحزاب المعارضة بأنها «مخاوف مشروعة» حول العملية الانتخابية ومن بينها الحق في التغطية المتوازنة في وسائل الإعلام، ومشكلات لوجستية تتعلق بمراكز الاقتراع وآلياتها، لكنه أضاف أن بلاده تأمل في «أن تتمكن الأطراف السودانية من التوصل إلي اتفاق كي تكون هناك مشاركة قصوي». وأشار كراولي إلي أن «المهم هنا هو أن يبنوا معا مؤسسات حكومية شرعية وذات مصداقية كافية كي تتمكن من حكم جميع السودان»، وردا علي سؤال: إذا كان من المناسب تأجيل هذه الانتخابات؟.. قال المتحدث باسم الخارجية «في الوقت الحاضر، نحن نعمل بجد في محاولة لحل هذه القضايا العالقة وأعتقد أننا مازلنا نأمل أن تجري الانتخابات في ال 11 من أبريل الحالي» حسب قوله. بدورها دعت الخارجية الفرنسية الأحزاب السياسية السودانية التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات إلي العدول عن قرارها معتبرة أن «الوقت هو وقت التزام جميع الأطراف» بإحلال السلام في البلاد، وحثت «الحكومة وجميع الأطراف علي الحوار وضبط النفس»، وقال برنار فاليرو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية: «نرغب في أن تجري هذه الانتخابات، التي تعد مرحلة مهمة في تطبيق اتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005، في أفضل ظروف ممكنة». وأضاف فاليرو «أنها ليست ساعة الانسحاب من الساحة السياسية والحوار والمفاوضات» بل علي العكس هي ساعة «الالتزام وتحمل المسئولية بالنسبة لجميع الأطراف الموجودة للعمل علي أن تكون هذه الانتخابات نجاحا للبلاد والديمقراطية». وفي الخرطوم واصل سكوت جريشن المبعوث الأمريكي للسودان مشاوراته مع القادة السياسيين السودانيين في محاولة لإخراج العملية الانتخابية السودانية من أزمتها، والتقي المسئول الأمريكي أمس زعيم حزب الأمة ورئيس الحكومة الأسبق الصادق المهدي ومرشح الحركة الشعبية المنسحب من سباق الرئاسة ياسر عرمان كما سيلتقي خلال اليومين المقبلين أعضاء المفوضية القومية للانتخابات. بينما صرحت سارة نقد الله عضو المكتب السياسي بحزب الأمة بأن أحزاب المعارضة منحت السلطات مهلة أربعة أيام لتطبيق إصلاحات جوهرية مقابل عودتها للمشاركة في انتخابات يتم تأجيلها إلي مايو القادم، وأضافت في تصريحات صحفية: «ينبغي تنفيذ ثمانية شروط قبل ال 6 من أبريل الجاري مقابل مشاركة حزب الأمة في الانتخابات من بينها تجميد الإجراءات الأمنية القمعية، والحصول علي تغطية متوازنة لكل الأحزاب خلال الحملة الانتخابية، وحصول الأحزاب السياسية علي تمويل حكومي، وتعهد بتمثيلٍ منصف لمنطقة دارفور.