المتحدث باسم الكنسية: آخر ظهور علني للبابا في قداسه الأخير في 27 فبراير الصحافة الإيطالية: بنديكت السادس عشر يستخدم جهازا لتنظيم ضربات القلب
بعد يوم واحد فقط من إقدام البابا بنديكت السادس عشر على الاستقالة، أعلن الفاتيكان أن البابا استخدم جهازا لتنظيم ضربات القلب لسنوات مضت، وطبقا لما نشر بالصحافة الإيطالية، فإن البابا أجرى عملية جراحية لوضع جهاز جديد لتنظيم ضربات القلب منذ ثلاثة أشهر فقط، وبالرغم من ذلك، أكد المتحدث باسم الفاتيكان فيدريكو لومباردي، أن تنحي البابا لم يكن راجعا إلى معاناته من أي أمراض معينة.
لومباردي كشف أن آخر ظهور علني للبابا سيكون في قداسه الأخير الذي سيقام بميدان القديس بيتر في السابع والعشرين من فبراير الجاري، مضيفا، أن البابا لن يكون له أي دور في إدارة الكنيسة عقب استقالته.
هذه الخطوة غير المتوقعة -كونها الاستقالة الباباوية الأولى منذ قرابة 600 عام- فاجأت الحكومات، ومتابعي الأوضاع في الفاتيكان، بل فاجأت حتى المساعدين القريبين من البابا نفسه.
وكان الكاردينال جوزيف راتزينجر قد تولى منصب بابا الفاتيكان تحت اسم "بنديكت السادس عشر" في العام 2005 عقب وفاة البابا يوحنا بولس الثاني.
مراسل البي بي سي في روما دافيد وللي، قال إنه نظريا، لا يوجد ما يمنع البابا بنديكت أو أي من الباباوات السابقين من اتخاذ قرار بالتقاعد، وطبقا لشريعة الكنيسة الكاثوليكية والقانون الكنسي، فإن هناك شرط واحد فقط يجب توافره لصحة مثل هذه الاستقالات، وهو أن تكون الاستقالة نابعة عن إرادة حرة ومعلنة.
إلا أن مثل هذه الاستقالات يعتبر شيئا نادرا في الغالب، حيث كان آخر بابا للفاتيكان يقدم على الاستقالة هو البابا جريجوري الثاني عشر، الذي استقال عام 1415 وسط حالة من الانقسام داخل الكنيسة.
وخلال مؤتمر صحفي بالفاتيكان، أكد الأب لومباردي على أن بطاريات جهاز تنظيم ضربات القلب، والتي عملت بكفاءة عالية لسنوات، تم تغيرها في عملية روتينية، مضيفا "لم يكن لذلك أي تأثير على قراره بالاستقالة بأي شكل من الأشكال، وببساطة، فإن البابا شعر أن قوته تتناقص مع تقدمه في العمر".
وفي وقت سابق، قال شقيق البابا، جورج راتزنجر، أن بنديكت السادس عشر تلقى نصيحة من طبيبه المعالج طالبه فيها بالتوقف عن إجراء أي رحلات عبر المحيط، وأن يستريح من عناء العمل لعدة أشهر.
شقيق البابا أضاف في تصريحاته إلى مراسل بي بي سي في منزله في ريجنسبورج بألمانيا، أن البابا عندما دخل في النصف الثاني من عامه الثمانين، بدأ يشعر أن السن ظهرت عليه، وأنه يفقد تدريجيا قدراته التي تيعنه على أداء واجباته بالشكل الأمثل، وبناء على ذلك فإن الاستقالة كانت مجرد إجراء طبيعي.
فيما يؤكد الفاتيكان حاليا، أنه يتوقع أن يتم انتخاب البابا الجديد قبل عيد الفصح.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الأب لوبماردي أن البابا بنديكت لن يتدخل في انتخابات خلفه، الذي سيتم اختياره بواسطة المجلس المقدس الذي سيعقد في كنيسة السيستان بالفاتيكان.
ويرى المحللون، أن المرشحين الأوروبيين لايزالون الأوفر حظا، ومن بينهم المطران الحالي لميلان أنجلوا سكولا، وكريستوف سكونبورن أحد التلامذة السابقين للبابا الحالي من النمسا.