"التنظيم والإدارة" يتيح الاستعلام عن نتيجة التظلم في مسابقة شغل 20 ألف وظيفة معلم مساعد مادة اللغة الانجليزية    العواري للطلاب الوافدين بالأزهر: نواجه منعطفًا خطيرًا يستهدف حضارة الإسلام وقيمها    المنوفية.. فتح باب القبول للالتحاق بمدارس التمريض الثانوية حتى الأحد 27 يوليو    تفاصيل طرح جديد لقطع الأراضي الاستثمارية    من الإكتفاء الذاتى والتصدير إلى الاستيراد…منظومة انتاج الأسمدة تنهار فى زمن الانقلاب    عضو تنسيقية شباب الأحزاب: 25 يناير و30 يونيو ثورتان صنعتا الجمهورية الجديدة    ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 30% على ليبيا والعراق والجزائر    لتطوير الطرق والجسور والبنية التحتية، أحمد الشرع يصدر مرسوما بإنشاء صندوق سيادي يتبع الرئاسة السورية    مدبولي: لا أحد يستطيع أن يجور على حق مصر في نهر النيل    ريال مدريد مهدد بفقدان أرنولد ضد باريس سان جيرمان بمونديال الأندية    رومانو: أرسنال قدم عرضه الأول لتشيلسي للحصول على خدمات مادويكي    الاتحاد السكندري يضم لاعب الزمالك رسميا    استمرار توافد جماهير الدراويش لتوقيع استمارات سحب الثقة من مجلس الإسماعيلي (فيديو)    ترامب: نخطط لتسهيل التوصل لتسوية سلمية للصراعات فى السودان وليبيا    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن برنامج ندوات دورته ال18    محافظ الغربية يشهد ختام فعاليات المهرجان القومي للمسرح بطنطا    رفع موقع دير أبو مينا الأثري بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر    كلية الفنون الجميلة بالمنصورة تناقش 200 مشروع تخرج للطلاب    نائب محافظ الوادي الجديد تتفقد وحدة الكشف المبكر للأورام بالخارجة    6 أعراض تؤكد أن طفلك يعاني من مشكلات في الكبد    الكشف على 833 حالة فى قافلة مجانية لجامعة كفر الشيخ بقرية فى البحيرة    تطورات حالة طبيب مستشفى بني سويف الجامعي بعد واقعة الجرح الذبحي    منتخب الطائرة البارالمبي يحصد ذهبية البطولة الأفريقية في كينيا بالفوز على رواندا    زينة عامر وجنا عطية تتوجان بذهبية التتابع في بطولة العالم للخماسي الحديث للناشئات    77 مترشحًا يتقدمون لخوض انتخابات مجلس الشيوخ في اليوم الخامس لتلقي الأوراق    افتتاح أول مدرستين للتكنولوجيا التطبيقية في الأقصر    السجن المشدد 5 سنوات لسارق بالإكراه ضبطه الأهالي متلبسًا في الجيزة    السجن المشدد ل متهمين بحيازة المواد المخدرة والسلاح في المنيا    محافظ «المركزي» المصري يبحث تعزيز التعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار    وزير الزراعة يكلف الدكتور سعد موسي بالعمل وكيلا لمركز البحوث الزراعية لشئون البحوث    عبد العاطي: نتطلع لاستضافة المؤتمر الدولى للتعافى المبكر وإعادة الإعمار فى غزة فور التوصل لوقف إطلاق النار    خرق جديد.. الجيش الإسرائيلي يفجر منزلا جنوب لبنان    السقا يحتفل بعرض فيلمه أحمد وأحمد في الإمارات وزيزو يشاركه    توقيع مذكرة تفاهم بين مكتبة الإسكندرية والمتحف الوطني لنظم تاريخ الكتابة بكوريا الجنوبية    تقدم الجيش ومعاناة المواطنين.. آخر تطورات الأوضاع في السودان    نمو كبير في صادرات الإسماعيلية الزراعية خلال مايو ويونيو.. اعرف التفاصيل    رئيس الوزراء: سفن التغييز تبدأ الضخ في الشبكة القومية الأسبوع المقبل    طلب ترشح لقائمة واحدة بانتخابات مجلس الشيوخ تحت اسم القائمة الوطنية من أجل مصر    طارق الجميل يجتمع بمدربي قطاع الناشئين في غزل المحلة استعدادًا للموسم الجديد    عثمان سالم يكتب: إدارة احترافية    خبير اقتصادي: زيارة الرئيس الصيني لمصر ترسخ دعائم الشراكة الاستراتيجية الشاملة وتدفع مسيرة التعاون بين القاهرة وبكين    إخماد حريق اشتعل بكشك فى شارع فيصل.. صور    عيسى السقار نجم حفل "هنا الأردن.. ومجده مستمر" في "مهرجان جرش"    الأزهر للفتوى الإلكترونية: الالتزام بقوانين ضبط أحوال السير والارتفاق بالطرق من الضرورات الدينية والإنسانية    أفضل دعاء للرزق بالولد وفقًا للقرآن والسنة    وكيل الأزهر: «المشروع الصيفى القرآنى» مبادرة تعزز دور الأزهر فى خدمة كتاب الله    الأزهر للفتوى: متوفين سنترال رمسيس "شهداء".. ويشيد بدور رجال الاطفاء    بدايًة من 12 يوليو.. أماكن امتحانات كلية التربية الفنية في المحافظات لتأدية اختبارات القدرات لعام 2025-2026    كوريا الشمالية: وزير خارجية روسيا يزور بيونج يانج بعد غد    7 سبتمبر .. الحكم على المتهم بقتل زوجته فى المقطم    وفاة طالب إثر إصابته بلدغة ثعبان في قنا    سقوط عنصر جنائي بتهمة النصب والتزوير بالطالبية    «حدوتة حب مصر».. قصور الثقافة تحتفي بمسيرة أحمد منيب بحضور أبنائه غدًا    لاول مرة مساعد رقمى يتنبأ بالخطر بالمحطات النووية قبل وقوعه ب30 دقيقة    أيمن الرمادي: عبد الله السعيد مثل رونالدو في الزمالك.. وكنت بحاجة للقندوسي وزلاكة    وزير الصحة يبحث مع المدير الإقليمي للصحة العالمية التعاون في ملفات المبادرات والتحول الرقمي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 9-7-2025 في محافظة قنا    تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. مؤشرات كليات ومعاهد دبلوم سياحة وفنادق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. أشرف الصباغ يكتب: ثورتنا بين جبهة الإنقاذ والمعارضة والنخبة وبين المرشد والتاجر والرئيس
نشر في الدستور الأصلي يوم 13 - 02 - 2013

من الواضح أن الولايات المتحدة ومحورها الأورو أطلسي غير مقتنعين إطلاقا بتحركات جبهة الإنقاذ والمعارضة في مصر، وغير عابئين أساسا بحركة الشارع المصري. هذا الأمر ناتج مباشرة من رغبة واشنطن في استكمال خطها الواضح في دعم "القوى اليمينية الدينية المتطرفة" في مصر والمنطقة. وناتج أيضا من جهود ممثل مكتب الإرشاد في قصر الاتحادية وجماعة الإخوان. تلك الجهود التي تتعامل بنجاح إلى الآن مع المعادلة الخارجية بإرسال الرسائل الكلاسيكية البراقة إلى الخارج وتصوير ما يجري في مصر على أنه "مكافحة شغب" و"صراع سلطة شرعية منتخبة مع مجرمين وقطاع طرق وأطفال شوارع" و"مواجهة العنف الذي تحرض عليه معارضة ضئيلة الوزن والفاعلية ضد سلطة شرعية".

إن رغبة واشنطن تتلاقى مع جهود الإخوان، ما يمنحنا المشهد السياسي الراهن في الداخل المصري. فجبهة الإنقاذ تنهار في هدوء. وهناك بالطبع فارق كبير بين اختلاف الآراء والتوجهات في جهة عريضة تضم تيارات وأحزاب مختلفة، وبين الفشل في إدارة واستثمار ثراء التنوع والاختلاف بسبب الطموحات الصبيانية والرغبات الطفولية. فحزب "غد الثورة" أعلن بشكل نهائي عن توجهاته وانحيازاته. وحزب "الوفد" يطلق إشارات خضراء نحو مكتب الإرشاد وقصر الاتحادية. بينما عمرو موسى يستثمر مبدئية محمد البرادعي بدبلوماسية شديدة لدرجة أن طريق موسى والبرادعي يبدو واحدا ومتجها نحو واشنطن عبر مكتب الإرشاد والرئاسة. ولكن لا يشك أحد في أن طريقي موسى والبرادعي مختلفان حتى وإن لم نتفق مع أي منهما. يبقى حمدين صباحي الذي أعلن، وما زال يعلن أنه لا يلعب مع النخب، حتى أنه توجه إلى قصر الاتحادية في ذكرى تنحى مبارك أثناء الاشتباكات الدامية هناك.

الرئاسة المصرية وجماعة الإخوان تأخذان الفرصة بعد الأخرى لا لإدارة الحكم، بل لتفتيت المعارضة وتشويهها وضربها في الصميم. ويبدو المشهد الآن وكأن الرئاسة والحكومة في واد، وجبهة الإنقاذ والمعارضة في واد آخر، والشارع المصري بثواره ومتظاهريه ومعتصميه في واد ثالث. فالرئاسة تطالب المعارضة برفع الغطاء السياسي عما تسميه ب "العنف". وجبهة الإنقاذ والمعارضة تؤكدان أن "الثورة سلمية" وأن "العنف" يأتي من قلة قليلة بين المتظاهرين السلميين!! وأن الجبهة لا تريد إسقاط الرئيس!! بينما الشارع يغلي اقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا على خلفية الانفلات الأمني وغياب الدولة ومؤسساتها الأمنية والفشل الكامل لللإخوان المسلمين والرئيس مرسي في إدارة الدولة.

أين الانتخابات التشريعية التي كان من المقرر إجراؤها في فبراير 2013؟ أين الحكومة من الأزمات والانهيارات المتوالية؟ أين النائب العام من قضايا قتل المتظاهرين ومحاكمة قتلة الثوار؟ تساؤلات بسيطة تتردد الآن على لسان كل المصريين البسطاء الطامحين إلى العدل والعدالة والمطالبين بأبسط حقوقهم المعيشية والاجتماعية. ولكن النخب هي النخب في كل العصور والأزمان والمراحل التاريخية والأزمات والثورات. وهذا يعني ببساطة أن الشارع المصري بعاطليه عن العمل ومواطنيه من سكان العشوائيات وأطفال شوارعه وطلابه "المشاغبين" وثواره "العنيدين" هم المخولون بتغيير كل المعادلات الداخلية ليس فقط من أجل إفهام واشنطن ومحورها المطيع وحلفائها الخليجيين وبقايا الإمبراطورية العثمانية بأن كل خططهم فاشلة، بل وأيضا بأن المصريين قادرون على رسم مستقبل بلادهم بعيدا عن التطرف والتخلف والرجعية والعنصرية، قادرون على تحديث مصر وإقرار الأمن والعدل والعدالة الاجتماعية وبناء دولة القانون لا دولة الملالي والمرشدين والشيوخ والأغوات.

إن مصر تضم حوالي 3 ملايين طفل من أطفال الشوارع طبقا لاحصائيات منظمات المجتمع المدني‏،‏ يبيتون في الحدائق وتحت الكبارى ووراء المنازل المهدمة وفي المدافن‏. وربما يكون العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير. لم تتمكن الدولة المصرية طوال عشرات السنين من وضع برامج حقيقية لاستثمار هذه الطاقة والتعامل معها بشكل إنساني واجتماعي واقتصادي. هؤلاء الأطفال والشباب آمنوا بالثورة في بدايتها وفي حلم التغيير والحرية والعدالة الاجتماعيه. ولكنهم تحولوا، على خلفية الفوضى الأمنية والاجتماعية، إلى "طرف ثالث وأعداء الشعب ومجرمين ووصمة على جبين الثورة". هكذا يصفهم الجميع من ساسة وتجار دين ونخبة ومثقفين و"أولاد ذوات"! الجميع ينفر منهم على الرغم من وجودهم الفعلي في الواقع وفي مقدمة الصفوف الأولى في الثورة وفي الاشتباكات والاحتجاجات و"الاحتياجات".


الفقر والأمية والحياة الصعبة حولت كثيرا من المصريين، من سكان العشوائيات والعاطلين عن العمل، إلى مشبوهين ومجرمين فعليين ومحتملين وأطفال شوارع. ولا يتواني الإعلاميون والساسة وتجار الدين عن احتقارهم واتهامهم بأنهم سبب البلاء. وكأن الثورة لابد وأن تشتعل بأيدي الأغنياء والميسورين، وتكون لصالحهم من أجل إعادة توزيع الثروة بينهم، وبينهم فقط.


في الحقيقة، عدد أطفال الشوارع يزيد كثيرا عن الإحصائيات الرسمية. فملايين المصريين يعيشون حالة من الفقر والبطالة ويسكنون العشوائيات والمقابر. وأكثر من 80% - 90% من المصرييمن لا يختلفون كثيرا عن أطفال الشوارع من حيث المظهر والحالة المعيشية والاجتماعية بنتيجة ظروف ليس لهم يد فيها. فهل فعلا يشوه أطفال الشوارع الثورة؟ ولماذا قامت الثورة أصلا، ومن أجل من؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.