ما يُقال عن إضراب ضباط وأفراد من الشرطة فى عدد من الأقسام ومعسكرات الأمن المركزى.. هو من قبيل الفوضى الذى يغذّيه محمد مرسى وجماعته من أجل الاستمرار فى السلطة.. إنه نفس السيناريو الذى اتبعه مبارك ونظامه فى ثورة 25 يناير.. وبعد يوم 28 يناير جمعة الغضب.. انفلات أمنى وانسحاب وإضراب الشرطة عن العمل من أجل الفوضى وإطلاق البلطجية والمسجلين خطرًا. إنه نفس الأمر الذى يحدث فى إضراب الشرطة.. ولعل الموقف من وزير الداخلية وإصرار مرسى وجماعته على الإبقاء عليه يؤكد أنه يسير على خطى الإخوان ومخططاتهم، فإما محمد مرسى وإما الفوضى.. ألم يقُل ذلك المستشار الغريانى صاحب الدستور المشبوه؟ ألم يقلق ذلك مبارك؟ أنا أم الفوضى! إن شرطة محمد إبراهيم تعمل من أجل الفوضى لصالح مرسى.. وما يحدث مما يدّعونه من إضراب هو دليل على فشل حكومى.. وهو دليل على فشل رئاسى...
أتتذكرون ما ادَّعاه مرسى فى وعوده خلال المئة يوم الأولى وكان على رأسها استعادة الأمن؟ لكن ماذا يحدث الآن.. بعد أن أتو برجالهم على رأس الداخلية ومنح هذا الملف لمحمد البلتاجى برعاية خيرت الشاطر لإعادة هيكلة الداخلية وأخونتها؟ إنهم يستغلون هذه المواقف لصالحهم، ولعله ليس ببعيد عن هذه الفوضى الأمنية المتعمَّدة عما يُثار حول تفعيل قانون شركات الأمن.. للسماح بمزيد من التصاريح لشركات الأمن الخاصة.. وبالطبع سيكون السماح فيها لأصحاب النفوذ الجدد من الإخوان وحلفائهم لإدارة هذه الملف بشخصياته وبأمواله.. وذلك قبل أخونة الداخلية بالكامل.
فلو كان أمر إضراب الشرطة حقيقيًّا وليس سيناريو للفوضى المتعمدة والمتفق عليها فلم يكُن وزير الداخلية ليبقى فى منصبه يومًا واحدًا.. ودعوكم من الإطاحة برئيس قطاع الأمن المركزى.. فالرجل لم يكن يتبقى له سوى أيام قليلة.. ويخرج على المعاش، ثم إنهم كرموه بدلا من محاكمته لمسؤوليته عن سحل المواطنين واعتقال المتظاهرين والإشراف على تعذيبهم فى معسكرات الأمن المركزى حتى الموت.. لقد أكرموا رئيس قطاع الأمن المركزى وحمَوه بدلًا من محاكمته.
ولعل ما حدث فى المحلة وطنطا والإسكندرية مساء أول من أمس الجمعة.. من استمرار قوات الأمن المركزى فى إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص والخرطوش على المتظاهرين المحتجين يؤكد أنه ليس هناك إضراب.. وإنما هى حركات مسرحية لمزيد من الضغوط من قِبل قوات الأمن للحصول على مزيد من تصاريح القتل للمواطنين والمتظاهرين، وكله برعاية محمد إبراهيم الذى يتَمسَّك به محمد مرسى.. وينشر به فوضى الأمن لصالح الإخوان وميليشياتهم.
ولعل ما دعت إليه الجماعة الإسلامية حلفاء محمد مرسى من استعدادهم لتشكيل لجان شعبية بديلًا من قوات الأمن هو من قبيل السيناريو المرسوم من قبل جماعة مرسى، فهل يُعقل أن تخرج أى جماعة لتفرض الأمن فى دولة يدَّعى رئيسها أنه جاء بصندوق الانتخابات؟!
ولا أحد يخرج من مرسى وعشيرته، من حكومته ووزرائه ومستشاريه وقيادتهم فى الجماعة، يعترضون على ذلك.. ويؤكدون على أن لديهم رئيسًا يعمل على استقرار وأمان البلاد!
إنه الهزل.. إنه الفشل العظيم على يد مرسى.. ومع هذا فالرجل ليس عنده دم.. وجلده تخين.. وما زال متمسكًا بالبقاء فى قصر الرئاسة.. والبلد تنهار أمامه.. وهو سعيد ومستمتع!