يعتبرها الأوروبيون فرع الريف السويسري في مصر متحف الكاريكاتير العالمي الذي أنشأه محمد عبلة بقرية تونس تعد قرية تونس علي شاطئ بحيرة قارون من أجمل بقاع المحافظة، بل من أجمل المواقع في مصر كلها حيث تشبه في طبيعتها إلي حد كبير الريف السويسري وتشاهد فيها جميع عناصر الطبيعة في مكان واحد من الماء والخضرة والصحراء حيث تتميز القرية بوجود مرتفعات تشبه الهضبة قريبة من ساحل بحيرة قارون. استطاع الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي أن يكتشف روعة هذا المكان فقد زار القرية في أواخر الستينيات حينما كانت صحراء جرداء ففتنه جمال المكان وزارها بعدها بصحبته الشاعر سيد حجاب وزوجته إيفيلين ومن يومها أصبح هذا المكان قبلة للشعراء والأدباء والفنانين وكبار السياسيين، ولعل من أشهرهم الدكتورة ميرفت التلاوي ونجل الدكتور عصمت عبدالمجيد -الأمين السابق لجامعة الدول العربية- ومستر نيل- نائب مدير قسم النشر بالجامعة الأمريكية-. ويضم منتجع تونس أكثر من 250 فيللا تم بناؤها للعديد من المشاهير الذين أعجبوا بالمكان ومنهم أيضاً الفنان أحمد زغلول حفيد سعد زغلول وفنان الكاريكاتير نبيل تاج وتتابع توافد الأدباء والفنانين علي المكان من دول أوروبية مثل إنجلترا وإسبانيا وهولندا وسويسرا وأمريكا وكان من بين من استقروا في القرية بستان أبو زيد من جامعة تورنتو بكندا والمترجم الكبير دينيس جونسون ديفيز أول من ترجم روايات نجيب محفوظ والذي كان ضمن البعثة التي جلبها الدكتور طه حسين لتدريس اللغة الإنجليزية بكلية الآداب سنة 1945 ومازال يعيش حياته في القرية مع زوجته الفنانة الإيطالية باولايفز . ومع الأيام تم إنشاء طريق سياحي يربط القرية بالقاهرة ودخلتها الخدمات كالكهرباء والمياه والتليفون وتحول المكان إلي قبلة للزائرين خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، أما أهل القرية الذين يصل عددهم إلي نحو 4 آلاف نسمة فيعمل معظمهم بالزراعة وصيد الأسماك كما احترف الجزء الأكبر منهم العمل في مجال السياحة مع الوافدين من القاهرة ولذلك تجدهم يتعاملون باحترام كبير مع الأجانب. ولعل أبرز معالم قرية تونس متحف الكاريكاتير الذي أنشأه الفنان محمد عبلة عام 2009 كأول متحف للكاريكاتير في الشرق الأوسط والذي جمع فيه رسوماً كاريكاتورية نادرة بداية من عام 1927 من إبداعات الفنانين صاروخان ورخا وبهجوري وزهدي ومصطفي حسين وطوغان والليثي وحجازي وجمعة وجاهين وإيهاب وغيرهم من فناني الكاريكاتير إضافة إلي مركز الفيوم للفنون والذي أنشأه أيضاً الفنان محمد عبلة في ديسمبر 2006 ليكون واحة للمبدعين من جميع أنحاء العالم. أما المشروع الأهم الذي يحتضنه المنتجع فهو جمعية بتاح لتدريب أولاد الريف والحضر علي صناعة الخزف والذي أسسته الفنانة إيفيلين بوريه والذي يقوم بتدريب 15 تلميذاً وتلميذة من أبناء القرية سنوياً علي فنون الخزف لينضموا إلي كتيبة الفنانين والذين تم عمل معارض لهم في مصر وفي العديد من الدول الأوروبية وكان آخرها معرضا للفنانين محمد جمعة أحمد وأحمد ضيف بريك واللذين وجهت لهما إحدي الجمعيات الفرنسية الدعوة لإقامة معرض لهما هناك.
