اعترف الدكتور «جابر عصفور» رئيس المركز القومي للترجمة بتدني مستوي الترجمة في الوطن العربي مقارنة بباقي الدول الأوروبية، وعرض «عصفور» تجربة المركز القومي للترجمة قائلاً: ينطبق عليها بيت للشاعر «عزيز أباظة»: «كان حلماً فخاطراً فاحتمالاً ثم أضحي حقيقة لا خيالاً». وأكد «عصفور» أن صعوبات بيروقراطية كبيرة يواجهها المركز ويحاول «فاروق حسني» وزير الثقافة تذليلها، لكنها لا تفقدنا الحماسة لتطوير مشروع المركز. وقال «عصفور» خلال مؤتمر «الترجمة وتحديات العصر» إن المركز صنع هيبة للمترجم حينما قام برفع أجور المترجمين وأجبر الناشرين علي احترامهم، كما عبر «عصفور» عن تطلعه خلال شهر ديسمبر القادم إلي إصدار ما يقرب من ألف عنوان. وفي بداية افتتاح المؤتمر قام «فاروق حسني» بتكريم عدد كبير من رموز المترجمين في مصر والوطن العربي منهم «خليفة محمد التليسي» من ليبيا والدكتور «محمد عناني» و«فاروق عبدالوهاب» و«مصطفي عبدالغني» و«مصطفي ماهر» من مصر. وقال الدكتور «هاشم صالح» عقب الافتتاح: الترجمة ساهمت بشكل كبير في نقد العقل الإسلامي وأن ترجمة فكر ديكارت ساهمت في ذلك بشكل كبير لأنه كان فيلسوفاً جريئاً في رفض القناعات التي تربي عليها في طفولته وبدأ البحث عن ذاته الحقيقية وهذا ما جعله جريئاً في نقد كثير من المسلمات الدينية وعند ترجمة كتبه تبني عدداً كبيراً من الفلاسفة العرب منهج ديكارت في نقد الفكر الإسلامي. وأشاد «صالح» بالمفكر «محمد أركوت» الذي أكد في كثير من كتبه أن الخلاف بين الشيعة والسنة ليس له وجود، لكنه يحتاج إلي غربلة وتنقية الصراعات التاريخية التي أثرت في أفكار الطرفين وساهمت في زيادة الصراع، وألقي «صالح» اللوم علي المترجمين الذين لم يقوموا بترجمة مؤلفات مفكرين أوروبيين تناولوا الإسلام بشكل إنساني وكانت أفكارهم عبارة عن فتوحات فكرية رائدة.