زمام الأمور بدأت تفلت من يد وزير الداخلية محمد إبراهيم بإصراره على توريط الشرطة فى الصراع السياسى الدائر حاليا، وبالطبع انحيازه إلى الإخوان المسلمين حتى ولو كان على جثث المصريين، وما يكشف ذلك هو الوقفة الاحتجاجية التى نظمها أفراد الأمن المركزى بالدقهلية، وأيضا تهديد ائتلاف أفراد الشرطة بسحب زملائهم من بورسعيد فى حال عدم رجوع الوزير إلى صوابه. المئات من أفراد الأمن المركزى بمحافظة الدقهلية، نظموا وقفة احتجاجية صباح أمس، أمام معسكر الأمن المركزى بشارع الترعة بالمنصورة، للتنديد بممارسات رئيس الإخوان محمد مرسى ووزير الداخلية ضد أفراد الأمن المركزى وتقديمهم ككبش فداء، على حد وصفهم، للدولة، واحتجاجا على مقتل باقى زملائهم فى المحافظات الأخرى لا سيما بورسعيد، وتنديدا بالقبض على أحد أفراد الأمن المركزى وقرار النيابة بحبسه 4 أيام بتهمة دهسه لأحد المتظاهرين بالمنصورة يوم الجمعة الماضى.
المتظاهرون من أفراد الأمن المركزى، الذين خرجوا من معسكرهم لينظموا تلك الوقفة الاحتجاجية فى تمام الساعة الثامنة صباح أمس، رددوا هتافات عديدة، من بينها «دولا مين دولا مين دولا عساكر مصريين»، و«السباعى مات مقتول ومرسى هو المسؤول»، و«قالوا الشرطة مين.. دول شهداء بالملايين»، و«نائب عام يا مستشار فرد الشرطة يقى محتار»، و«أنا ماضربتش أخويا بالنار واللى ضرب لبسنا العار». عمرو سامى المتحدث الإعلامى باسم ائتلاف أفراد الشرطة بالدقهلية، قال ل«التحرير»، إن تلك الوقفة من أجل المطالبة بحقوق أفراد الأمن المركزى وإبعادهم عن التناحر السياسى بين الفصائل والأحزاب السياسية والمعتركات التى تحدث بين الأحزاب بعضها البعض، قائلا «نحن من يدفع ضريبة ما يحدث فى الوطن دون حلول من المسؤولين بالدولة وإخفاقهم فى إيجاد حلول»، لافتا إلى أن «الأمن المركزى دائما ما يتصدر المشكلات فى أى أزمات توجد فى الدولة رغم أننا لا ناقة لنا فيها أو جمل»، متسائلا «قبل أن نحاكم فرد الأمن يجب أن نتساءل من أعطى الأوامر له بالنزول والضرب حتى حدثت الواقعة».
ووجه سامى كلمة إلى الرئيس مرسى، قائلا «ارحموا وزارة الداخلية وجنود الأمن المركزى، ولا تضحوا بجنود الأمن المركزى بسبب عدم وجود حلول لديكم»، منوها بأن ضباط الشرطة متضامنون مع مطالبنا التى ننادى بها، كما أننا اكتسبنا عداء الشعب بأكمله من الباطل، رغم أننا جزء لا يتجزأ عنه، مشددا على أن هناك شهداء من الشرطة وأفراد الأمن المركزى لا يعلم الجميع عنهم شيئا، كما أن شهداء أفراد الأمن ببورسعيد «من يعوضنا عنهم؟».
ورغم سخونة الأحداث واشتعالها فى محافظة الدقهلية، فإن الصمت الرئاسى والحكومى، عما يحدث يؤجج تلك الأحداث أكثر وأكثر ويزيدها لهيبا وتعقيدا، فلا تزال الاشتباكات والمواجهات العنيفة بين قوات الأمن والشرطة أمام ديوان عام محافظة الدقهلية مستمرة مساء كل ليلة، ولا يزال العصيان المدنى يفرض نفسه على الأحداث بصورة كبيرة.
من جهته أعلن ائتلاف أفراد الشرطة أنه فى حال عدم اتخاذ وزير الداخلية قرارا أمنيا يحقن به دماء رجال الشرطة والمواطنين فى مدينة بورسعيد سيتخذ هو القرار بسحب الزملاء من المحافظة. أحمد مصطفى المنسق العام لائتلاف أفراد الشرطة أكد أن الموقف فى بورسعيد ينذر بكارثة، وعلى وزير الداخلية اتخاذ قرارات حاسمة وجريئة للحفاظ على أرواح رجال الشرطة والمواطنين والابتعاد عن الصراع السياسى الدائر حاليا، حتى لو وصلت تلك القرارات إلى سحب رجال الشرطة من محافظة بورسعيد وتسليمها للقوات المسلحة التى لا تقوم حاليا بأى دور فى دعم رجال الشرطة هناك، مشيرا إلى أنه فى حال عدم اتخاذ هذا القرار فإن الائتلاف سيقوم بالتنسيق مع أفراد شرطة بورسعيد لاتخاذ القرار بسحبهم من المدينة إذا لم تتحسن الأوضاع الأمنية، وإذا لم تقم القوات المسلحة بدورها فى مساندة الشرطة، مؤكدا أن الائتلاف يترك مهلة لوزير الداخلية 48 ساعة للتشاور مع القيادة السياسية بشأن اتخاذ قرارات تؤدى لتحسن الأوضاع الأمنية داخل المحافظة أو سحب قوات الشرطة.